مباحثات لتعزيز علاقات التعاون والصداقة بين البلدين

محمد بن زايد يبدأ زيارة رسمية إلى الهند الأربعاء

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدأ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الأربعاء المقبل، زيارة رسمية إلى جمهورية الهند، تستغرق 3 أيام، يلتقي خلالها رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي في العاصمة نيودلهي.

ويبحث سموه خلال الزيارة مع كبار المسؤولين في الهند سبل تعزيز علاقات التعاون والصداقة بين البلدين، والبناء على ما وصلت إليه العلاقات الثنائية من تطور في الفترة الماضية، والتنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ويرافق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في زيارته للهند، وفد رفيع المستوى، يضم عدداً من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين ورجال الأعمال والاقتصاد في الدولة.

وتحرص الإمارات على مد جسور التعاون والصداقة مع دول وشعوب العالم وتعزيز علاقاتها مع مختلف الدول.

وتعد العلاقات الإماراتية الهندية علاقات تاريخية قائمة على أسس راسخة من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة في العديد من المجالات، وهي قديمة وضاربة في عمق التاريخ، إذ إنها قامت على أسس ثقافية ودينية واقتصادية، وبنيت على الاحترام المتبادل والتعاون المثمر من أجل التنمية والازدهار للبلدين والشعبين.

وتعتبر «كيرلا» إحدى المحطات المهمة على طريق التجار الإماراتيين منذ القدم، حيث تربط دولة الإمارات والهند علاقات اقتصادية وثقافية قوية، وأدت العمالة الهندية دوراً مهماً في شتى المجالات الاقتصادية بالدولة.

وقد أسهمت الجالية الهندية في الإمارات في مسيرة التنمية الشاملة للدولة، وتعتبر جزءاً مهماً من مختلف القطاعات الحيوية في الدولة.

وحرصت الإمارات على توفير بيئة آمنة وجاذبة للجالية الهندية، مكنتها من تحقيق الطموحات والنجاحات في المجالات والمستويات كافة.

ولقد قصد ولاية كيرلا في الماضي العرب والفينيقيون والرومان والصينيون، بغرض التجارة، وخاصة تجارة البهارات والأخشاب والعاج، كما وصل إليها الملاح البرتغالي فاسكو ديجاما عام 1498.

وتحمل كيرلا اليوم لقب «الولاية المثقفة» نسبة إلى ارتفاع عدد طلبة الجامعات والمدارس فيها بشكل مستمر.

ويستذكر عدد من أبناء ولاية كيرلا مآثر الشيخ زايد، طيب الله ثراه، حيث لا تجد بيتاً في كيرلا إلا ولديه ذكريات جميلة عن الإمارات وقيادتها وأهلها.

عطاء

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور حسين الثقافي، نائب رئيس جامعة الثقافة الإسلامية في كيرلا: «إن لدولة الإمارات وأهلها دوراً مهماً ورئيساً في تنفيذ عدد من المشاريع التنموية والإنسانية في المجالات التعليمية والصحية والبنية التحتية».

وأشاد بدور المحسنين وأهل الخير بالدولة وبمواقف الجمعيات الخيرية، ومنها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي التي كانت دائماً سباقة في تنفيذ المشاريع التي تخص الأيتام وطلبة العلم، إضافة إلى بناء المساجد وآبار المياه والمدارس والمراكز الصحية، من أجل تلبية احتياجات الشعب الهندي.

وثمن نائب رئيس جامعة مركز الثقافة الإسلامية دعم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يعد من رواد العطاء والعمل الإنساني، حيث تعد دولة الإمارات من أوائل الدول التي تقدم المساعدات الإغاثية لدعم الدول المنكوبة في شتى الدول، وتقف وتتضامن بكل حب وإخاء مع الشعوب المتضررة.

وقال: «إن الشيخ زايد، رحمه الله، كان يمثل لنا، نحن المسلمين، القائد الحكيم الذي قدم للكثير من الدول الدعم والمساعدة، بغض النظر عن الجنس أو العرق»، داعياً إلى ضرورة الاستفادة من تجربته الحكيمة في بناء الدولة ودعم المسلمين في كل مكان.

اهتمام

من جانبه، قال الدكتور بهاء الدين محمد، نائب رئيس جامعة دار الهدى الإسلامية في كيرلا: «إن اللغة العربية في ولاية كيرلا الهندية تجد اهتماماً، برغم أنها لا تعد اللغة الرسمية، إلا أن سكان تلك الولاية ومؤسساتها الرسمية أبدوا اهتماماً بتعليمها، تمثل في احتضان الولاية الهندية 7 آلاف مدرسة وخمس جامعات لتعليمها».

وقال: «إن تعلم اللغة العربية بات أمراً مهماً في بلادي، ولا ينحصر في المسلمين في كيرلا، بل يعلمها ويتعلمها غير المسلمين، للاستفادة منها في مجال البحث عن عمل لغير المسلم».

زايد رسّخ علاقات متينة بين البلدين

تعود العلاقات الإماراتية الهندية إلى فترة طويلة قبل اكتشاف النفط في الخليج العربي، وقد نمت هذه العلاقات نمواً كبيراً خلال العقود الماضية، بفضل التفاهم والتقارب السياسي والمصالح الاقتصادية المشتركة بين البلدين، وبفضل توجهات السياسة الخارجية للدولة التي وضعها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث أولى اهتماماً كبيراً للعلاقات مع الهند انعكست بشكل واضح في الزيارة التاريخية التي قام بها للهند في بداية 1975، والتي التقى فيها مع رئيسة وزراء الهند الراحلة أنديرا غاندي.

Email