محمية المرزوم.. تراث ممزوج بالرفاهية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تختلف محمية المرزوم في المنطقة الغربية عن محميات الحياة البرية في مختلف أنحاء العالم، ليس فقط بالمساحة الشاسعة والرمال الساحرة، ولكن بتفردها بالتركيز على الصقارة وفراسة الصحراء ومختلف أوجه التراث، وتقديم تجربة ثقافية وسياحية مميزة لزوارها.

ترسم الرياح لوحة بديعة بالرمال الذهبية الممتدة على مساحة 923 كيلومتراً مربعاً، هي منطقة الصيد بالصقور في المحمية.

وتحيط بمنطقة الصيد محمية طبيعية شاسعة، تتوافر بها عدّة نقاط مرتفعة يستمتع من يرتقيها بمشاهدة الطبيعة والحيوانات في الموقع، كما تحتوي المحمية على نبات الغضا الطبيعي الذي تتفرّد به.

الصقارة من أهم الرموز التراثية للمنطقة، التي توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد كتراث عريق، والقنص عشق يسكن القلوب، ورحلة الصيد بالصقور متعة لا مثيل لها في حياة البداوة، فتتجسد روح التعاون والصُحبة الطيبة والشعور بالمغامرة والتحدي.

تنطلق رحلة الصيد في محمية المرزوم على ظهور الإبل أو عبر سيارات تراثية تلتزم بمسار محدد لا يؤثر على البيئة الطبيعية الخلابة، فيحمل الصقار طيره ويطلقه على الطريدة في الوقت المناسب ليتمكن من الانقضاض على الحبارى واصطيادها.

الإقامة في محمية المرزوم للصيد تكون في خيم تقليدية، فسحر المكان أجمل كثيراً من إضافة قواعد خرسانية جامدة تقلل من خصوصيته، كما أن الهدف الرئيس للمحمية هو الرجوع إلى الطبيعة والتراث والحفاظ عليهما.

تضم المحمية مخيماً به نحو 26 خيمة مجهزة لاستقبال الصقارين العرب والأجانب، منها 10 خيمات خاصة للعائلات، حيث يتم استقبال الصقار وعائلته إذا رغب في ذلك وتوفير كل مستلزمات الصيد داخل المحمية.

محمية المرزوم مشروع متميز يظهر التراث الإماراتي الأصيل ويحافظ عليه ويطوره ليواكب معايير الاستدامة الحديثة، وعامل جذب للوفود السياحية للاستمتاع بالرفاهية بأسلوب عصري ممزوج بفنون التراث القديم.

وتعتبر المحمية وجهة أساسية لعشاق الصيد بالصقور، باستخدام وسائل تنقل بدائية، بهدف تعزيز الموروث التاريخي والحرص على استدامة الأنواع وتعزيز الوعي بالصقارة وصون البيئة والتراث، وترسيخ مبادئ الصيد المُستدام، وتطوير مشاريع إكثار الصقور والحبارى في الأسر، إضافة إلى تعزيز الاعتراف الدولي بالصقارة كتراث ثقافي إنساني.

والمحمية مشروع يسمح بالصقارة في إطار قانوني، كما تتيح الصيد بالصقور وتعليمها للمهتمين والسائحين بشكل منظم، إلى جانب توفير طائر الحبارى من مراكز الإكثار المعروفة ـ وليس من البرية ـ كما توفر المحمية الفرصة لصيد الأرانب إلى جانب طائر الحبارى ضمن إطار قانوني ومراقب.

 وتركز المحمية على الصيد بالصقور في المقام الأول مع عدم تقديم أي أشكال أخرى من سياحة الحياة البرية في الوقت الجاري، ويقتصر مشروع المحمية على تقديم الصيد التقليدي دون الاستعانة بأي أسلحة حديثة. وتفتح المحمية أبوابها لأبناء الإمارات وزوارها والسياح على مدار موسم الصيد السنوي خلال الفترة من شهر نوفمبر إلى شهر فبراير سنوياً.

Email