تحولت إلى ضرورة يصعب التخلي عنها

هدايا السفر.. عادة اجتماعية بين التفاخر والتذكار

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

للسفر عادات خاصة في مجتمعاتنا تكتمل حلاوتها بالهدايا التذكارية التي يحملها المسافرون عند عودتهم، فعلى اختلاف الأسباب التي قد تدفع الناس إلى التنقل والسفر، تشغل ثقافة تبادل الهدايا فكر المسافرين منذ اللحظات الأولى لبداية الرحلة، حيث الحيرة في الأفكار المتعلقة بنوعيتها، والحسابات المالية التي قد تضاف إلى قائمة مصروفات السفر حتى لو كان ذلك على حساب وقت ومال المسافر.

وتبقى لغة الهدايا والمفاجآت بعد العودة من السفر أكثر ما يدخل البهجة والسرور في نفوس الأهل والأصدقاء، وتعكس هذه الهدايا قيمة اشتياق المسافر لمستقبليه وهي تعبير خاص عن مدى معزته لهم، وفي حين يكتفي البعض بهدايا بسيطة ترمز إلى البلد الذي يزورونه أو يقيمون فيه، يلجأ آخرون إلى شراء أفخر الهدايا للأقارب والأصدقاء بميزانيات كبيرة تكشــف ثقافة التباهي التي تقود إلى «إرهاق مالي» للمسافر.

رد الجميل

وفي هذا السياق عبر محبو السفر عن آرائهم حول هذه العادة التي يحبذها البعض ويجدها آخرون غير ضرورية، حيث قالت موزة اليماحي موظفة في هيئة السياحة بالفجيرة: تحولت عادة تبادل الهدايا بعد رحلات السفر في مجتمعاتنا إلى ضرورة، حيث تفرض ذوقيات البعض من الأصدقاء والأهل علينا ثقافة رد الجميل أو الهدية.

ولفتت إلى أنها تتلقى في كثير من الأحيان هدايا تذكارية من بعض الأصدقاء والمعارف حتى دون علمها المسبق بسفرهم، ما يجعل قيمة ذلك التذكار كبيرة في نفسها، حيث عمدوا إلى التفكير فيها رغم عدم إشاعة خبر سفرهم سواء للسياحة أو الدراسة أو حتى للعلاج، ومن هنا من الواجب معاملتهم بالمثل أو بأفضل من ذلك، مؤكدة أنه على الرغم من أن رحلاتها للخارج معدودة إلا أنها تحرص على الاستعداد للرحلة مسبقاً لشراء الهدايا اللازمة للأهل والأصدقاء، حتى لو كانت رمزية وغير مكلفة.

وذكرت اليماحي أن أبسط ما قد يحمله المسافر إلى وطنه في عودته، علب من الحلويات المصنعة من موطن الوجهة السياحية أو ضيافة جديدة غير متوفرة في الأسواق المحلية لدولته.

هدايا الأطفال

بدوره قال خميس الحفيتي موظف في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، إن طبيعة عمله التي تتطلب منه السفر الدائم تمنعه من الانجراف وراء عادة شراء هدايا بشكل مستمر، حيث اعتاد أهله وأصدقاؤه على ترحاله الدائم إلى مختلف دول العالم.

وبين أنه يفضل أن يُطلب منه نوع الهدية لتسهيل المهمة عليه، إلا أن البعض يحب التذكارات الخاصة التي تتعلق ببعض الوجهات السياحية التي يزورها، كما لا ينسى في رحلاته الخاصة هدايا أطفال العائلة والأهل ولو بالشيء اليسير.

مأكولات شعبية

ويفضل الشاب سعيد يعروف من مدينة دبا الحصن أن تكون هدايا السفر علباً من الحلويات أو أنواعاً خاصة من المأكولات الشعبية الخاصة بالوجهة التي يزورها، كتعبير بسيط للأهل والأصحاب، حيث تعتبر الهدايا ثقافة مرهقة لميزانية المسافر بل تسرق الكثير من وقت متعته في الخارج في سبيل البحث عن هدايا مناسبة لجميع الأشخاص المعنيين.

وتابع: أحبذ كثيراً الرموز التذكارية عن كل دولة أو وجهة سياحية أزورها، حيث أقتني دائما بعض التحف والتذكارات المتعلقة بالدول التي زرتها، والتي قد تمثل هدايا مميزة للأصحاب إلا أنها لا تجذب اهتمام أفراد العائلة كثيرا، فمن هنا أجد أن قوالب الحلوى هي افضل ما يحمله المسافر في عودته.

ضرورة اجتماعية

من جانبها أشارت سلوى النجار الى ارتباط هدايا السفر بالمحبة، مؤكدة أنها جزء من التراث الاجتماعي العربي، وتنطوي على الكثير من المشاعر الإيجابية التي تحمل الألفة، لكنها تتحول إلى ظاهرة سلبية عندما تتعارض مع إمكانات الشخص، خصوصا مع تزايد الاتجاه نحو قضاء أوقات الإجازات في الخارج.

وأكدت أن الهدايا ضرورة اجتماعية تحرص عليها ولو باليسير، حيث كانت في السابق تبالغ في توسيع دائرة من سيحصل على الهدايا من المعارف والمقربين لتبدأ بعد ذلك تقليص العدد ليقتصر على المقربين جداً والاكتفاء ببعض الأشياء الرمزية البسيطة لكيلا يتبع الرحلة ديون وتكاليف مرهقة، كما تحرص على ان تقدم أشياء فريدة غير مألوفة، فهذه النوعية من الهدايا غالباً ما تكون مفرحة، وتترك أثراً جيداً عند الغير.

Email