تسبب التهابات وقرحة

جرثومة المعدة.. بكتيريا يقضي عليها الفحص المبكر

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يزداد عدد الأشخاص المصابين ببكتيريا «جرثومة المعدة» يوماً بعد يوم، نظراً لتغيرات الحياة المعاصرة، والتي تسببت في تغييرات مختلفة من التكوين الغذائي والجسدي للناس.

و«جرثومة المعدة» مرض شائع في دول العالم الثالث، وهي بكتيريا تعيش في غشاء المعدة لسنوات، وفي المناطق المكتظة بالسكان وتؤدي إلى التهابات وقرحة وأورام، ومع تعدد الطرق في مكافحة وعلاج هذه الجرثومة وأعراضها، لا يزال الأطباء ينصحون وفقاً للدراسات الحديثة بالتفكير في نظام غذائي مناسب، ويوصون بتناول مواد غذائية معينة والابتعاد عن العادات السلوكية السيئة (كالتدخين والكسل)، والتي تسبب التهاب المعدة، فضلاً عن الفحص الدوري والمبكر للقضاء عليها نهائياً ومنعاً لمضاعفاتها التي قد تنشأ مستقبلاً.

تعريف وحالات

وفي لقاء مع الدكتورة فتحية عبدالله العوضي، طبيبة أخصائية في الخدمات العلاجية الخارجية، عضو تدريس في برنامج البورد العربي لطب الأسرة فرع العين، قالت: إن «جرثومة المعدة» هي نوع من البكتيريا يسمى الملوية البوابية والتي تعرف أيضاً باسم بكتيريا المعدة الحلزونية.

توجد على شكل مستعمرات في أنسجة بطانة المعدة خاصة في قعرها أي توجد بالسّائل الحمضي الموجود في المعدة، وتكون سبباً في إحداث الكثير من الالتهابات والقرحات في جدار المعدة وتعمل على زيادة حموضتها مما يتسبب في إحداث آلام حادة فيها، وتمثل خطراً كبيراً على المعدة والاثنا عشري.

وأوضحت أن طبيباً استرالياً اكتشفها سنة 1985، مبينة أنها السبب الرئيسي في حدوث حوالي 80% من حالات قرحة المعدة و90% من حالات قرحة الاثنا عشري، كما أن الدراسات الحديثة أثبت بأن هذه الجرثومة من العوامل التي قد تؤدي إلى التهاب المعدة وأوجاع مزمنة، كما أنها قد تتسبب في الإصابة بسرطان المعدة، ما لم يتم اتخاذ الإجراءات العلاجية اللازمة للمرض.

ولفتت إلى أن إحصاءات منظمة الصحة العالمية أشارت إلى أن 50% من سكان العالم مصابون بعدوى «جرثومة المعدة»، وأن نسب الإصابة ترتفع لأكثر من 80% في بعض البلاد النامية، موضحة أن الأبحاث في منطقة الخليج العربي وجدت أن نسب الإصابة تتراوح ما بين 50% و80% تبعاً للعينات التي شملتها الدراسة. مشيرة إلى أن هناك اهتماماً واسعاً من الوزارة وهيئات الصحة على مستوى الدولة بالحد والتقليل من الأضرار الصحية لتلك الجرثومة من خلال اكتشافها المبكر.

الأعراض

وذكرت د. العوضي أن الجرثومة تنتقل عن طريق الطعام والشراب غير النظيف والأيدي والأدوات الملوثة بالبكتيريا، وأن أغلب حالات العدوى بها تمر دون ظهور أعراض، كما يمكن أن تكون الأعراض المرتبطة بها بسيطة أو تختلف مع مرور الزمن، أو يمكن أن تكون غير محدّدة أو نتيجة لحالات أخرى. إلا أن بعض المصابين يعانون من ألم أو حرقان بالبطن، غثيان، انتفاخ، كثرة التجشؤ، فضلاً عن فقدان الشهية والوزن من دون سبب ظاهر، مبينة أن هذه الأعراض قد تصبح مزمنة عند بعض الأشخاص.

لافتة إلى أن مشكلات جرثومة المعدة لا تقتصر على الجهاز الهضمي فقط، وإنما قد تمتد لمشكلات أخرى خارجه، وإن كانت الجرثومة ذاتها لا تنتقل إلى أي مكان داخل الجسم لأنها تعيش فقط في الجزء الأسفل للمعدة إذا خرجت من هذا المكان تموت تلقائياً.

ومن جانب آخر، أوضحت أن من الأمراض التي تتأثر بوجود الجرثومة هبوط الصفائح في الدم، والأمراض الجلدية والحساسية خصوصاً مرض الأرتكاريا، مبيناً أن 70% من المصابين بمرض الأرتكاريا يكون لمرضهم علاقة بجرثومة المعدة، وعند العلاج من الجرثومة تتحسن حالة المرضى المصابين بهذه الأمراض، مضيفة: هناك أمراض أخرى لها علاقة بالجرثومة ولكن الدراسات الموجودة وضحت أن الارتباط ضعيف، ولا داعي للقلق، حيث إن وجود الجرثومة شيء شائع في المجتمع، وهي شيء يعتبر بسيطاً وعلاجها يتطلب من 10 أيام إلى أسبوعين فقط.

التشخيص والعلاج

يمكن أن يتم الكشف عن وجود جرثومة في المعدة بطرق متعددة من خلال الخضوع لفحص النفخ في جهاز، وعن طريق الدم وعن طريق البراز وأفضل الطرق وأدقها فحص المنظار، والذي يعد فحصاً سريعاً ورخيصاً وأكثر أمناً. علماً أن هناك بعض الطرق الأخرى للكشف ولكنها أقل دقة وحساسية.

وأوضحت أن أول خطوة للعلاج هي تطبيق العلاج الثلاثي لمدة أسبوع واحد إلى أسبوعين والذي يتألف من (كورس بالمضادات الحيوية)، مثل: «أوميبرازول» و«كلاريثروميسين» و«أموكسيسيلين»، حيث إن ما نسبته من 70%- 80% من المرضى يستجيب ويكون العلاج الأول يؤتي ثماره تماماً إذا انتظم عليه المريض، فيما من 30% - 40% لا ينجح معهم بطريقة مثلى، نتيجة أنه وجد أن أعداداً متزايدة من الأفراد المصابين يستضيفون بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية جراء تناول الكثير من المضادات الحيوية والأدوية، وهذا يؤدي إلى فشل العلاج الأولي ويحتاج المريض إلى تكرار العلاج بالمضادات الحيوية أو استعمال طريقة أخرى للعلاج يستلزمه أثناء ذلك تغيير بعض سلوكياته مثلاً (التدخين أو نوعية الأكل أو إنقاص الوزن) لأن هذا يؤثر بشكل كبير على الاستجابة للعلاج.

ضرورة الخضروات والألياف

تنصح الدكتورة فتحية بالاستعانة بالمواد الغذائية الطبيعية والأعشاب (الألياف والخضراوات الخضراء)، التي تكافح جرثومة المعدة وتساعد على تفادي حدوث قرحة والتهابها كواحدة من أهم العلاجات البديلة، والتي تساهم بتعزيز صحة الإنسان، مشددة على أهمية النظافة الشخصية في الحماية من هذه الجرثومة.

Email