من الطائرة إلى جبل علي

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال الفريق ضاحي خلفان إن الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم كان يحرص ويحلم بأن تكون دبي أكبر منطقة حرة في التجارة عالمياً، وأنه في أحد المواقف أثناء افتتاح مركز دبي التجاري العالمي؛ وكان أول مبنى ضخم في دبي، وبعد أن افتتح المشروع وكنت وقتها ضابطاً في الحراسات وكان بجواره سيف الغرير الذي همس له «من الذي سيستأجر هذا المبنى وأنه سيبقى خالياً»، إلا أن الشيخ راشد رد عليه إن السنوات ستثبت الإقبال الذي تشهده هذه المنطقة.

خيمة صغيرة

موقف آخر للشيخ راشد حدث عند قدومه، رحمه الله، من طهران، وبعد أن أقلته طائرة الهليكوبتر بالاتجاه إلى موقع ميناء جبل علي التي كانت صحراوية قاحلة، ونصبت فيها خيمة صغيرة. يضيف خلفان: عندما نزلت من السيارة للقيام بعملي في تأمين الموقع رأيت الأرض قاحلة ورأيت إحدى السحالي تجري أمامي واستغربت وقتها ماذا سيفعل الشيخ هنا، وكان متواجداً في المكان حوالي 10 من الأعيان وكنا في انتظار المغفور له الشيخ زايد، والجميع يتعجب كيف سيقام ميناء في هذه الأرض القاحلة. وعندما حضر الشيخ زايد تساءل عن كيفية قيام ميناء جبل علي ووضع الشيخ زايد حجر الأساس وكان مندهشاً من الموقع، وبعدها وقبل افتتاح الميناء مرض الشيخ راشد.

وظيفة حكومية

وأضاف إنه كتب، رحمه الله مقالاً، في مجلة «الأمن» أشار فيه إلى أنه قابل سلطان بن سليم، وأنه لم يكن هناك بواخر في الميناء، وعندما طلب بن سليم وظيفة في الحكومة، أكد له أنه سيتم تعيينه في ميناء جبل علي، ورغم أنه كان يسكن في الحمرية والتوجه إلى العمل يومياً مرهق، إلا أن سلطان بن سليم ارتضى الأمر الواقع، وحاول الاطلاع على دراسة المشروع، وقد تم منح الدراسة إلى 3 شركات لتقييم المشروع التي أقرت جميعها أن المشروع استراتيجي ومهم لإمارة دبي وللإمارات عموماً في التجارة العالمية.

وأشار خلفان إلى أنه أثناء عزاء ثاني بن عبد الله أول رئيس للمجلس الوطني، كان حاضراً في العزاء ماجد الفطيم الذي طلب الجلوس إلى جوار الشيخ راشد، وأخبره أنه قرأ مقاله عن ميناء جبل علي، وتابع الفطيم أن هناك وفداً يابانياً مكوناً من 25 اقتصادياً من ذوي الخبرة، وأنه اصطحب الوفد إلى ميناء جبل علي، رغم أنه كان معارضاً لفكرته منذ أن طرحه الشيخ راشد.

وفد ياباني

واستطرد الفريق تميم أن الفطيم أخبر المغفور له: أن الخبراء ذهبوا فعلاً إلى موقع الميناء وسألت رئيس الوفد الياباني عن جدوى المشروع الذي أقر أنه من أفضل المشاريع العالمية في الوطن العربي، وأخبره أن هذا الميناء سيكون لما بعد النفط، وأن دخله سيفوق النفط وهو ما حدث فعلاً في الوقت الراهن، وصدقت رؤية المغفور له، وترك، رحمه الله، انطباعاً عند الناس أن أي شيء لا تجده في أي مكان ستجده في دبي، وكذلك استراتيجية السوق الحرة والتجارة لديه، وكأنه يقرأ من كتاب مفتوح، إذ وصلت إعادة التصدير من دبي إلى 75%. وقد أطلق عليها قديماً «هونغ كونغ الخليج»، مشيراً إلى أن موانئ دبي تحتفل بوجود مليون حاوية داخلها.

طبيعة آل مكتوم

وأكد الفريق تميم أنه قبيل التخطيط لإنشاء ميناء جبل علي ذهب المغفور له الشيخ راشد إلى المنطقة، ونصب خيمة هناك وظل فيها لمدة 3 أشهر، دون أن يعلم أحد بما يجول في داخله.. إنها طبيعة آل مكتوم جميعهم، إذ انه عند الإصرار على إنجاز أي عمل ينجزونه رغم الصعوبات والتحديات. كما كان مقترح فكرة الجزر في البحر وملعب الغولف، وأنه كان يسعى إلى أي مشروع ذي مردود.

Email