صحة

فحص ما قبل الزواج.. وداعاً للثلاسيميا

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يوصف مصابو الثلاسيميا وأمراض فقر الدم الوراثية بأنهم «الضحية الكبرى» للأمراض الوراثية نتيجة لزواج الأقارب، ما يحول الأطفال لمرضى طوال العمر يعيشون بأجساد هزيلة تحتاج إلى نقل وحدتين إلى ثلاث وحدات دم شهرياً ليبقوا على قيد الحياة.

 الدكتورة مريم حسن عبدالله درويش استشارية أمراض الدم المتخصصة في أمراض هيموغلوبين الدم، أوضحت أن علاج الثلاسيميا يعتمد على نوع الإصابة وشدتها، حيث تتطلب الحالات عمليات نقل دم متكررة مرة شهرياً، ويجب على المريض تناول بعض الأدوية لمنع ارتفاع معدل الحديد في الدم وتراكمه في أعضاء الجسم، مما يؤثر على أجهزة الجسم الحيوية مثل القلب والكبد والبنكرياس وغيرهما من أعضاء الجسم ما يؤدي لأمراض أخرى.

 الفحص الطبي

 وأشارت إلى أنه لا يوجد علاج نهائي لمرضى الثلاسيميا، والخطط العلاجية الحالية هي بإجراء الفحص الطبي الشامل قبل الزواج للحد من انتقال المرض إلى المواليد الجديدة، لافتة إلى أن نسبة نجاح العلاج بزراعة نخاع العظم لدى الأطفال أكثر من 70 %، إذ إن النسبة تتدنى مع تزايد العمر، لعدم تحمل المضاعفات الناتجة الجرعات العالية من الأدوية والإشعاع.

 نوعان

 وأضافت استشارية أمراض الدم أن نوعي الثلاسيميا هما «ألفا» و«بيتا»، ويتكون الهيموغلوبين من 4 سلاسل جينية في النوع «ألفا»، اثنتان من الأب ومن الأم اثنتان، وعند حدوث خلل أو قصور في إحدى هذه السلاسل ينتج مواليد حاملون للمرض ولا يعانون من أعراض ظاهرة، وفي حالة حدوث خلل في سلسلتين جينيتين ينتج مواليد حاملون للجينات وأعراضها بسيطة يمكن اكتشافها من خلال فحص الدم، وفي حالة قصور ثلاث سلاسل جينية ينتج فقر دم شديد ويسمى مرض هيموغلوبين (هـ) ويظهر تحليل الدم للمصاب بهذه الحالة كريات دم حمراء صغيرة مشوهة، ويصاب المريض بتضخم في الطحال وتشوه في العظام نتيجة لزيادة نشاطها لتعويض الخلايا الحمراء التالفة، ويحتاج لنقل الدم ليتمكن من الحياة بشكل طبيعي، وفي حالة حدوث القصور في أربع سلاسل جينية فتؤدي لوفاة الجنين قبل الولادة أو مباشرة بعد الولادة.

 أما النوع الثاني «بيتا» فيتكون الهيموغلوبين من سلسلتين، تورث كل سلسلة من أحد الوالدين وتنقسم حالات الإصابة إلى قسمين، الأول الثلاسيميا الصغرى التي تحدث نتيجة اضطراب إحدى السلاسل الجينية فقط، ولا يعاني المريض أية أعراض ظاهرة سوى فقر دم بسيط يظهر خلال تحاليل الدم.

 علاج مكلف

 وأشارت الدكتورة مريم إلى أن علاج مرض الثلاسيميا طويل ومكلف وتصل تكلفة علاج المريض الواحد لأكثر من 200 ألف درهم، لافتة إلى أن هناك خطة مستقبلية لإنشاء أول مركز لزراعة النخاع في الدولة لخدمة مرضى الثلاسيميا والأمراض السرطانية، وإنشاء أول قاعدة بيانات لمرض الثلاسيميا وأمراض الهيموغلوبين الوراثية في دولة الإمارات والتي سيتم تعميمها خلال الفترة المقبلة على الدول العربية وشمال إفريقيا من خلال المكتب الإقليمي للرابطة العالمية للثلاسيميا التابعة لمنظمة الصحة العالمية.

Email