«ديك ودياية» تنعش صيف أبناء «الساحلية»

■ عبدالله جاسم العلي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشكل الألعاب الشعبية ركناً مهماً من تقاليد التراث الإماراتي، يتذكرها الكبار وتحمل معها ذكريات مرح الطفولة وتنمية المواهب والعلاقات الاجتماعية والتنافس بين الصبية بروح الأخوة ، وتعد لعبة”الديك والدياية”إحدى الألعاب التي شكلت وسيلة للترفية والتخلص من حرارة الجو بالنسبة لأبناء البيئة الساحلية.

عبدالله جاسم العلي مدير جمعية رأس الخيمة للفنون والتراث قال إن الألعاب الشعبية قديما كانت ترتكز على التنافس ومنها لعبة «ديك ودياية» وهي من الألعاب الشعبية المعروفة لأبناء البيئة الساحلية، ويمارسها الصبية في فصل الصيف، عندما يكون الجو حاراً فينزل الجميع إلى مياه البحر للاستحمام والتخفيف من درجات الحرارة، وأثناء ذلك يمارسون اللعبة البحرية.

وتتطلب اللعبة النفس الطويل والقدرة على السباحة لمسافة طويلة، وليس من السهل الإمساك بأحد اللاعبين إلا بعد تعب وجهد كبيرين قبل وصوله إلى نقطة الأمان، وهكذا يستمر اللعب إلى أن يحين موعد الغداء، حيث يرجع الجميع إلى منازلهم ، وبعد ذلك يواصلون اللعبة مجدداً في جو من التشويق والأخوة والمحبة.

وتبدأ اللعبة المشوقة بتشكيل الصبية حلقة دائرية داخل مياه البحر ويخبط أحدهم المياه بكلتا يديه أمام الفريق المتنافس ثم يقوم بفتح يديه أمام صدره ليبدأ كل واحد من اللاعبين الآخرين بضرب البحر في محيط الدائرة أو الحلقة بواسطة أصبعه الأوسط مع الإبهام ليصطدم بالمياه ما ينتج عنها صوت، فإذا كانت الضربة قوية تحدث صوتاً مرتفعاً عند ذلك تسمى ضربته «ديكاً» ثم يأتي اللاعب الذي يليه ويضرب بإصبعيه بالطريقة نفسها وهكذا تبدأ المنافسة.

وتستمر اللعبة داخل مياه البحر حتى يخفق اللاعب في ضربته والتي لا ينتج عنها صوت، أو يكون صوتها ضعيفاً عند ذلك تكون ضربته «ديايه»، ويقف الخاسر بالقرب من الشاطئ ويبتعد عن اللاعبين «الديوك» لينتشروا داخل البحر ثم ينادون عليه بـ «الدجاجة» لينطلق وراءهم في الجزء الثاني من المنافسة محاولاً الإمساك بأحد اللاعبين، ويكون تركيزه على اللاعب الأقل حركة أو المتعب، ليمسك به لتخليص نفسه من الهزيمة، ليحل محله اللاعب الذي يمسك به، وتعاد اللعبة مرة أخرى من جديد حيث يحرص كل لاعب على أن يكون الأفضل.

وكانت تمثل لعبة “ديك ودياية”متنفساً لأطفال البيئة الساحلية ووسيلة لتعلم مهارات مفيدة.

Email