السعادة في عيون قادة الإمارات.. غاية محورية

■ محمد بن راشد لا يتوقف عن متابعة مؤشرات السعادة في اجتماعات مجلس الوزراء كافة | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتبين الناظر في عمق فلسفة عمل قيادة الإمارات بشأن السعادة المجتمعية، مدى الحرص على ترجمتها واقعاً حياتياً معيشاً في كل لحظة وضمن شتى المجالات، ذلك في إطار الرؤية السديدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وفي ظل حكومة يقودها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي جعل من إسعاد الناس وعيشهم الرغيد وحصولهم على الخدمات الحكومية والمتطلبات الحياتية اليومية، غاية محورية، منطلقاً سموه في هذا الصدد، من إيمان راسخ لديه ربما يختصره ويلخصه بوجهة نموذجية ما جاء في كتاب (ومضات من فكر): «وظيفة الحكومة هي تحقيق السعادة للمجتمع، نعم عملنا اليومي هو تحقيق السعادة».

«مؤشر السعادة»

إذاً، هكذا يفهم ويتبنى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ماهية وقيمة السعادة، إذ نستشف من عمق رؤاه في شأنها، اعتبار سموه إياها ثيمة وجوهراً إنسانياً خلاقاً يفجر قدرات الإبداع، وهو ما ترجمه سموه خططاً وركائز عمل وطاقات وأجندات حكومية، متتابعة ومسنودة بإمكانات نوعية، شاغلها ودأبها تحويل السعادة واقعاً إماراتياً حياتياً ملموساً ومعيشاً في الجوانب كافة، وفي هذا التوجه، آل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على نفسه، أن يكون صاحب المبادرة التي لا تهدأ أو تلين في خصوص جعل السعادة قاموساً ونهج حياة في الإمارات، وأطلق سموه جملة برامج عمل متخصصة، تفي بغرض استنفار الطاقات المؤسساتية المجتمعية كافة، وبشكل دقيق، سعياً لتحقيق السعادة والرضا في المجتمع بفضل خدمات حكومية غاية في الرفعة والأهمية والنجاعة. وطبعاً، كللها سموه بالتوجيه والمتابعة الحثيثين في العام 2014، ولاحقاً أيضاً، إذ أُطلقت مبادرة فريدة من نوعها تثمر تطوير الأداء الحكومي عبر رصد مدى رضا وسعادة الناس بالخدمات، والسعي إلى تلافي أي تقصير.

وذلك عبر (مؤشر السعادة) المعني بقياس سعادة الجمهور ورضاهم عن الخدمات الحكومية المقدمة لهم، بشكل يومي، من خلال أجهزة إلكترونية موجودة في الدوائر الحكومية، ترتبط بشبكة مركزية مهمتها رصد هذا المؤشر وإرسال تقارير يومية لمتخذي القرار، بهدف رصد المناطق الجغرافية والحكومية الأكثر سعادة ورضا عن الخدمات الحكومية، والعمل في نهاية المطاف على تطوير الخدمات وتحسين سعادة الجمهور عن الخدمات المقدمة.

وكان اللافت في السياق، عدم توقف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عند هذه النقطة، وهو ما برز في متابعته وفي تصريح له:«إن انتظار تقارير نسبة سعادة الجمهور ورضاهم عن الخدمات الحكومية بشكل سنوي أو فصلي لا يلبي الطموحات، لأن العالم اليوم يتغير بسرعة، وتوقعات الناس أيضاً تتغير بسرعة ولا بد من رصد ذلك بشكل يومي».

الشغل الشاغل للحكومة

وبطبيعة الحال، تشكل حكومة الإمارات في هذا الخصوص، سمفونية متناغمة، حيث تقتدي كوادر العمل فيها برؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إذ لم يدخر الوزراء جهداً في هذا السبيل، ويواصلون الحرص على متابعة أدق التفاصيل ومواكبة الجديد وتمثل أفعل أساليب العمل في شأن تحقيق السعادة، وهو ما يعبر عنه الوزراء كافة، ومن بينهم معالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس القمة العالمية للحكومات على الدوام، موضحاً أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، جعل سعادة الإنسان من مؤشرات قياس أداء الحكومة في الإمارات. وفي الصدد، أكد معاليه في كلمته بافتتاح الدورة الرابعة للقمة، أمس، أن الإنسان سيبقى باحثاً عن السعادة وساعياً إلى تحقيقها، ولا بد أن تكون رسالة كافة الحكومات أيضاً، سعادة الإنسان .

استراتيجية ذكية

وفي هذا الإطار، كان معالي محمد القرقاوي قد أطلق في 2014، خلال مؤتمر صحافي على هامش القمة الحكومية، أول استراتيجية للحكومة الذكية على مستوى المنطقة، وأول دليل معياري من نوعه للخدمات الذكية في العالم بما يكفل تحقيق السعادة، والذي يعزز مكانة الإمارات عالمياً في وضع المعايير الخاصة بمجال الحكومات الذكية، وقال معالي القرقاوي، حينها: «إن توقعات الناس والمجتمعات تغيرت وارتفعت وهو ما يفرض على الحكومات مواكبة هذه التغيرات، والعمل بسرعة على تطبيقها من أجل إسعاد الناس».

قمة

أكد معالي محمد بن عبدالله القرقاوي في الدورة الثالثة للقمة الحكومية 2015) أنها قمة كما أراد لها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تجمع أفضل العقول والمواهب لتحقيق أنبل غاية وأسمى هدف وهو تحقيق سعادة الإنسان وراحته ورخائه واستقراره، ليس فقط محلياً بل لتكون هذه رسالة الإمارات لمنطقتنا وللعالم. وشدد معاليه على أهمية البحث الدائم عن الإجابات لتحقيق الخير والسعادة لمجتمعاتنا من خلال الإجابة عن التساؤلات التي تتركز حول دور الحكومات في تحفيز الابتكار .

Email