بحضور محمد بن راشد.. الرئيس الأميركي يلقي الكلمة الرئيسة للقمة ويشيد بجهود الدولة في الابتكار

أوباما: الإمارات وأميركا يمكنهما التعلم مــــــن تجارب بعضهما بعضاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ألقى الرئيس الأميركي باراك أوباما الكلمة الرئيسة للقمة العالمية للحكومات، وأشاد فيها بجهود دولة الإمارات في دعم مسيرة الابتكار، ودعم الأمان والاستقرار من خلال الاستثمار في جميع المقومات التي من شأنها الارتقاء بمستوى حياة المجتمع من رعاية صحية وتعليم وطاقة نظيفة، مؤكداً أن الإمارات وأميركا يمكنهما التعلم من تجارب بعضهما بعضاً.

وخاطب الرئيس الأميركي القمة العالمية للحكومات عبر دائرة تلفزيونية مغلقة في اليوم الأول من أعمال الدورة الرابعة للقمة، وشهد كلمة أوباما إلى جانب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي.

وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، وسمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان، ومعالي أمل القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين.

تعزيز العلاقات

وأثنى أوباما في كلمته على جهود صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لرؤيته المتميزة في استضافة هذه القمة التي تجمع ممثلين عن حكومات العالم، مؤكداً أن الحكومات التي تستثمر في مواطنيها تصبح دولها أكثر أمنا وازدهارا.

وأضاف «نحن في الولايات المتحدة ندعم مسيرة الابتكار والتطوير التي تنتهجها دولة الإمارات العربية المتحدة، ونعمل على تعزيز علاقات التعاون والشراكة لنحقق تعليماً أفضل لأطفالنا ومستقبلاً اقتصادياً عالمياً واعداً ينعم به الجميع».

وتابع أوباما «يمكن أن نتبادل المعرفة ونتعلم من بعضنا البعض كي نطور تجارب الحكومات وفق احتياجات المواطنين، فالحكومات التي تصغي لشعوبها ستكون قادرة على مواجهة المستقبل بخطوات ثابتة ومستقرة، وهذا للأسف ما لم تستطع بعض الحكومات في المنطقة أن تحققه عندما تجاهلت مطالب شعوبها، وهو أمر طالما أكدت عليه في أكثر من مناسبة، فمن دون الشفافية والمساءلة لن ننهض بكرامة الإنسان».

وختم أوباما كلمته «دستورنا يبدأ بكلمات بسيطة وهي نحن الشعب وهذا يحتم علينا الاهتمام بالاستثمار في الإنسان».

ضيف الشرف

وتستضيف القمة العالمية للحكومات وفداً أميركياً رفيع المستوى، كضيف الشرف السنوي للدورة الرابعة، التي تستمر حتى الـ10 من الشهر الجاري.

وعقب كلمة الرئيس الأميركي، ألقى ستيفن سليغ رئيس الوفد الأميركي كلمة كرر فيها شكره لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وللقائمين على تنظيم القمة العالمية للحكومات، مؤكداً أن الحوارات التي تشهدها بمختلف جلساتها ونقاشاتها ستعزز من فعالية الحكومات.

وقال سليغ «أود أن أعبر عن سعادتنا بالسياسات التي تنتهجها دولة الإمارات العربية المتحدة ما جعلها تنهض باقتصادها، لاعتمادها الابتكار والتجديد والإبداع في مختلف القطاعات، ونحن لطالما كنا داعمين لهذا النهج، حيث حرصنا على تقديم الدعم والتعاون في بحوث الفضاء التكنولوجية ومسبار الأمل».

وكشف رئيس الوفد الأميركي أن الولايات المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة تعدان لتوقيع مذكرة تفاهم في مجال الابتكار.

وزاد «إن الابتكار هو ما يفصل بين مفهوم الحكومات التقليدية وحكومات الحاضر والمستقبل، فالابتكار يلقي على عاتق الحكومات مسؤولية ومتطلبات مختلفة من حيث تمكين المواطن، نحن في الولايات المتحدة أطلقنا هذا النهج بحيث جعلنا الأفراد مشاركين فاعلين ومطورين للخدمات المقدمة لهم، لدينا صندوق استثماري وبرامج للتدريب.

كما أطلقنا برنامجاً استثمارياً بكلفة 1.2 مليار دولار يهدف لإطلاق برامج تعليمية جديدة، حيث نؤمن بأن هذا المجال هو ما يدفع عجلة المجتمع نحو التطور والتقدم»، وذكر أن نهضة الطاقة المستدامة هي أمر مهم ونحرص على تطوير مبادرات منوعة في هذا الجانب.

تراجع النمو الاقتصادي

كما حضر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كلمة الدكتور جيم يونغ كيم رئيس مجموعة البنك الدولي الذي قال إن النمو الاقتصادي يتراجع على المستوى الدولي والأسواق العالمية تتراجع بتراجع الطلب.

وتابع «لقد استثمرت حكومة الصين في التعليم وطورت سياسات تحد من التطرف، وعلى جانب آخر طبقت حكومة الدنمارك مبادرات تقلل من تكاليف ممارسة الأعمال لتحفيز بيئة الاستثمار».

وأضاف كيم «خلال زيارتي الأولى لدولة الإمارات تأثرت جداً بما تم إنجازه هنا، وإذا واصلتم هذا فإنني أتعهد بالتعلم منكم».

واستعرض جيم يونغ كيم تجربة حكومة الإمارات على مدار السنوات الـ5 فيما يتعلق بجودة التعليم والجهود الاستثنائية التي تبذلها الحكومة في هذا الاطار، وأشاد بمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بدعوة جامعات الدولة إلى ترشيح 3 شباب و3 شابات من كل جامعة، ممن تخرجوا في آخر عامين أو ممن هم في سنواتهم الأخيرة لاختيار وزير منهم في الحكومة الاتحادية.

وكشف عن انتشال مليار شخص ممن يعيشون تحت خط الفقر خلال العام الماضي، بينهم 700 ألف شخص بمصدر دخل أقل من دولارين، وسلط الضوء على الجهود التي تبذلها مجموعة البنك الدولي على مدار 60 عاماً في دعم الدول النامية للنهوض، وخطة البنك الدولي لعام 2030 المتمثلة في وضح حد للفقر العالمي وتأمين الازدهار لتلك الدول حول العالم.

حوكمة شاملة

وبين أن الوصول إلى الحوكمة الشاملة يكمن عبر النمو الاقتصادي، والاستثمار في التعليم والرعاية الصحية وتفادي المخاطر كالتغير المناخي وانتشار الأوبئة، لأن كثيرا من الاسواق الناشئة تراجعت اعمالها بسبب التغير المناخي، حيث كان عام 2015 الاكثر حرارة ما أثر سلباً في المليارات الذين يعيشون على كوكب الأرض.

أزمة اللاجئين

وعلى صعيد آخر تحدث الدكتور جيم عن ازمة اللاجئين التي تجتاح منطقة الشرق الأوسط والمتمثلة في نزوح مئات الآلاف من اللاجئين الذين تشهد مناطقهم اضطرابات وتوترات حالية خلفت المزيد من العنف والتطرف، واصفاً اياها بأنها اسوأ أزمة انسانية منذ الحرب العالمية الثانية.

وأعلن عن سلسلة من المبادرات والاجراءات الاستثنائية التي يعمل عليها البنك الدولي بالتعاون مع بعض الشركاء حول العالم لتأمين 200 مليون دولار لدعم قطاع التعليم في لبنان والاردن، و20 مليون دولار للاستجابة لكافة التحديات المتعلقة بأزمة اللاجئين.

وأكد أن الحوكمة الشاملة يكمن دورها في تأمين العلاقة بين المواطن والحكومة معتمدة على 3 مبادئ: الشفافية، والاستثمار في الكوادر البشرية، وتأمين بيئة أعمال محفزة للاستثمار، وتناول تجربة جمهورية الصين الشعبية بهذا المجال، وقال إنها استطاعت توفير ما يقارب 54 مليون وظيفة في القطاع الخاص على مدار 5 سنوات بفضل البيئة التنافسية التي تتمتع بها، وكذلك الدنمارك التي فازت بالمرتبة الأولى على صعيد ممارسة الأعمال.

الحكومة المفتوحة

وحضر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كلمة خوسيه أنخيل غوريا الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الذي قال «نريد أن نعزز من دور منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية وننمي علاقتها بدولة الإمارات ودول الشرق الأوسط».

وقال إن الآفاق الاقتصادية لا زال يعتريها بعض من عدم الوضوح وكنا نتوقع أن ينمو الاقتصاد العالمي بشكل أكبر، مشيراً إلى أن رؤية دولة الإمارات 2021 هي خير مثال على التزام الحكومة بتحقيق التنمية التي ترسم خارطة طريق لتقدم الدولة.

ولفت غوريا في كلمته إلى تعاون المنظمة مع دولة الإمارات في مجالات التربية والتعليم والمساواة بين الجنسين والحوكمة، مشيداً بدور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ودولة الإمارات في تشجيع سياسة الحكومة المفتوحة والاستجابة لرغبات المواطنين.

وأفاد بأن رؤية الإمارات 2021 هي خير مثال للنهج المطلوب، وأن الإمارات تعرف طريقها نحو المستقبل، ورؤية 2021 تمثل البوصلة التي تشير إليه.

وذكر أن الوضع الاقتصادي العالمي بعد 8 سنوات من الأزمات لم يشهد النمو المطلوب، متوقعاً نموا بطيئا وتدريجيا للاقتصاد العالمي، لن يتجاوز 6% بحلول 2017.

125

يشارك في القمة العالمية للحكومات، التجمع الأكبر عالمياً المتخصص في استشراف حكومات المستقبل، أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً في أكثر من 70 جلسة مختلفة، بما في ذلك كبار الشخصيات، وقادة وخبراء القطاعين الحكومي والخاص في العالم، وصناع القرار، والوزراء فضلاً عن الرؤساء التنفيذيين، وقادة الابتكار، والمسؤولين والخبراء ورواد الأعمال، وممثلي المؤسسات الأكاديمية، ونخبة من طلاب الجامعات.

Email