ألعاب الطيبين.. صناعة الفرح محلياً

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تحتفظ ذاكرة الكبار بالكثير من الألعاب القادمة من زمن الطيبين، والتي يحاولون بها سرد ما تبقى عالقاً بالذاكرة، لاستعادة ملامح حياة كانت صعبة على أبنائها في كل مفرداتها.

عن ذلك تحدث الوالد عبيد راشد هلال، أحد المتصلين بالتراث وأدواته؛ حيث قال إن الأطفال أدّوا قديماً أدواراً كثيرة، بدءاً من رغم رعي الأغنام، ومراعاة الماشية، والمساعدة في ري وتنظيف الحقول، إضافة إلى أداء مهمات أخرى في تنظيف «دوابي» وشباك وقوارب الصيد؛ ورغم ذلك تبقى ليومهم مساحة أخرى ممتعة للعب والاستمتاع بما كانت تجود به البيئة قديماً.

وأضاف إن الصغار عانوا في الماضي من ندرة الألعاب التي ظلت تستحوذ من أوقات فراغهم نصيب الأسد رغم بساطتها، موضحاً أن «الطيبين» ورغم قلة ما تجود به معيشتهم؛ حرصوا على تسخير البيئة لصناعة ألعاب الطفولة، التي منحت الكثيرين في زمان الأولين متعة وفوائد كثيرة، إذ لم يكن اللعب مقتصراً على الأطفال، إنما كانت هناك ألعاب للصغار والكبار معاً، ودامت البيئة مسرحاً لإنتاج ألعابهم، واستمرت أدوات لعب «الطيبين» تشبه البيئة المحيطة بهم.

مروحة

وكان الذكور، حسب الوالد عبيد راشد؛ يصنعون الكثير من ألعابهم من سعف النخيل، فمثلاً كانوا ينسجون من خوص النخيل شيئاً شبيهاً بالمروحة يثبتونه بشوكة إلى طرف زورة، ويقومون بالجري في اتجاه حركة الرياح وكلما زادت سرعتهم زاد تأثير الرياح فتتحرك المروحة التي كانوا يسمونها الطائرة، ورغم أن اللعبة لا تعني شيئاً بالنسبة لجيل اليوم، إلا أنها كانت تعني لأطفال الماضي كثيراً من المتعة والصحة والتقارب والألفة.

دراجة

وتابع: من بين تلك الألعاب «السيارة» التي كان يصنعها أبناء الطيبين من الكرتون، أما الإطارات فكانت من العلب؛ وكانوا يربطون السيارة بخيط ويركضون بها؛ بالطبع هي بعيدة كل البعد عن السيارة، لكنهم كانوا يستمتعون باللعب بها.

أما إطار الدراجة الهوائية فكانوا يصنعون منه سيارة أخرى يقومون بدفعها بواسطة عصا متوسطة وهم يجرون خلفها. وبالمناسبة فقد شاهدت كثيراً من ألعاب الطيبين وقد عرضت هي نفسها أو بشكل مغاير، خلال أحد برامج شبكة التلفزيون الألماني؛ وهو برنامج «تيليماتش».

ومما يذكره الوالد عبيد راشد أن أغطية المشروبات الغازية، كانت من بين الألعاب المحببة لأبناء الطيبين، حين كانوا ينقسمون إلى قسمين، ويبدأون في تقليب الأغطية، والفريق الفائز هو الذي يتمكن من الاستيلاء على نصيبه ونصيب الفريق الآخر.

مربعات

أما البنات؛ فنصيبهن من اللعب ظل محفوظاً، وغالباً ما كانت ألعابهن تحاكي الشكل الأنثوي، وكنّ يصنعن من الخشب أو زور النخيل بعض الدمى، ويقمن بحياكة الملابس لتلك الدمى ويصنعن لها المهد.

أما النوع الآخر من ألعاب البنات فكان المربعات التي يرسمنها على الأرض ويقمن بالقفز عليها، مستخدمات بعض الحصى التي تلقى في مربع، ويحاولن القفز منه إلى باقي المربعات على رجل واحدة، وإن أنجزن كافة المربعات ألقين الحصاة في المربع التالي وقفزن إلى النهاية وهكذا.

 واختتم عبيد راشد هلال حديثه بلعبة المواسم كما كنا نطلق عليها قديماً، والتي راجت في فترة الثمانينات؛ وهي لعبة الكاميرا العجيبة التي كان يحضرها الآباء والأجداد في موسم العمرة والحج، إلى جانب توزيع (الصوغات) على البنات.

Email