مكتبته تحتضن 3 آلاف من نخبة العقول في شتى العلوم

محمد الضنحاني: «عام القراءة» نحو عقول مبدعة

محمد سعيد الضنحاني يتحدث عن محتويات مكتبته | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم وتيرة الحياة المتسارعة التي يغلفها عالم تكنولوجي، وفي وقت أصبحت فيه القراءة إلكترونية، هناك أشخاص يجدون متعتهم وسط كتب ورقية ومجلدات ضخمة وصفحات خطها الزمن، منهم الكاتب والشاعر الإماراتي محمد سعيد الضنحاني مدير الديوان الأميري في إمارة الفجيرة.

«البيان» حلت ضيفاً في منزل الضنحاني الكائن بمنطقة الفصيل في الفجيرة،الذي يضم مكتبة تحمل بين جنباتها 3 آلاف كتاب قيم في مجالات الأدب والتاريخ والشعر والفنون والعلوم، فكان الحديث عن حب القراءة والكتاب.

يقول الضنحاني إن الكتاب يعني له الكثير فهو يهتم بمطالعته حيث يقضي في مكتبة وقتاً ممتعاً في القراءة، ويجد في المطالعة متعة خالصة للروح والعقل، وزاد للفكر غنية بالمعلومات المفيدة.

القراءة

وأضاف: أعيش وأتعايش مع ما أقرأه ويخالجني شعور بالسكينة يأخذني بعيداً في عالم الكتاب الذي بين يدي، أتمعن في مفرداته وطرحه الذي يلامس ذاتي ليترك أثراً جميلاً داخلي، فيختزن عقلي تلك العبارات العربية ذات المعاني القيمة، وشغفي في القراءة جعل من الكتاب خير جليس لي ورفيقي في المنزل والسفر حيث أقضي جل وقتي وأنا أتصفحه مكتشفاً وسابحاً في موسوعته الكلامية.

هو مولع بالقراءة ويحب الدواوين الشعرية لكبار الشعراء الخليجيين والعرب، وقراءة الكتب الأدبية والروائية، كما أنه يحب الاطلاع على المؤلفات الأجنبية والعربية، فهذا الكم الهائل من الكتب المتنوعة يجده فرصة لإثراء الذات والعقل البشري، ومتعة لا تضاهيها أخرى وهو الدخول في عالم الروايات الإبداعية واكتشاف معلومات وقصص جديدة، يبتعد فيها عن العالم المحيط ويعيش عالماً آخر.

ويرى الضنحاني أن وجود مكتبة منزلية ضروري ومهم لصقل مهارات ومواهب أفراد العائلة، وتنمية حس القراءة لديهم وتذوق معاني ومفردات الكلمات، كما يتيح فرصة للمعرفة واكتشاف قصص تاريخية مهمة والتعرف على حضارات دول، وهو ما يقوم به حيث يشجع عائلته على الرجوع للمكتبة في المنزل والتمتع بكتبها القيمة، حاضاً إياهم على أن تكون لهم المكتبة مرجعاً أساسياً في البحث عن المعلومة.

وأوضح أنه حرص طوال سنوات على امتلاك أهم المراجع في الأدب والشعر، والروايات المشهورة للكتاب العرب، وكتب الدين والفقه، والتاريخ والشخصيات العربية والإسلامية المؤثرة، إلى جانب أهم الأعمال الأدبية العالمية، وأشهر الروايات الإنجليزية والفرنسية والألمانية المترجمة، وقواميس اللغة والمعاجم للمعاني والمفردات.

موهبة

ولا ينسى ما صنعته مكتبته في صقل موهبة ابنته الكبرى، الذي يجد في حديثها بلاغة في التعبير وقدرة ومهارة عالية في كتابة النثر، وتمتلك مفردات لغوية قل ما يجدها في جيلها وسنها الصغيرة، وهو أمر يشعره بالسرور والرضا، لأنه نتاج قراءات متمعنة في عالم الكتب المتنوعة، التي تصنع شخصاً وفق وصفه مبدعاً في الكتابة ومتحدثاً جيداً مع الآخرين.

وأشار الضنحاني إلى أن مبادرة «عام 2016.. عام القراءة» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، خطوة مهمة لعالم مشرق وعقول مبدعة، سيخلق جيلاً مثقفاً يمتلك معرفة وثقافة تجعل منه ذاك الفرد الناجح، لتتعمق إسهاماته في كافة جوانب الحياة، لأنه تشرب من ينابيع المعرفة وأصبح يمتلك فكراً غنياً يستطيع من خلاله اتخاذ قرارات صحيحة وحكيمة.

واجب الأهل

يرى محمد الضنحاني أن من واجب الأهل تشجيع أبنائهم على القراءة وأن يكون الكتاب شغفاً في حياتهم، من خلال مكتبات منزلية تشجع الصغير والكبير على التمتع بكتبها، مشيراً إلى أن السعي إلى زرع حب المعرفة منذ الصغر في نفوس الأبناء بطرق مشوقة ومن خلال كتب رائعة يكون البداية لمسيرة نحو عالم الثقافة والعلم والمعرفة.

Email