الابتكار طريق البشرية وخيار الحكومات لمستقبل أفضل

»القمة« تعلن عصر صياغة عقد اجتماعي جديد

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تثير المواضيع التي تطرحها «القمة» مسائل متنوعة، لكن ثمة رابطاً بينها، وهو ليس فقط العنوان الرئيسي «استشراف المستقبل» وإنما الأفكار التي يطرحها المشاركون والتي تشكل مقاربة لتصور صياغة عقد اجتماعي مستقبلي جديد في داخل المجتمعات وبين المواطنين والحكومات، مدفوعاً بالتغيرات التكنولوجية، وهو ما يخلق واقعاً جديداً.

حيث سحبت مثلاً العملة الإلكترونية «البيتكوين» البساط من تحت المصارف المركزية والحكومات التي لطالما كانت المسؤولة عن السياسات المالية ومنها إصدار النقد، كما تطرح تحديات الإعلام الاجتماعي نفسها، حيث أصبح الفرد مصدراً إعلامياً بحد ذاته ولم تعد هذه العملية محتكرة من المؤسسات الخاصة أو الحكومية، وحتى في مجال الطاقة، تتيح المصادر المتجددة كالطاقة الشمسية اعتماد الأفراد إلى حد كبير على أنفسهم وليس على الحكومات من أجل التزود بالطاقة، فيما تتيح تقنيات مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد إمكانية تأمين منتجات رخيصة يصنعها الأفراد بأنفسهم لتأمين احتياجاتهم.

شهادات

وقال رئيس وفد الولايات المتحدة الأميركية في كلمته بالجلسة الرئيسية إن مسؤولية الحكومات ووظائفها بدأت تتغير عما اعتادت عليه في أدوار تاريخية سابقة، ولم تعد اليوم التحدي الحقيقي.

وتطرق البروفيسور كلاوس شواب رئيس ومؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي، إلى الثورة الصناعية الرابعة، مشيراً إلى أنها تمتاز عن سابقاتها بسرعتها الهائلة واعتبر أن التغييرات التي ستأتينا بها لن تصلنا كالأمواج الهادئة بل كالتسونامي.

واعتبر تيم أورايلي المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «أورايلي ميديا»، أن سر نجاح الحكومات اليوم يكمن في قدرتها على إشراك مواطنيها في صناعة المستقبل والتفاعل بشكل مباشر مع اهتماماتهم. فيما أشار رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم، إلى ضرورة الحوكمة الرشيدة لتأمين الشفافية وإشراك الشعوب في مراقبة حكوماتها من أجل ضمان التنمية المستدامة.

أبعاد جديدة

وقد انتقل العالم التقليدي من خلال ثورة المعلومات إلى عالم يتداخل فيه الواقع المعاش مع فضاء غير ملموس ظاهرياً هو العالم الرقمي الذي أعاد تقديم الحياة اليومية لشعوب العالم بواجهات رقمية أصبح بالإمكان من خلالها تجاوز الحواجز والقوانين التقليدية.

بل والتأثير عليها من خلال هذا الواقع الافتراضي، لذا يجب البحث عن الوسائل المناسبة للتحول من الأسلوب التقليدي في التعامل مع الأخطار والمهددات المحلية والخارجية، وتبني كل ما من شأنه المساعدة في ضمان تحقيق التنمية المستدامة في المستقبل، دون التقليل من حجم الأخطار التي يخفيها العالم الرقمي للعالم النامي.

الابتكار

وتشدد أوراق العمل على الابتكار كخيار لصنع المستقبل، وهو الأمر الذي أصبحت الإمارات رائدة به، خصوصاً مع إعلان الحكومة العام 2015 عاماً للابتكار واستمرارها بهذا النهج.

مع ازدياد أعداد الشركات الناشئة ومبادرات التكنولوجيا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فإن فرص ظهور ابتكارات وحلول للتحديات في المنطقة أصبحت أكبر وأكثر، خصوصاً مع توجه الشباب نحو الاهتمام بالروبوتات والذكاء الاصطناعي والهندسة والعلوم، في عصر الإنترنت الصناعي، الذي يعتمد دمج المعدات المادية بالعالم الرقمي، وهي الثورة الجديدة في التاريخ البشري بعد الثورة الصناعية والثورة المعلوماتية.

وهناك الصناعات المتطورة مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد، وهي تعتبر طريقاً جديداً لصناعة الأشياء وتسهيل عملية الصناعة، حيث إنه لن يحتاج الاقتصاد إلى الاعتماد على عمليات إنتاج ضخمة للمنتجات الصغيرة والمتطابقة في أماكن بعيدة.

وأخيراً شبكات الذكاء الاصطناعي، وهي ربط الأشخاص ذات الخبرات حول العالم عبر شبكات افتراضية والتي تحدث تغييراً جذرياً في إنجاز الأعمال وتبادل الأفكار وحل المشكلات.

محرك أساسي

ويقول محمد سعيد الشحي، الرئيس التنفيذي للعمليات في حي دبي للتصميم، إن المدن الذكية هي الهدف الاستراتيجي الذي تسعى إليه القيادة والحكومة لتحقيق التنمية المستدامة في قطاعات العمل والإنتاج كافة، وكجزء من استراتيجيتنا في تطبيق أفضل المعايير وتحقيق مبادرة دبي الذكية، أطلقنا أخيراً 21 مبادرة ذكية كانت ثمرة تعاون مع عدد من المؤسسات الحكومية لتوفير مجتمع متكامل شملت العدادات الذكية، والمواقف الذكية، وحلول إدارة النفايات، وأنظمة إدارة الطاقة الذكية.

وتم تصميم وتشييد حي دبي للتصميم استناداً إلى الركائز الأربع الأساسية لمبادرة دبي الذكية (فعالة وسلسلة وآمنة ومؤثرة)، ليشمل الحي مساحات عمل ذكية، واتصالات بصرية، وطرقاً ذكية، ونظماً ذكية لإدارة المياه وقياس كفاءة استخدام الطاقة. وأضاف: لدينا قناعة راسخة بأهمية قطاع التكنولوجيا كمحرك أساسي لتعزيز رفاه المجتمعات وقياس تطورها، وضمان تهيئة مستقبل مستدام لأجيالنا القادمة.

إننا في حي دبي للتصميم نؤمن بالمشهد التنموي لدولة الإمارات وملتزمون بتحقيق استراتيجية شاملة توفر البنية التحتية الذكية وكل عناصر التصميم الذكي من شأنها الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لقطاع التصميم والأزياء.

ومع استمرار عجلة التنمية في الدولة، يبذل حي دبي للتصميم الجهود لضمان تقديم أفضل المباني من حيث البناء والسلامة والكفاءة، مسترشدين في ذلك بتطبيق أفضل الممارسات لتحقيق الاستدامة.

مبادرات

يرى أمين الزرعوني، كبير مسؤولي تطوير الأعمال في الإمارات لدى «إس إيه بي»، أن حكومات المنطقة تلعب دوراً حاسماً في قيادة مبادرات التوظيف الوطنية، ووضع السياسات، ورفع مستوى الوعي، وبلورة استراتيجيات ورسائل واضحة ترمي إلى رفع مستوى الحماس لدى المجتمعات، وإتاحة منصة قائمة على تقنية المعلومات والاتصالات تمكّن جميع أصحاب المصلحة، ولا سيما الشباب، من التواصل وتوسيع التعاون والمشاركة في الابتكار لخلق فرص العمل في المستقبل، فتقنيات المعلومات والاتصالات الجديدة تلعب دوراً حاسماً في ريادة الأعمال الرقمية.

وتخلق المزيد من فرص العمل في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات نفسه، وذلك في شكل وظائف رقمية ومشاريع ريادية رقمية، وإن تأثيرها الإيجابي سيتجاوز قطاع التقنية ليلامس كل المجالات، خصوصاً وأن المهارات التقنية باتت مطلوبة في مختلف القطاعات.

تمكين

تعتبر تقنية المعلومات والاتصالات أداة مهمة من أدوات التمكين الوظيفي في جميع قطاعات الاقتصاد، نظراً لأنها تسهل البحث عن وظائف وتتيح مطابقة أفضل مع فرص العمل، علاوة على تحسين المهارات وصقلها، وتمكين أصحاب المشاريع الريادية في قطاعات اقتصادية مختلفة من أدوات النجاح، وتزويد صانعي القرار بالبيانات التي تُنير لهم عملية اتخاذ القرارات.

Email