48 طفلاً من أبناء نزيلات سجن دبي ينعمون ببيئة تعليمية وترفيهيّة

■ شرطة دبي تبني مجتمعاً إنسانيّاً لأطفال النزيلات | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

بتجوالك بين أروقة وغرف المؤسّسات العقابية والإصلاحيّة في دبي، تتسمّر أمام غرفتين لا ينتميان للمكان، حيث الكثير من أدوات اللعب والتلوين، وحيث يبدأ الطفل في إحداها بتلمّس طريقه واستكشاف الحياة بحواسه، وفي الأخرى يتعلّم أبجديات اللغة والمهارات الأولية للقراءة والكتابة والرسم، وبجانب الغرفتين ساحة صغيرة تحوي ألعاباً وأرجوحات يلهو عليها الصغار، يركضون ويمرحون حتى تظن نفسك للوهلة الأولى في حضانة للأطفال، وتنسى أنك خلف قضبان سجن النساء في دبي.

48 طفلا في سجن النساء، بعضهم أبصر النور خلف القضبان، والآخر دخل مرافقاً والدته دافعاً ثمن جريمة لم يرتكبها، فقط لأن لا معيل أو ملجأ آخر يحتضنه، يكبرون وعقلهم الصّغير يختزل عالمنا الواسع ببضع أمتار تحوي وجوهاً نسائيّة لا تتغيّر، جدران السّجن وأسواره هي حدود العالم بنظرهم، وأحلامهم تبقى متواضعة لا تتخطّى سقف المكان الذي يربون فيه.

عناية

الرّائد جميلة الزّعابي مديرة سجن النّساء بالوكالة في المؤسّسات العقابية والإصلاحيّة بدبي أكدت أنّ السّجن ليس المكان الأنسب لهؤلاء الأطفال، لكنّه الخيار الوحيد أمام بعض النزيلات نظراً لعدم وجود عائلة لهنّ في الخارج للعناية بالطفل لحين قضاء فترة الحكم، مشيرة أن القانون في السابق كان يسمح بوجود الطفل لحين بلوغه العامين فقط، لكن الحالة الإنسانيّة تستدعي وجود استثناءات لمصلحة الأم وطفلها، لاسيما أن الإدارة توفّر بيئة مناسبة لكليهما وتراعي حاجتهما للخصوصية.

احتفالات

وأوضحت الزعابي أن إدارة السجن توفّر أجواء إيجابيّة ومريحة للطّفل مع كافّة مستلزماته من المأكل المناسب والمشرب وفحوص طبيّة دوريّة وتعليم يمنحهم المبادئ، مشيرة إلى إقامة الإدارة لاحتفالات بين الحين والآخر، مثل الاحتفال بليلة النصف من شعبان واليوم الوطني، إضافة لمبادرات عدّة تدخل الفرحة والبهجة لقلوب الأمهات.

برنامج تعليمي

وبالتركيز على الجانب التعليمي للطّفل، قالت الزعابي إن الإدارة تحرص على تعلّم الأطفال أبجديات القراءة والكتابة والرسم، والتعّرف على أسماء الحيوانات والأشياء وخلافه، ليكون بذلك قادرا على المواصلة من حيث انتهى عند انقضاء فترة محكوميّة والدته، موضّحة أن البرامج التعليميّة للطفل تؤثّر إيجابيّا على الأم بحيث يغدو لديها متّسع من الوقت لتتمكّن من ممارسة حياتها بشكل طبيعي.

حكايات

لم تتوقف دموع جوي. ك وهي تروي ندمها على تورّطها في قضية اختلاس المال العام لاسيّما وأن ابنتها ذات الثلاثة أعوام تدفع ثمن جريمة والدتها خلف قضبان السجن، قالت جوي: «انتهت فترة محكوميّتي وبقي عليّ تسديد مبلغ يتجاوز 350 ألف درهم لأتمكّن من الخروج، في السابق كانت ابنتي في رعاية والدتي، ولكن أمي لم تعد تقوى على الاهتمام بها نظراً لمعاناتها من مشاكل قلبيّة وأمراض أخرى، فلم أجد حلا سوى طلب إحضارها إلى السجن لأعتني بها شخصياً إلى أن تتغيّر الأحوال».

Email