المدير التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل لـ «البيان»:

بدء تنفيذ الشبكة الوطنية لرصد جودة الهواء في الدولة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل عن بدء تنفيذ مشروع إنشاء شبكة وطنية لرصد جودة الهواء في الدولة بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة وهيئة البيئة بأبوظبي وبلدية دبي وهيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة وبلدية الفجيرة وبلدية عجمان وبلدية أم القيوين وهيئة حماية البيئة والتنمية برأس الخيمة، حيث يهدف المشروع إلى ربط جميع محطات رصد جودة الهواء عبر شبكة موحدة تصب بياناتها في وحدة مركزية إحصائية سيكون مقرها في المركز الوطني للأرصاد الجوية بأبوظبي.

وقال الدكتور عبد الله المندوس، المدير التنفيذي للمركز الوطني لـ «البيان»: إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" اعتمد في أكتوبر عام 2014 فكرة إنشاء شبكة الإمارات لجودة الهواء، الذي تم على ضوئه اعتماد المركز الوطني للأرصاد من قبل وزارة التغير المناخي والبيئة والسلطات المختصة بتنفيذ وتطوير قاعدة البيانات الوطنية الخاصة بتنفيذ عدد من المهام من بينها رصد مؤشرات جودة الهواء في مناطق الدولة المختلفة وتوفير بيانات دقيقة عنها.

وأضاف أن عملية ربط المحطات بدأت فعلياً في أبوظبي، حيث تم ربط 20 محطة في إمارة أبوظبي وجارٍ ربط محطات دبي وباقي المناطق الشمالية، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من ربط الشبكة كلياً بالمركز الوطني للأرصاد خلال الشهرين المقبلين.

وأوضح أن المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل نفذ بين عامي 2013 و2014 دراسة علمية موسعة لتقييم جودة الهواء على مستوى الدولة لمعرفة مستويات تركيز بعض ملوثات الهواء الهامة (ثاني أكسيد الكبريت، ثاني أكسيد النيتروجين، البنزين، والأوزون الأرضي) لتحديد مواقع جديدة لمحطات رصد جودة الهواء بهدف توسيع شبكة مراقبة جودة الهواء وتوحيدها.

وأوضح أن المركز قام أخيراً بمضاعفة عدد محطات رصد جودة الهواء حسب التوصيات التي انتهت إليها هذه الدراسة العلمية، ليصبح العدد الحالي 16 محطة إلكترونية لرصد جودة الهواء تغطي عدة مواقع جديدة بالمناطق الشمالية في رأس الخيمة وأم القيوين والشارقة والفجيرة، إضافة إلى تركيب 32 جهازاً لجمع عينات الغبار المتساقط اعتماداً على الاتجاه السائد للرياح التي تهب باتجاه المناطق السكنية من الكسارات ومصانع الإسمنت، التي تعد المصادر الأكثر احتمالاً لإحداث الغبار، وتوزيع عدد منها في عدة مناطق بعيدة عن تأثير الكسارات والمصانع للمقارنة ورصد مستوى الغبار المتساقط في تلك المناطق.

وأشار إلى أن مراقبة جودة الهواء وما يحتويه من عوامل تؤثر على الكائنات الحية والبيئة تعتبر من الأولويات التي منحتها الدولة أهمية قصوى، وذلك لما يشكله هذا الأمر من أثر بالغ على صحة الإنسان والبيئة المحيطة به.

8 محطات

وأوضح الدكتور عبد الله المندوس أن المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل يقوم حالياً بإدارة شبكة إلكترونية متخصصة برصد ملوثات الهواء في المناطق الشمالية (رأس الخيمة وعجمان والشارقة) تتكون هذه الشبكة من 8 محطات تحتوى على أجهزة متطورة وحديثة ذات مصداقية وجودة عالية، حيث تعمل هذه الشبكة على مدار 24 ساعة لرصد ملوثات الهواء الأكثر تأثيراً على صحة الإنسان في المدن، وهي غاز ثاني أكسيد الكبريت وغاز أول أكسيد الكربون وغاز ثاني أكسيد النيتروجين وغاز الأوزون الأرضي والغبار بنوعيه (أقل من 10 ميكرون وأقل من 2.5 ميكرون) ويتم إرسال بيانات هذه المحطات بصفة يومية وآنية إلى الخادم المركزي في مركز الأرصاد الجوية والزلازل، حيث يتم تحليل البيانات وإصدار تقارير دورية.

ووفق تقرير الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء، فإن عدد المحطات الإلكترونية لرصد جودة الهواء في عام 2014 بلغ 46 محطة موزعة على مختلف إمارات الدولة؛ 20 محطة في أبوظبي و13 في دبي و4 بالتساوي في الشارقة وعجمان و4 في رأس الخيمة و5 محطات في الفجيرة، إضافة إلى 8 محطات جديدة تابعة للمركز الوطني للأرصاد الجوية و6 محطات أخرى تابعة للبلديات والبيئة.

أفضل النتائج

من جانبه، أكد عبد الله الحمادي، رئيس قسم المناخ بالوكالة في المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، أن المركز يتبع طرقاً معتمدة دولياً للوصول إلى أفضل وأدق النتائج بهدف التعرف ومراقبة مستوى الغبار المتساقط على المناطق المحيطة بالكسارات ومصانع الإسمنت وتوفير قاعدة بيانات مستقبلية سليمة تتيح اتخاذ القرارات التي تحد من الغبار المتساقط بتلك المناطق والغبار على الدولة بشكل عام، لافتاً إلى أنه لمعرفة مستويات الغبار المتساقط وفق معايير علمية معتمدة قام المركز بتطبيق نظم الجودة العالمية رقم (ASTM-1739) وهي طريقة عمل قياسية لجمع ورصد كمية الغبار المتساقط، ويتم تطبيقها عن طريق جمع عينات الغبار ووزنها يدوياً لتحديد مستوى الغبار على منطقة معينة خلال فترة زمنية محددة.

تدابير

وأشار إلى أن استخدام هذه المعلومات المعتمدة والقابلة للمقارنة عن جودة الهواء يجعل من الممكن اتخاذ التدابير اللازمة لحماية البيئة، وتقييم نتائج الإجراءات المتخذة، وضمان أن يتم إعلام الجمهور بشكل صحيح عن حالة نوعية الهواء، مشيرا إلى أن إنشاء شبكة وطنية لجودة الهواء يأتي في إطار توجه الحكومة الرشيدة لتحقيق المزيد من التحسن في هذا مؤشر في إطار استراتيجية شاملة تتبعها، وهي استراتيجية الاقتصاد الأخضر التي تحرص على تحقيق التوازن بين البيئة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتضع حماية البيئة ضمن أهم أولوياتها باعتبار أن ذلك هو أحد متطلبات التنمية الشاملة والمستدامة.

بيانات

وذكر المهندس أشرف أمين مسؤول محطات جودة الهواء في المركز الوطني للأرصاد الجوية أن هناك طريقتين لرصد نوعية الهواء، وتشمل كلا من محطات الرصد الآلي (إلكتروني) واليدوي، والتي تعرف أيضا بمحطات رصد مستمرة وغير مستمرة على التوالي.

 أما محطات الرصد المستمر فتتكون من أجهزة تقوم بتحليل عينات الهواء الذي يصلها من خلال أنابيب مخصصة ساحبة للهواء المحيط بشكل آني ومستمر، ويتم نقل هذه البيانات إلى أنظمة تحليل البيانات، ومنها إلى الحاسوب المركزي الموجود بالمركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل الذي يدرج هذه البيانات في قواعد البيانات.

وأوضح أن مؤشر جودة الهواء المتبع هو نفسه المستخدم لدى وكالة حماية البيئة الأميركية، وهو يعني بقياس جودة الهواء من خلال قياس تركيزات خمسة ملوثات للهواء المحيط ويركز المؤشر على الآثار الصحية التي قد يواجهها أفراد المجتمع في غضون بضع ساعات أو أيام بعد استنشاق الهواء الملوث، وهي مصنفة إلى 6 مستويات تتراوح من صفر إلى 500، حيث إن أقل قيمة للمؤشر هو الأفضل، وأعلى قيمة للمؤشر هي الأسوأ على صحة الإنسان.

Email