أعيان المنطقة الغربية لـ«البيان»:

زايد استشرف المستقبل وخطط لدولة عصرية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد أعيان المنطقة الغربية أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، صاحب رؤية عميقة في استشراف المستقبل والتخطيط لدولة عصرية تكون محط أنظار العالم وهو ما تحقق.

وأشاروا لـ«البيان» أن الشيخ زايد رسخ في نفوس المواطنين حب العمل والإخلاص للوطن، منوهين بأن رحلات القنص مع القائد المؤسس كانت متعة حقيقية تلقوا فيها الكثير من العبر والدروس والحكايات المفيدة في مدرسة زايد.

أفكاره عميقة

وقال محمد بن زايد المنصوري، إن الشيخ زايد كان يفكر في الإنسان، وحكمته وأفكاره عميقة وليست بسيطة، فهو رجل لديه إرادة حديدية ويستطيع أن يفعل أي شيء، وعندما يعزم على أمر يتوكل على الله ونراه يتحقق أمامنا.

وأوضح أن الشيخ زايد وعـــياله من بعده لم يقـــصروا في المشروعات بالمنطقة الغربية، فأقاموا عيوناً للبدو - وهي بركة ماء في كل تجمع بدوي - تشرب منها الإبل، وكذلك تم تركيب غطاس (موتور) لسحب المياه، فتشرب الإبل من دون عناء.

وأضاف أنه مع زيادة الخير حصل كثير من البدو على وظائف ورواتب مرتفعة في الشركات وغيرها، وكثيرون منهم تركوا الإبل، ولكن الشيخ زايد فطن إلى خطورة ذلك، حيث كان يعتبر الإبل ثروة وطنية وتركها سائبة تهيم في الصحراء يعني ضياعها وفي ذلك خسارة كبيرة، فأصدر الشيخ زايد، رحمه الله، قراراته بدعم أصحاب الإبل، وتقرر صرف 400 درهم لراعي الإبل، والغنم 50 درهماً، مساعدة وتشجيعاً لحماية الثروة الحيوانية، والفكرة كانت رائعة، والإبل التي كانت سائبة في الصحراء بدأ البدو يجمعونها للحصول على الدعم، لأن الدعم شجعهم على الحفاظ على ما لديهم وزيادته.

وأضاف: كان الشيخ زايد، رحمه الله، يجلس على الرمل بيننا، ويتحدث معنا، ويأكل من طعامنا، حيث كان يحب أن يأكل (القرص) من الطعام معنا، ويطرح فكرته ومشروعاته ونراها بأعيننا حقيقة على الأرض.

رحلات القنص

وقال عبيد الهاملي: في رحلات القنص تعلمنا من الشيخ زايد الكثير، قبل ظهور السيارات كان الشيخ زايد يذهب مع الرجال للقنص، يقنصون في منطقة الحمراء، أو ليوا أو منطقة الجدة، فالصحراء كانت مرغوبة بسبب الهدوء، وكنا في تلك الرحلات نتلقى الكثير من العبر والدروس والحكايات المفيدة في مدرسة زايد.

وأضاف أن الخير كان مع الشيخ زايد حيث ذهب، لا نتحدث عن بلادنا ولا الخير الذي جاء مع الشيخ زايد فحسب، ولكن هناك بلاد ومدن في مختلف أنحاء العالم بنى فيها الشيـــخ زايد حيث المدارس والمستشفيات.

وأوضح أن كل مدينة في المنطقة الغربية لها خصوصية معينة وأهل كل جهة لهم طــــبيعة خاصة بهم في حياتهم وطريقة عيشهم ومأكلهم ومشربهم وبيوتهم، وفي ذلك الوقت كل قبيلة أو عائلة كانت لها عاداتها، والشيخ زايد جمع قلوبهم أولاً، فلم يحرك أحداً من مكانه، ولكنه زرع فيهم حب الوحدة والاتحاد، وربط بينهم بالمــــودة، ثم جمــع بيننا بأن بني البيوت والمدارس والمساجد في كل منطقة، وكان يخطها على الرمال ونتعجب من أن ما خــــطه على الرمل صار حقيقة ورأينا البيوت ترتفع كما قال لنا، مثلاً هنا في مديــــنة زايد وكان تصميمها على شكل (+) أي (زائد) وبني 40 بيتاً في المــــدينة كانت النواة الأولى لها، ثم المدارس والمساجد والجهات الحكومية.

رؤية

وقال محمد فاضل الهاملي: كل يوم كنا نتعلم من الشيخ زايد الكثير، وأذكر عندما كنت مسؤولاً في بلدية الغربية وكنا نخطط ونؤسس لمدينة زايد كنت أرى أن يكون مسلخ المدينة في نهاية المنطقة الصناعية وبعيداً عن البيوت والشوارع الرئيسية، ولكن المهندسين جعلوا المسلخ قريباً من الشارع الرئيسي، وعندما جاء الشيخ زايد ورأى المسلخ طالبهم بنقله خارج البيوت إلى المنطقة نفسها التي قلت لهم عليها في البداية، حيث كانت له رؤية عميقة تستشرف المستقبل.

ولفت إلى أن المنطقة الغربية كانت تضم عرب بدو يتنقلون في حدود مناطقهم بالخيام، ولكن الشيخ زايد جعل لهم بيوتاً، فجعل مثلاً أهل منطقة بدع المطاوعة في منطقتهم، ولم يفكر في نقل قبيلة من مكانها، وإنما ثبتهم في بلادهم وبنى لهم منازل فيها لأنهم أدرى بشعاب بلادهم، ومن هنا كان عشق الغربية للشيخ زايد، فكل منطقة كان لها حياتها ولديها (البوش) والمراعي، وتعرف دروب الصحراء من حولها.

حب العمل

وقال عتيق محمد عطشان الهاملي: تعلمنا من الشيخ زايد، رحمه الله، حب العمل والإخلاص للوطن، فالحب والعطاء من دون مقابل كان أهم دروسه لنا، فالشيخ زايد أحب شعبه فملك قلوبهم للأبد وما قال عليه لنا تحقق أمام أعيننا.

وأضاف أن الشيخ زايد جعل أهل ليوا في واحتهم وبنى لهم منازلهم في منطقتهم، وكذا أهل غياثي، وأهل السلع في منطقتهم، فلم يفكر في نقل أهل السلع مثلاً ويضمها إلى ليوا، بل جعل أهل كل مدينة تلتف حوله وتنصت له ولأفكاره، فكل منطقة فيها أهلها وبالطبع أكثرهم لا يريدون التنقل وترك بلادهم فقرر أن يبني لهم الشعبيات في مناطقهم.

Email