القراءة عالم جديد تسلل إلى حياتها في فراغ محاضرات الجامعة

عليا البلوشي تبادل الكتاب الاحترام

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تكن الحياة الجامعية التي عاشتها عليا أحمد البلوشي الموظفة في الجامعة الأميركية برأس الخيمة، وسيلة للحصول على الشهادة لبدأ الحياة العملية وحسب، بل شكّلت بالنسبة لها بوابة جديدة لاكتشاف عوالم أخرى مكنتها من أن تعايش وتعاصر وتفهم المحيط بشكل أفضل، وأن تكتشف ذاتها وترضي احتياجاتها وهواياتها وتعمق اختياراتها التي انعكست على القناعة بتخصص يناسب قدراتها الزاخرة بالمعلومات والخبرات التي اكتسبتها من عالم القراءة.

تقول عليا أحمد، 28 عاماً، موظفة وطالبة ماجستير في تخصص القيادة، إنه رغم كون شقيقتها الكبرى شغوفة بالقراءة إلا أنها لم تحترف هذا العالم إلا خلال سنوات دراستها الجامعية بدفع من الأستاذة في جامعة الإمارات الدكتورة عزة عبد العظيم، التي وجهتها لشغل فترات استراحتها بين المحاضرات في قراءة الكتب لتحديد ما تريده فعلا في التخصص والعمل، حيث كانت حائرة بين دراسة الإعلام والعلوم السياسية، إلى أن قررت أن تدرس الإعلام بعد جولات وصولات في الكتب.

الجد أولاً

خلافاً للكثير من الفتيات الجامعيات في عمرها، لم تتوقف عليا يوماً عن قراءة الكتب التخصصية في كافة المجالات، وكانت بداياتها مع عالم القصة والرواية والشعر وغيره من الفنون الأدبية من خلال القصص الخفيفة في السكن الجامعي المنتشرة بين الطالبات.

ومن خلال هذه القصص البسيطة انتقلت إلى عوالم القصة العميقة فوسعت خيالها وأبحرت في كلمات الأدب وعوالم الفكر والحياة، لتكتشف عالماً آخر في هذه الكتب التي اختصرت حكايات وتجارب إنسانية، واستفزت مشاعر وأفكاراً جديدة في داخلها، وغيرت مفاهيم وأضافت رؤى لم تكن لتتبناها لولا القصص التي عرضت تجارب الإنسان في كل المجتمعات والظروف.

أقرأ لأعيش

وتؤكد الشابة عليا أنها تقرأ لتعيش وتفهم، لذلك فهي تبحث عما ينفعها وما ينصح به الآخرون، مركزة على القراءة في مجال التخصص في الإدارة والإعلام والسياسة التي أعطتها خبرات كبيرة في مجال عملها وخططها المستقبلية حيث تقف حالياً على محطة الماجستير، كما أنها لا تستغني عن القصة والأدب الإنساني.

لذلك قرأت مئات القصص العربية والخليجية والعالمية، وبطلتها الدائمة كانت ولا تزال الروائية المبدعة أحلام مستغانمي التي تحتفظ بكل أعمالها ولا تمل ولا تكل من إعادة قراءة المزيد منها، حيث تلامس دواخلها وتخاطب ذاتها لتعرض ما في نفسها من أسئلة واستفهامات بأسلوب بليغ ومريح لا يفهمه إلا من عاش تجربة القراءة مع الكاتبة أحلام مستغانمي.

مع كتابي

«لابد أن أحترم الكتاب كما يحترمني»، تضيف عليا أن الكتاب يحترم قارئه ويعطيه كل الفائدة والتسلية، لذلك على القارئ أن يبادل الاحترام بالاحترام ويخصص مكانا مناسبا ووقتا ملائما للقراءة، لذا تبدع عليا في البحث دائما عن أماكن مميزة لتقضي فيها الوقت في القراءة لساعات تمتد أكثر من 5 ساعات يومياً.

هذا عدا الوقت اليومي الذي تمنحه للكتاب بعد صلاة الفجر دائما ناهيك عن الوقت المخصص لقراءة القرآن بعد صلاة الوتر، وقراءة الصحف التفصيلية بطبيعة الحال، مؤكدة انها لا تقرأ سوى من الكتب الورقية، وترفض؛ بل ولا تستمتع مطلقا في القراءة عبر الأجهزة الذكية.

ومضات فكر

«ومضات فكره أضاءت فكري» هكذا تصف البلوشي تأثرها الكبير بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لاسيما كتاب سموه «ومضات من فكر»، مبينة أن سموه مثلها الأعلى في الحياة.

وعليه فهي حريصة على قراءة كل كتبه التي تعكس فكر سموه الذي أضاء فكرها ووسع أفقها وربطها واقعياً بأفكار الدولة وطموحاتها، مشيدة بالبرامج والمبادرات الدائمة التي يقدمها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للمجتمع لدعم القراءة وتعزيز واقع اللغة العربية في المجتمع، إيماناً من سموه بأن الأمة لا ترتقي إلا بالفهم الصحيح الذي يعد الكتاب مصدراً مهماً له.

فلم يكن غريباً أن تخصص مبالغ طائلة لدعم القراءة خاصة لدى طلبة المدارس والمجتمع، في ظل عزوف غير مبرر للقراءة من الجميع، لاسيما فئة الشباب التي أصبح آخر همها تنمية فكرها بالقراءة، وتغريها قشور الحياة عن جوهرها الذي يتيح لك الكتاب فهمه والتعمق فيه بين السطور.

Email