بناء مدينة متصلة بإنترنت الأشياء وخلق حلول تكنولوجية متطورة

أحمد بن بيات: دبي الأذكى عالمياً 2020

■ أحمد بن بيات متحدثاً للصحفيين | تصوير: ناصر بابو

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن أحمد بن بيات، رئيس مجلس إدارة شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة «دو»، أن سباق المدينة الذكية لتتويج دبي أكثر المدن ذكاء في العالم بدأ وسيتم قبل العام 2020، وسينقل دبي نقلة نوعية، بحيث يتمكن ساكنوها وزوارها من التواصل والتفاعل مع المدينة وجميع مرافقها بطريقة متميزة..

وهذا يزيد كفاءة الناس وكفاءة تفاعلهم مع الخدمات بأسرع وقت وأقل كلفة، وهو ما يرفع تنافسية وكفاءة دبي. والتنافس اليوم بين الدول في استقطاب أفضل العقول هو أمر سارعت الإمارات لتكون من أوائل المبادرين إليه والمنافسين فيه، حيث توفر الدولة أنموذجاً غير مسبوق في تاريخ الإنسانية وأصبحت منصة للمعرفة..

واستعرض في جلسة بعنوان «مستقبل إنترنت الأشياء» التساؤلات التي يطرحها كثيرون اليوم عن المستقبل، ووفرت هذه الجلسة منصة لمناقشة الفوائد الرئيسية لبناء مدينة متصلة بإنترنت الأشياء، بالتزامن مع خلق حلول تكنولوجية متطورة، ذكية وعالمية المستوى.

ودعا الجميع للمشاركة في جعل دبي المدينة الأذكى عالمياً حيث إن انترنت الأشياء ملك لنا جميعاً، واعتبر أن النضوج الرقمي يجعلنا واثقين من قدرتنا على تهيئة بيئة خصبة لخلق أفكار مبتكرة.

وبين أن «دو» تستثمر كثيراً في المستقبل من ضمن ذلك إنترنت الأشياء وتطبيقات المدينة الذكية، وبعد إعلان النتائج المالية قريباً سيتم إعلان بعض المؤشرات حول المبالغ المرصودة للاستثمار في هذا الأمر.

مثال حي

ويرى بن بيات أن البيانات ستساعد في تتويج دبي المدينة الأذكى عالمياً، وهو ما تمت ترجمته عملياً على أرض الواقع أثناء الحريق الذي حصل عشية رأس السنة في فندق العنوان..

حيث تفاعل المليارات من الناس حول العالم مع ما حصل، وزاد حجم التغريدات والاتصالات والتعليقات، ما وفر قاعدة بيانات مهمة حول أماكن تواجد الناس في منطقة الحريق وهذا مكن الجهات المسؤولة من تقديم المساعدة المطلوبة في الوقت المناسب وتجنب حدوث خسائر بشرية.

وأضاف «رأينا كيف أن الأخبار تنتشر أولاً على وسائل التواصل الاجتماعي حول العالم قبل وسائل الإعلام التقليدية، إلا أن مجمل التغريدات سلطت الضوء على الألعاب النارية أكثر من حادثة الحريق». ودعا بن بيات في هذه الحالة إلى تعزيز التعاون فيما بين شركات الاتصال وشركات البيانات لجمع البيانات الدقيقة، وبالتالي إدارة الحالات المشابهة بطرق أكثر ذكاء.

تخطيط

وأكد أهمية هذه البيانات التي يوفرها إنترنت الأشياء في تخطيط المدن الذكية لتوفير حياة أفضل وأكثر كفاءة للناس، وكيف ستساعد المسؤولين في صياغة قراراتهم وبناء برامجهم للتطوير مستقبل هذه المدن..

حيث يتم تصميمها حسب الطلب وتستخدم في التنبؤ بالأحداث، وتساعد على رفع انتاجية الأشخاص ومستوى سعادتهم، وقال «هذه البيانات ستساعدنا في أن نحقق رؤية دبي في التحول لأذكى مدينة في العالم».

ومع التحول نحو مدن أكثر ذكاء «أكثر استجابة وسرعة وقدرة على التنبؤ»، سيكون لإنترنت الأشياء أثر كبير على المجتمع الإماراتي، حيث سيسهم في تمكين وتحسين كل من الأمن والحماية والأعمال والكفاءة في إدارة موارد المدينة مثل الاستجابة للطوارئ.

مكانة متميزة

واستعرض رئيس مجلس إدارة «دو» مسيرة الدولة وتحقيقها لمكانة متميزة بين الأمم في حداثة نظم التشغيل للخدمات وتطوريها، لتشمل كل ما يتعلق بحياة البشر..

وقال «منذ 45 عاماً حتى اليوم، شهدت الإمارات تطوراً استثنائياً، ونمواً مضطرداً عليه أن يصل بنا للفضاء، فنحن في الإمارات نملك خبرة كبيرة في التكيف وابتكار الأنماط الحياتية الحديثة، وهذه القدرة نقلتنا من الانعزال إلى مدينة متصلة داخلياً ومع الخارج بآخر ما توصلت إليه العقول من وسائل التواصل».

كما سلط بن بيات الضوء على أحدث الحالات الطارئة التي تواجهها المنطقة وأهمية الابتكارات المدفوعة بالتكنولوجيا في مواجهة تحدياتها. وطرح أسئلة عما ستكون عليه حياتنا في ظل الثورة الرقمية، ومستقبل الإنترنت بشكل خاص..

وما هو الجديد الذي سيحمله لنا هذا القطاع الذي ينمو بسرعة كبيرة جداً، إذ يوجد اليوم 13 مليار جهاز اتصال ذكي حول العالم ويتوقع أن يصل الرقم إلى 14 ملياراً بعد عام واحد فقط، هذه الأجهزة تبث بيانات بشكل متواصل وتتيح تقديم الخدمات للمواطنين بشكل أفضل.

مخاطر

وتطرق بن بيات إلى المخاطر التي ترافق نمو إنترنت الأشياء، والخشية الناجمة عن هذه المخاطر المحتملة، وشدد على أننا في دولة الإمارات نحظى بنظام حوكمة متطور سيمكن الجهات المسؤولة من حصر استخدام البيانات في خدمة المواطنين، إضافة للبنية المعلوماتية المتينة والمحمية بأفضل الوسائل التي توصلت إليها الصناعة في هذا المجال، ونضوجنا الرقمي ..

حيث تجاوزنا مرحلة هامة في تطوير هذا القطاع والحفاظ عليه من العبث، وبين أن البنية التحتية وطبيعة الإجراءات ونظام العمل كفيلة بالتصدي لمخاطر الاختراقات الأمنية الإلكترونية.

طريق التحول

وشدد على أن إنترنت الأشياء يقدم الحلول المناسبة ويرسم طريق التحول للوصول إلى أكثر أشكال المدن الذكية كفاءة، ودعا الجمهور للتفاعل وإبداء آرائهم حول كل ما من شأنه الوصول لأفضل النتائج وتحقيق هذا الهدف، في عالم يشكل فيه الابتكار محركاً لاقتصاد المعرفة.

وفي حوار خاص مع الصحفيين بعد الجلسة الرئيسية في قاعة آرينا أبدى بن بيات إعجابه بفكرة الإنترنت المجاني في العالم التي طرحها في القمة البروفيسور نيكولاس نيغروبونتي أبدى بن بيات إعجابه بها لكنه اعتبر أن تطبيقها تحد كبير، واستبعد حدوث ذلك في المنطقة والإمارات لأن مزودي الخدمة شركات تجارية تبتغي الربح.

وبين أن السنوات القليلة الماضية أظهرت رغبة شركات مثل دو وزين بالاستثمار في البحوث والشراكات والاستثمار في مواضيع مستقبلية.

وأكد أن البنية التحتية في الإمارات قادرة على تبني التحول السحابي، وفيما يخص الترددات قال إن موضوعها شائك إذ ترتبط بمنظومة دولية قسمها إلى مناطق جغرافية ودول، ناهيك عن حالة وجود أكثر من مشغل في دولة، ما يصعب الحصول على التردد المطلوب، ولكنه راهن على التكنولوجيا التي تتقدم يوماً بعد يوم حيث يمكن تحميل سعات أكبر على باند معين وهو ما لم يكن ممكناً سابقاً.

تطور هائل

واعتبر المنظومة التشريعية في الإمارات ودول المنطقة جيدة خاصة مع وجود هيئات تنظيم الاتصالات، وفيما يخص البنية التحتية قال إن مستواها بالإمارات يجعلها في منافسة مع أفضل 3-4 بلدان وخاصة الاسكندنافية مثل السويد وهذا نتيجة استثمارات بدأت منذ الثمانينيات، حيث لدينا تغطية جغرافية في الدولة بنسبة 100 % لشبكة الجيل الثاني والثالث والرابع، ولا توجد مخاوف من عدم قدرة الشبكة على تحمل الضغط.

Email