عطاء دبلوماسي

رمضان في سفارتنا بالنمسا.. عادات إماراتية وأنشطة مجتمعية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تحاور «البيان» سفراء وقناصل الإمارات في الدول المختلفة، ملقية الضوء على أجواء رمضان والأنشطة والفعاليات التي تنظمها بعثاتنا الدبلوماسية في الخارج لإطلاع القارئ على الدور المحوري الذي تؤديه في هذه الدول.

وساهمت وزارة الخارجية والتعاون الدولي وبعثاتها الدبلوماسية في بناء علاقات متينة قائمة على التعاون البناء والاحترام المتبادل مع مختلف دول العالم، وبلغ عدد البعثات التمثيلية للدولة في الخارج 102 بعثة منها 80 سفارة و18 قنصلية و4 بعثات دائمة، فيما بلغ عدد بعثات الدول الأجنبية المعتمدة في الدولة 110 سفارات و73 قنصلية و16 منظمة دولية.

 يستحضر أعضاء سفارة الدولة لدى جمهورية النمسا العادات والتقاليد الإماراتية خلال شهر رمضان الفضيل، حيث يقضون الشهر الكريم بين العمل أثناء فترة الدوام الرسمي، والمشاركة في الفعاليات والأنشطة المجتمعية المختلفة التي يتميز بها الشهر، مثل زيارة الأصدقاء ولقاءات الإفطار الجماعي وحفلات الإفطار الرسمية، فضلاً عن أداء صلوات التراويح في المركز الإسلامي الرئيس، التي تنتهي في وقت متأخر من الليل، بسبب الطبيعة الطويلة لساعات الصيام في النمسا، التي تبدأ في الساعة الثالثة فجراً حتى التاسعة مساءً.

أجواء رمضانية

وقالت بدرية عبدالله الشحي القائم بالأعمال بالإنابة بسفارة الدولة لدى جمهورية النمسا لـ«البيان»: بسبب عدم وجود عائلات إماراتية تقيم بشكل دائم في النمسا، تحاول أسر أعضاء البعثات الدبلوماسية المقيمة في النمسا خلق وإحاطة نفسها بالجو الرمضاني الخاص بها، نتيجة الطبيعة الأوروبية التي تسود أجواء النمسا بشكل تختفي معه ملامح شهر رمضان الكريم المعروفة، مقارنة بدولة الإمارات والدول العربية الأخرى، وبطبيعة الحال تهتم الأسر الإماراتية في النمسا، خلال الشهر الفضيل، بطهي الأطعمة والمأكولات الرمضانية المعروفة في البلاد وإعداد المشروبات الرمضانية التقليدية، استعدادا لحلول موعد الإفطار.

وأضافت «تحرص السفارة سنوياً على تنظيم حفل إفطار جماعي يشارك فيه أعضاء البعثة الدبلوماسية والموظفون المحليون، لتعزيز أواصر المحبة وتقوية الشعور بالانتماء بين جميع أعضاء السفارة، لاسيما في شهر رمضان الكريم، الذي تفتقد فيه الأسر العربية المقيمة في النمسا الأجواء الرمضانية التي تتمتع بها دولة الإمارات وجميع الدول العربية».

وتابعت «يحتفل أعضاء البعثة الدبلوماسية والموظفون المحليون في السفارة والمواطنون الإماراتيون المتواجدون في النمسا بعيد الفطر المبارك مع بقية أبناء الجالية الإسلامية، بأداء الصلاة في باحة المركز الإسلامي الرئيس بالعاصمة فيينا، وسط أجواء احتفالية تظهر في محيط المسجد، حيث يحتفل أطفال المسلمين بحلول العيد ويسعدون بالألعاب التي توفرها إدارة المركز الإسلامي لهم في باحة المسجد، وتتبادل العائلات والأصدقاء التهاني والتبريكات، وينتشر أفراد الجالية الإسلامية في الحدائق العامة المحيطة بالمركز الإسلامي، حيث يتناولون طعام الإفطار احتفالاً بحلول عيد الفطر».

أنشطة مختلفة

وتحرص سفارة الدولة لدى جمهورية النمسا على المشاركة في جميع الفعاليات والأنشطة المختلفة سواء كانت اجتماعية أو ثقافية أو سياحية لتمثيل الدولة بشكل مشرف ورفع علم دولة الإمارات خفاقاً بين أعلام الدول الأخرى.

وقالت بدرية الشحي: تتنوع الأهداف التي تقف وراء مشاركة السفارة في المناسبات المختلفة، فمنها الأهداف الخيرية، حيث تظهر في مشاركة السفارة سنوياً في فعاليات البازار الخيري الدولي الذي تنظمه الجمعية النسائية لمنظمة الأمم المتحدة في مركز المؤتمرات الدولي، لدعم المشاريع المخصصة لمساعدة الأطفال المحرومين على مستوى دول العالم، ويأتي ذلك تماشياً مع سياسة الدولة وحرصها على تقديم المساعدات الخيرية والإنسانية في كافة المجالات على مستوى دول العالم، وتستغل السفارة مثل هذه المناسبات في التعريف بالجوانب الثقافية والتراثية والسياحية لدولة الإمارات، وتقديم طائفة واسعة متنوعة من المنتجات الصناعية والزراعية والمصنوعات اليدوية.

وأكدت الشحي أن سفارة الدولة لدى النمسا تشارك في المناسبات والفعاليات المختلفة التي تنظمها الروابط والغرف التجارية وممثلو البعثات الدبلوماسية مثل مشاركة السفارة في الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، الذي نظمته بعثة جامعة الدول العربية المعتمدة لدى النمسا ومنظمات الأمم المتحدة، وهو الاحتفال الذي شهد مشاركة السفارة بأعمال فنية في المعرض الذي تضمن لوحات فنية للخط العربي وأعمالاً لخطاطين عرب وكتباً عربية، حيث لقيت مساهمة دولة الإمارات ترحيباً كبيراً وتقديراً من السفير وائل ناصر الدين الأسد رئيس بعثة جامعة الدول العربية، الذي توجه بالشكر إلى سفارة الدولة لدى النمسا على مساهماتها بأعمال فنية متميزة أبرزت ثراء اللغة العربية وجمال خطوطها.

جهود توعوية

كما تحرص سفارة الدولة على المشاركة في الحملات والمبادرات الهادفة إلى الحفاظ على البيئة، مثل مبادرة «ساعة الأرض»، التي شاركت فيها السفارة وقامت بإطفاء كافة أضواء مبنى السفارة وغلق جميع الأجهزة الكهربائية والإلكترونية لمدة ساعة كاملة، وذلك في إطار حرص السفارة على تعزيز المشاركة في الجهود العالمية التوعوية الهادفة إلى خفض ظاهرة الاحتباس الحراري، إلى جانب المشاركة في الطبعة السنوية العاشرة لأضخم حملة عالمية تدعو إلى مكافحة أسباب التغير المناخي ورفع مستوى وعي شعوب العالم بالمشكلة. وتهتم السفارة بالمشاركة في الفعاليات والأنشطة التي تعمل على إزالة سوء الفهم وتوطيد علاقات الصداقة والاحترام المتبادل بين أبناء الجالية العربية والشعب النمساوي، وتساهم في تعريف المواطن النمساوي بالجوانب الثقافية والتراثية والسياحية والعادات والتقاليد الخاصة بدولة الإمارات، إلى جانب مشاركة السفارة في فعاليات مهرجان الثقافة العربي النمساوي، تحت شعار «اليوم العربي»، حيث تعرض الخيمة التراثية الإماراتية مع بقية الدول العربية المشاركة في ساحة الاحتفالات الرئيسة لمدينة «سانكت بولتن»، المشغولات اليدوية ولوحات الخط العربي والكتيبات والمطبوعات السياحية والهدايا التذكارية، ويحل الزائرون ضيوفاً على الخيمة الإماراتية ويتناولون التمر والقهوة العربية، كما يستمتع ضيوف المهرجان بالفقرات الفنية والموسيقية العربية والنمساوية المتنوعة، والأكلات العربية الشعبية.

حركة السياحة

ولفتت الشحي إلى أنه يدرس خلال الوقت الراهن بالنمسا طالبة مبتعثة إماراتية، أوشكت على الانتهاء من دراستها العليا والحصول على درجة الماجستير في الشؤون الدولية وتقنية البيئة، وكذلك طالب مبتعث أوشك على الانتهاء من دراسته العليا والحصول على درجة الدكتوراه في الهندسة المدنية.

وتابعت «لا يوجد في النمسا مواطنون إماراتيون مقيمون بشكل دائم، لكن حركة السياحة الإماراتية تصدرت السياحة العربية في النمسا خلال عام 2015، بنحو 50 ألف سائح سافروا من الإمـارات إلى النمسا بشكل مباشر، وتشير الأرقام الإحصائية إلى زيادة حركة السياحـة الإماراتية إلى النمسا العام الماضي بواقـع 44.8% مقارنة بعام 2014، بعد أن أصبحت النمسا واحدة من الوجهات الأوروبية الأكثر شعبية لقضاء العطلات بالنسبة للسائحين الخليجيين والإماراتيين والقادمين من منطقة الشرق الأوسط، وخصوصاً العائلات التي تستمتع بالطبيعة ذات المروج الخضراء والبحيرات الصافية وقمم الجبال المغطاة بالثلوج الموجودة في النمسا، كما أن مدن النمسا التاريخية مثل فيينا وسالزبورغ وإنسبروك تحظى بشعبية كبيرة من أجل التسوق وزيارة المعالم السياحية وقضاء أوقات طيبة والاستمتاع بالعديد من المتنزهات أو المقاهي الموجودة فيها.

استقرار أمني

وذكرت بدرية الشحي أنه يوجد انطباع عام يمكن للمتخصص أن يرصده في دوائر رجال الأعمال والقطاع الخاص والغرف الاقتصادية وغرف التجارة المختلفة، يؤكد أن دولة الإمارات منفتحة اقتصادياً وتتمتع بالاستقرار الأمني الذي ينعكس إيجاباً على بيئة الأعمال والاستثمار وتوفر فرصاً جيدة أمام الأفراد والشركات الأجنبية للاستثمار الآمن في أجواء ملائمة من حيث طبيعة التشريعات وسهولة الإجراءات الجمركية والبنية التحتية والنقل الجوي، وهناك إدراك لسعي دولة الإمارات إلى تعزيز مصادر دخلها وعدم الاعتماد على النفط كمصدر أساسي ودعم الابتكار في التنمية الاقتصادية لتحقيق التنمية المستدامة.

وأضافت»على الصعيدين السياحي والثقافي تصدر السياح الإماراتيون حركة السياحة العربية الوافدة إلى النمسا خلال العام الماضي 2015 وذلك بناءً على إحصائية رسمية صدرت مؤخراً عن هيئة السياحة النمساوية«.

وتساهم حركة السياحة الإماراتية المتزايدة إلى النمسا في تعزيز العلاقات المجتمعية على المستوى الشعبي، والتعريف بالعادات والتقاليد الإماراتية، مما يساهم في تقليص الفجوات التي قد تنشأ بين الثقافات العربية والأوروبية، كما أن تحول عدد من المدن الإماراتية إلى مقاصد سياحية مهمة أصبحت ضمن البرامج السياحية التي تنظمها الشركات ومنظمو الرحلات السياحية في النمسا.

 

180 مليون يورو صادرات الإمارات إلى النمسا

قالت بدرية الشحي القائم بالأعمال بالإنابة بسفارة الدولة لدى جمهورية النمسا إن أول سفارة نمساوية افتتحت في أبوظبي في عام 2003، بعد أن كان السفير النمساوي لدى المملكة العربية السعودية خلال التسعينات يتولى المسؤولية كسفير غير مقيم، حتى تطورت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بشكل إيجابي على مدار السنوات الماضية، وظهر هذا التطور الإيجابي في تأسيس لجنة مشتركة بين البلدين، هدفها الأساسي العمل على تعزيز ودفع العلاقات في كافة المجالات خاصة التجارية والاقتصادية، وزيادة حجم الاستثمارات في البلدين، وينبغي هنا الإشارة إلى عقد الاجتماع الثامن للجنة المشتركة بين البلدين في إمارة أبو ظبي بتاريخ 14 أبريل 2015.

وفيما يخص حجم التبادل التجاري بين الإمارات والنمسا أوضحت الشحي أنه وفق البيانات الرسمية الصادرة عن غرفة الاقتصاد الاتحادية النمساوية عام 2014 فقد وصل حجم صادرات الإمارات إلى النمسا 179.8 مليون يورو، وبلغ حجم صادرات النمسا إلى الإمارات 680 مليون يورو.

استثمارات وحول الاستثمارات الإماراتية المعلنة في النمسا، قالت الشحي إن شركة Ipic الإماراتية تمتلك 24.9%من أصول شركة OMV النمساوية المتخصصة في إنتاج النفط والمنتجات البترولية، كما تستحوذ شركة Ipic مع شركة ÖBIB النمساوية على نحو 56%من أسهم شركة OMV، وهي الشركة التي تدير جميع الشركات التي تساهم حكومة النمسا في ملكيتها، وتستثمر أيضاً شركة Ipic في شركة»Borealis«، التي تعد من أهم الشركات النمساوية العاملة في مجال إنتاج اللدائن الاصطناعية وخام البلاستيك، وقد استحوذت مجموعة الحبتور الإماراتية في شهر فبراير الماضي على فندق»امبيريال" التاريخي الفاخر الكائن في قلب العاصمة النمساوية فيينا.ومن المتوقع وجود استثمارات إماراتية أخرى في النمسا، بيّد أن نظام حماية البيانات المطبق هناك لا يسمح بالكشف عن بيانات الشركات وحجم استثماراتها.

9

جمهورية النمسا الاتحادية هي جمهورية فيدرالية غير ساحلية تقع في وسط أوروبا، وتتكون من 9 ولايات اتحادية، وتحدها من الشمال التشيك وألمانيا ومن الشرق المجر وسلوفاكيا ومن الجنوب سلوفينيا وإيطاليا ومن الغرب سلوفينيا وإمارة ليختنشتاين ويبلغ عدد سكانها 8.5 ملايين نسمة منهم 520 ألف نسمة من المسلمين بواقع 4.2% من عدد السكان، ويبلغ إجمالي الناتج القومـي المحلي 437.6 مليار دولار، في حين تصل قيمة صادرات النمسا إلى 178 مليار دولار ووارداتها 181.9 مليار دولار.

Email