«دكان الفريج».. مركز تجاري وملتقى اجتماعي

ت + ت - الحجم الطبيعي

حلويات، وعصائر، وأنواع مختلفة من البسكويت، وأكياس البفك، إضافة إلى بهارات وبضائع أخرى معروضة بشكل منظم، جميعها كانت تباع في «دكان الفريج»، الذي ارتبط عضوياً بتركيبة الفريج، وصار ركناً مهماً تتلاقى فيه الوجوه وتتعارف عنده الأرواح، كما أن الجلوس عنده كان طقساً أساسياً يمارسه رجال الحي وحتى الأطفال.

علاقة مودة

محمد سعيد الكعبي، متقاعد، يقول إن «الدكان» قديماً، كان يهتم بجلب الاحتياجات الأساسية واليومية للأفراد، وذلك من حلويات ومواد غذائية متنوعة.

وأشار إلى أن كل فريج آنذاك كان به دكان معروف، بل ويرتبط بعلاقة مودة مع الأشخاص، والجميل في الأمر أن صاحبه كان يستوعب أوضاعهم المالية، ويرضى بتأجيل دفع الحساب لمدة طويلة قد تستغرق شهوراً. وأضاف الكعبي: «أحن إلى دكان زمان، حيث كنت ألتقي أمامه مع أصدقائي المقربين، كما كان المتنفس الوحيد في الفريج»، منوهاً بأن صاحب الدكان كانت له علاقات طيبة مع التجار، ويوصيهم على بضاعته من الهند ليلبي احتياجات أهل الحي.

«النامليت»

ولا تزال تتذكر أم فيصل عبيد كيف كانت تذهب إلى الدكان وبرفقتها ابنها البكر لشراء احتياجاتها، موضحة أنها كانت تشتري عدداً من قنينات المشروبات القديمة مثل «النامليت»، وأغراض الطبخ كالسمن، والسكر، والطحين، والبهارات، وغير ذلك من المستلزمات الرئيسة التي كان الناس يحتاجونها في الزمن الماضي، أما أطفالها فكانوا يفضلون كيسة «الحظ والنصيب» والفيمتو المثلج.

كما يحن إسماعيل حسين، متقاعد، إلى دكاكين زمان التي كانت تُبنى من الطين، وسقفها من جذوع النخيل أو الحطب ليضعوا سعف النخيل فوقه، مؤكداً أنه يعود بين حين وآخر بخياله إلى الزمن الجميل في الستينيات والسبعينيات، لاسيما دكان الفريج الذي كان يتميز ببيع مشروب «النامليت»، وهو من المرطبات التي انتشرت في منطقة الخليج العربي، حين كان يصنع من الماء والسكر وروح الليمون، ثم انتشر بنكهات أخرى.

وتابع «رافقت أبنائي أخيراً لفعاليات أيام الشارقة التراثية، وحرصت على شراء «النامليت» الذي يشكّل جزءاً من ذاكرتي»، مؤكداً أن بيعه في المهرجان أعادني إلى الزمن الماضي في أجمل تفاصيله الأصيلة.

مشاريع

كثيرة هي الأشياء التي تعبق بروح الماضي ومنها دكاكين زمان، أو بالأحرى دكاكين الطيبين، ومن هذا المنطلق أطلقت شابات إماراتيات مشاريع عدة عبر شبكات التواصل الاجتماعي لبيع المنتجات والبضائع القديمة التي كانت تباع في الدكاكين في فترة السبعينيات والثمانينيات أيضاً، لاسيما وأنها بضائع انحسرت أمام التنوع الهائل للمنتجات الحديثة.

Email