مكتبته تضم 7 آلاف عنوان

د.عبدالله المغني: أنصح بقراءة كتاب «وحي القلم»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قد لا يدرك البعض معنى حب الكتاب، إلا عندما يقرأ سطور حكاية الكاتب الإماراتي الدكتور عبدالله سليمان المغني النقبي وهو أستاذ محاضر في التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الشارقة، حكايته التي بدأت سطورها في وقت مبكر من حياته، حيث كان يتحدى ذاته ويسابق نفسه وهو في الصف الرابع الابتدائي بحفظ القصائد الأدبية والمحفوظات التي كانت في مقررات صفوف الكبار.

ليكتشف أن بداخله شغفا جميلاً بحب القراءة والكتب، وبالذات فيما يتعلق بالشعر والكتابات الأدبية. فبعد أن أمضى تعليمه الابتدائي في صفوف المرحلة الأولى والثانية بدولة الكويت عاد ليقطن مع عائلته في مدينته خورفكان، وكان من جميل الصدف في حياته أن عاش بالقرب من مبنى السكن الداخلي للمعلمين آنذاك.

 إذ كان يقتنص فرصة الإجازة الصيفية للمعلمين ورجوعهم إلى موطنهم بالخروج مع زميلة للبحث عن ما يترك على قارعة ذلك المبنى من مجلدات وكتب وقصص بوليسية وروايات أدبية يختار منها ما يشاء ليمتع نفسه بقراءتها.

ويتحدث الدكتور عبدالله المغني عن نفسه فيقول: إن بداياتي في جمع الكتب كانت بالاحتفاظ بها بالقرب من سريري، حيث اعتبرها ممتلكات ثمينة وغير قابلة لعبث الغير، ففي الماضي لم تكن تغزونا الملهيات أو التكنولوجيا بل كانت الكتب والروايات والسير هي المتداولة لأوقات المتعة. ويضيف: لا أنسى تجربتي في الصف الثالث الإعدادي بمدرسة الخليل بن أحمد للبنين، حيث كانت إدارة المدرسة تبادر بتنظيم معرض مصغر للكتاب في كل عام، حيث السعادة تغمرني بهذا الحدث، كون الكتب تأتي إلي بدل أن أبحث عنها. وقد كنت شديد الحرص على أن أجمع مبلغا من مصروفي الشخصي في قرب افتتاح المعرض لأضحي بما جمعته في شراء مجموعة جديدة من الكتب الأدبية التي ترضي شغفي بالمطالعة.

لم يقف مشواره في جمع الكتب عند هذا الحد، فقد لفت انتباه أسرته بعد تراكم الكتب والمجلدات في غرفته الخاصة، بل كان يرفض بتاتاً فكرة التخلص منها، فبادرت والدته في منحه غرفة المطبخ في منزل العائلة ليحولها لمكتبة خاصة به، وتم بناء مطبخ بديل للأسرة خارج المسكن الأساسي.

ويتحدث الدكتور عبدالله عن ذلك فيقول: أدرك والدي وإخوتي مدى اهتمامي وشغفي بالقراءة والكتب وتعلقي الشديد بها، ومنحوني فرصة إنشاء أول مكتبة خاصة بي في غرفة المطبخ القديم، ورغم صغر مساحة غرفة المطبخ إلا أنني كنت سعيدا جدا بالفكرة، حيث الخصوصية التي كنت أبحث عنها في أجواء القراءة، وسارعت في شراء الأرفف الخاصة لترتيب ممتلكاتي من الكتب عليها، فقد كنت أعتبرها ولا أزال كنزي الثمين. واستمريت في شراء الكتب وتنويعها لتكون مكتبتي مرجعا معرفيا في كل العلوم.

وقال: أعتز بمكتبتي جدًّا، وربما هي من أهم إنجازاتي الشخصية، وهي ركني المفضل في بيتي، فبعد أن تزوجت وعزمت على بناء منزلي الخاص، كانت أولى نقاشاتي مع الاستشاري القائم بأعمال بناء المنزل، تخصيص موقع مميز للمكتبة، فهي المتنفس الذي أستمتع فيه في إجازتي وأوقات فراغي، وها هي اليوم تحتضن أكثر من 7 آلاف عنوان كتاب. ولكل كتاب فيها قصة وذكرى جميلة لا أنساها.

معرض الكتاب

وعن محتوى مكتبته يروي الدكتور عبدالله رحلاته إلى معرض الكتاب الدولي بالشارقة ويثني على صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي زرع فيهم حب المطالعة والفكر، بل وقدم لهم كل ما من شأنه تنمية ثقافتهم الذاتية في حدود إمارتهم الشارقة.

فلايزال يذكر بدايات معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي كان يقام في مجموعة من الخيم، حيث كان يخرج للمعرض على مدى 4 أو 5 أيام ليقف على كل أجنحة المعرض ويختار منها عناوين الكتب التي يريدها لمكتبته الخاصة بعناية. ولم يكن يتعبه ثقل الحمولة التي يجرها معه أثناء تجواله في المعرض، فلذة المتعة والمطالعة بين العناوين الجديدة للكتب في المعرض تلغي تعب ومشقة الرحلة.

ومع مرور السنوات نجح الدكتور عبدالله في امتلاك مجموعة فريدة ومميزة من الكتب والمجلدات التاريخية المهمة التي لا يستغني عنها، مثل قصة الحضارة المكونة من 250 مجلدا تروي تكون الحضارات والثقافات والديانات الإنسانية في العالم ككل، ويعتبرها من كنوز مكتبته الخاصة، وعن أحب الكتب إليه تحدث عن كتاب «وحي القلم» الذي قرأه أكثر من 5 مرات ولا يزال يحب أن يكون بين صفحات هذه القصة المكونة من 3 أجزاء، كاتبها شخص أصم إلا انه شخص مبدع في التعبير والحوار ويصنف هذا الكتاب من أفضل الكتب التي ينصح الآخرين بقراءتها وامتلاكها.

وحول الفوائد التي جنتها عليه المكتبة الخاصة، لحظات المتعة التي يقضيها بين رفوفها خصوصا في أوقات ما قبل النوم، فضلاً عن أنها مرجع علمي هائل بالمعارف التي يستفيد منها شخصيا في عمله كأستاذ محاضر وكأب يزرع في أبنائه ومن حوله ثقافة حب المطالعة، مصرحا أن جلوسه مع الكتاب له مذاق خاص ويعتبره جلسة الكهف النفسي، حيث يختلي الإنسان مع نفسه وفكره بين صفحات كتاب.

وحول ما إذا كان يعير كتبه للآخرين يقول الدكتور عبدالله: بعد الخسائر الأدبية التي فقدتها بثقافة الإعارة، حرمت على نفسي إعارة مجموعتي الخاصة من الكتب للغير، فالكتاب شيء ثمين ومنها النادر التي يصعب اقتناؤه، واعتبر المحافظة عليها أمانة يجب أن أوفي بها تجاه مكتبتي الخاصة.

مؤلفاته

عبدالله سليمان المغني النقبي، دكتور محاضر في التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة الشارقة وأحد أهم الكتاب الإماراتيين، تنقل في كتاباته ما بين التاريخ والقصة والخواطر الأدبية الراقية، له 4 مؤلفات خاصة اثنين منها في مجال تخصصه التاريخ وهي «سياسة بريطانيا التعليمية في إمارات الساحل في الفترة من 1953 إلى 1971» الصادر في 2009، ثم كتاب «تاريخ التجارة في الإمارات قديماً منذ بدايات القرن العشرين وحتى قيام الاتحاد». كما صدرت له قصة «الغزاة» ومن ثم كتاب للخواطر بعنوان «أحلام تسابق الريح».

نبذة شخصية

حاصل على جائزة راشد بن سعيد آل مكتوم للتفوق العلمي 2012 ـ 2013، ونال جائزة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للتميز العلمي على مستوى الدولة. وحصل على جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم (للموجه التربوي المتميز على مستوى الدولة). ونال جائزة الشارقة للتميز التربوي (الموجه التربوي المتميز) 2003/2004.

Email