خطبة الجمعة تستعرض عبر ودروس رحلة الإسراء والمعراج

ت + ت - الحجم الطبيعي

استعرضت خطبة الجمعة، بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج الدروس والعبر، التي يجب أن يتذكرها الإنسان، ويجعلها أسلوباً لحياته ومعاملاته مع غيره، وذكرت أن من الدروس النافعة، والمواعظ البليغة لرحلة الإسراء والمعراج معرفة منزلة الصلاة، فالدين في جوهره اتصال بالخالق، وإحسان إلى المخلوق، والصلاة تصلنا بالرحمن، فهي ليست حركات بل قربات، وهي من أعظم الأعمال أجراً.

مغفرة

وأضافت أن من أعظم ما أعطي النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الرحلة المباركة خواتيم سورة البقرة، ومغفرة الذنوب العظام لمن لم يشرك من أمته، حيث قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «لما أُسري برسول الله صلى الله عليه وسلم، انتهي به إلى سدرة المنتهى، فأعطي ثلاثاً: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئاً المقحمات أي: المهلكات».

ودعت الخطبة إلى تقوى الله والتماس ما يحب ويرضى، وأن ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج كان من آيات ربه الكبرى، فمنها ما يتعلق بأفعال الناس وأقوالهم، التي تضر بالأفراد والمجتمعات فشاهد عقوبة الغيبة، فهي من أكبر الآفات وأشد السيئات لأنها تجلب العداوات، وتثير الخلافات، وتقطع العلاقات والصداقات.

وأشارت إلى أن رحلة الإسراء بدأت من المسجد الحرام، وانتهت بالمسجد الأقصى، الذي بارك الله تعالى حوله؛ وفي ذلك إشارة إلى مكانة المساجد عند الله عز وجل، فهي أحب بقاع الأرض إليه سبحانه؛ قال صلى الله عليه وسلم: «أحب البلاد إلى الله مساجدها»، ثم عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء فرأى فيها بعض الأنبياء عليهم السلام؛ قال أنس رضي الله عنه: «وجد صلى الله عليه وسلم في السموات آدم وإدريس، ويوسف ويحيى، وموسى وعيسى وإبراهيم صلوات الله عليهم، كل يرحب به قائلاً: «مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح».

وترحيب الأنبياء واحتفاؤهم بالنبي صلى الله عليه وسلم فيه دلالة على وحدة البناء الذي شيدوه، والدين الذي أقاموه، حتى أكمل الله تعالى بمحمد صلى الله عليه وسلم الرسالات، وختم به النبوات، فدين الأنبياء واحد، كلهم دعا إلى عبادة الله وحده، وإن اختلفت شرائع الأنبياء في بعض الأحكام.

Email