«متحف المرأة» حقائق شاهدة على بداية نهضة

فكر راشد أنار للمرأة درب التمكين

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة؛ هكذا كانت مسيرة المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم على درب تمكين المرأة، إذ حرص رحمه الله مبكراً على إحداث الفارق في هذا الاتجاه بقناعة بعيدة المدى، وبكل إصرار سعى رحمه الله إلى تمكين المرأة في القطاعات والمجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية والصحية كافة، وأخذ بيدها في رحلة تمكين، وبذلك يبقى المغفور له بإذن الله حاضراً في طموح المرأة رغم الغياب، لأن خلود الإنجازات أقوى، والشخصية الاستثنائية تظل مثالاً، والبصيرة التي استشرفت المستقبل واقتحمته في زمن التحولات الصعبة تظل نموذجاً لرجل أصر على ترك أثر في صنع التاريخ.

من بعده رحمه الله؛ تسلحت الأجيال بسيرته واتخذت مسيرته نهجاً في تمكين المرأة، مستبصرة بطموح أضاء في سنوات مبكرة من القرن الماضي.

متحف المرأة

الدكتورة رفيعة عبيد غباش؛ حرصت على إيجاد أول متحف يعنى بالمرأة ليكون مركزاً ثقافياً توثيقياً، يهتمُّ من جهة بتاريخ المرأة في الإمارات وحاضرها، وكل ما يتعلق بجوانب حياتها من فكر، وثقافة، وفنون، وآداب، وتراث، وتاريخ، وطقوس حياتها اليومية، وفي جهة أخرى يسلط الضوء على دور المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في تمكين المرأة، إذ تظهر المادة التوثيقية التي يعرضها المتحف، الدور الحقيقي للمرأة في كافة المجالات وتمثل مرجعاً معرفياً للمنظمات الدولية المعنية بقضايا المرأة وحقوقها ودورها المجتمعي.

وأشارت الدكتورة رفيعة غباش إلى أنه نظراً للدعم الكبير الذي حظيت به النساء الإماراتيات من الوالد المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، الذي أدى دوراً سانداً في تحقيق إنجازات كثيرة، فقد شجع ذلك المجتمع على العمل بروح الجماعة لتمكين المرأة في كافة القطاعات، وقد أدت المرأة الإماراتية منذ القدم دوراً بارزاً في مجالات مختلفة أسوة بنظيرها الرجل، لاسيما السياسية منها وتحديداً في اتخاذ القرار، وتقف الشيخة سلامة بنت بطي امرأة شاهدة على التاريخ القديم للدولة، فيما تواصل سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، شهادتها على تاريخ تمكين المرأة الحديث، وتصر بحضورها الداعم على جعل التمكين محور التطور في الوطن.

ستينيات القرن الماضي

وأوضحت الدكتورة رفيعة غباش أنه إذا نظرنا إلى حركة الاقتصاد في ستينيات القرن الماضي مع بداية حكم المغفور له الشيخ راشد، لم يكن هناك أي تردد في دخول المرأة لهذا القطاع، حيث أتاح لها رحمه الله، فرصة الالتحاق بالعملية الاقتصادية، وكانت معظم النساء يمتلكن رخصاً تجارية ذات مهام متعددة، حتى ان المرأة تواجدت في أسواق الأسماك والتاريخ يشهد على ذلك.

وعرف المغفور له بأسلوب تعامل مع المرأة على اعتبار أنها إنسان ذات كيان واعتبار رفيعين، ونتذكر هنا أن أول رخصة تجارية منحت للمرأة في زمن المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم كانت لسهيلة بنت الشيخ التي حصلت على رخصة لبيع المؤونة بالجملة، وفي الفترة نفسها تبين أن غير المتعلمين والذين لا يستطيعون ممارسة التجارة التي تستدعي قدراً معيناً من القراءة والكتابة والخبرة المعرفية، لذا جنحوا إلى امتلاك رخص بسيطة كرخص تأجير السيارات.

ونوهت غباش إلى أنه في ذلك الوقت كان عدد سكان إمارة دبي قليلاً، وبالتالي فإن دخول المرأة في القطاع التجاري ساهم في نهضته، حيث إن وجود المرأة بهذا القطاع مهم، ومن الأسماء التي دفعت في هذا المضمار الشيخة صنعة بنت مانع آل مكتوم زوجة أخ الشيخ راشد، وهذه المرأة التي عرف عنها الجرأة في المشاريع التجارية، وكانت من القيادات في الحركة الاقتصادية، إضافة إلى عوشة بنت حسين لوتاه.

ابنة الشيخ راشد

وقالت غباش: في ما يخص مستوى التعليم في دبي، فقد واجهت المرأة شيئاً من الصعوبة المجتمعية، في عهد المغفور له وتحديداً في الفترة التي شهدت افتتاح مدارس تعنى بالفتيات، إذ الإقبال كان ضعيفاً جداً، وهذا بدوره أدى إلى قيام مسؤولي التعليم بتقديم شكوى للشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم المغفور له بإذن الله، تتعلق بعدم التحاق الفتيات بالمدارس.

وأضافت غباش: طلب المغفور له بإذن الله من زوجته أن تلحق بناتهما في المدرسة، لثمر هذا التوجه عن التحاق الكثير من الفتيات من مختلف مناطق الإمارة بالمدارس سريعاً، والدليل على ذلك النسب التي تشير إلى انضمام 19 فتاة في أول سنة في التعليم النظامي، وعندما انضمت ابنة المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد، أصبح العدد 490 فتاة في مرحلة المدرسة.

وتابعت غباش: هنا يقدم لنا الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم المغفور له بإذن الله نموذجاً من خلال إعطاء المثل وليس فقط الدعم الشفهي، خاصة ان المجتمع القبلي الموجود كان يتحفظ في مثل هذه المسائل، لكن عندما يرى المجتمع حاكمهم وشيخهم يقبل على شيء مثل هذا فسيتم تقبل الأمر بسرعة، وعلى هذا النحو نجد أن حركة التعليم سارت مع حركة الاقتصاد بشكل متميز، ونحن في الحقيقة إذا تكلمنا عن تمكين المرأة؛ فقد علمت أنه في زمن والدتي كان التمكين كان في أوج عطائه.

المرأة والرجل

وأكدت غباش أن التعليم في وقتنا الحالي ساهم في دفع عجلة التمكين، لكن عندما نتحدث عن فترة الستينيات فإن الموارد كانت قليلة، مع ذلك كان الحاكم جاداً في تحديث مدينتنا، فرأى أن أهلها يحتاجون إلى المرأة والرجل جنباً إلى جنب في التطوير. وهذا ما أسس له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم.

Email