مبادرة محمد بن راشد الإنسانية تدعم الجهود الدولية

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الوقت الذي تكافح فيه الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية جاءت مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حفظه الله، بإطلاق أكبر مؤسسة إنسانية تنموية مجتمعية في المنطقة تعمل في مجالات مكافحة الفقر والمرض ونشر المعرفة والثقافة في 116 دولة حول العالم..

وتكون انطلاقة جديدة لتسريع تلك الأهداف وداعماً أساسياً لجهود خفض معدلات الفقر والجوع وتعزيز التعليم والثقافة في مختلف دول العالم. وفي أحدث تقرير لمنظمة الأمم المتحدة حول الأهداف الإنمائية للألفية 2015، أكد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة أن فقراء العالم لا يزالون في غالبيتهم الساحقة يعيشون بشكل مركز في مناطق معينة من العالم..

ففي عام 2011 كان 60% تقريباً من الذين يعانون من الفقر المدقع والبالغ عددهم مليار شخص يعيشون في 5 دول حول العالم، ولا يزال عدد كبير من النساء يفقد حياتهن أثناء الحمل أو من تعقيدات متصلة بالولادة، فالتقدم المحرز يميل إلى تجاوز النساء الواقعين على أدنى درجات السلم الاقتصادي أو المحرومين بسبب العمر أو العجز أو الأثنية..

كما أن التفاوت يبقى واضحاً بين المناطق الريفية والمناطق الحضرية. واعترف التقرير بأنه على الرغم من تحقيق إنجازات مهمة في مختلف أنحاء العالم فيما يتعلق بالكثير من الغايات التي حددتها الأهداف الإنمائية للألفية، حيث كان التقدم متبايناً بين المناطق والبلدان المختلفة، الأمر الذي خلّف ثغرات مهمة، فقد تخلف عن الركب ملايين الناس ..

ولا سيما أشدهم فقراً وأكثرهم حرماناً بسبب الجنس أو العمر أو العجز أو الأثنية أو الموقع الجغرافي، حيث تشتد الحاجة إلى بذل جهود موجهة للوصول إلى أكثر الناس ضعفاً. وفي التقرير أكد وو هونغبو وكيل الأمين العام للشؤون الاقتصادية والاجتماعية أنه على الرغم من التقدم الهائل في تحقيق الأهداف فإنه لا يزال 800 مليون من الناس يعيشون حتى اليوم في فقر مدقع ويعانون من الجوع..

وهناك أكثر من 160 مليون طفل لا يتناسب طولهم مع العمر بسبب عدم كفاية الغذاء، ولا يذهب إلى المدرسة حالياً 57 مليون طفل في سن المدرسة الابتدائية، ولا يزال نصف عمال العالم تقريباً يعملون تحت شروط صعبة ونادراً ما يتمتعون بالاستحقاقات التي ترافق العمل اللائق، ويقضي 16 ألف طفل يومياً نحبهم قبل سن الخمس سنوات لأسباب يمكن تفاديها.

وبيّن التقرير أنه في البلدان النامية يرجح أن يتعرض الأطفال المنتمون إلى الـ 20% الأشد فقراً من الأسر للتقزم بمعدل يزيد على ضعفي تعرض الأطفال المنتمين إلى الـ 20% الأكثر غنى، كما أن الأطفال المنتمين إلى أفقر الأسر يرجح أن يكونوا خارج المدرسة بمعدل أربعة أضعاف وجود أطفال الأسر الغنية.

وحول الهدف الأول من الأهداف الإنمائية المتعلق بالقضاء على الفقر المدقع والجوع أشار التقرير إلى أن معدلات الفقر المدقع شهدت انخفاضاً كبيراً خلال العقدين الماضيين، ففي عام 1990 كان ما يقارب نصف سكان العالم النامي يعيشون على أقل من 1.25 دولار في اليوم..

غير أن هذه النسبة انخفضت إلى 14% في عام 2015. فيما تراجع على المستوى العالمي عدد الناس الذين يعيشون في فقر مدقع بأكثر من النصف فقد انخفض هذا العدد من 1.9 مليار شخص في عام 1990 إلى 836 مليون شخص في عام 2015.

التعليم الابتدائي

وأوضح التقرير أن الهدف الثاني الخاص بتحقيق التعليم الابتدائي فقد بلغ معدل صافي التسجيل في المدرسة الابتدائية في المناطق النائية 91% في عام 2015 بعد أن كان 83% في عام 2000، وانخفض عدد الأطفال في سن المدرسة غير الملتحقين إلى النصف تقريباً، وقد بلغ عددهم 57 مليون طفل في العام الجاري بعد أن كان 100 مليون طفل في عام 2000.

ووفق التقرير كان سجل إفريقيا ـ جنوب الصحراء الكبرى فيما يتعلق بتحسين التعليم الابتدائي هو الأفضل بين جميع المناطق منذ وضع الأهداف الإنمائية للألفية، فقد حقق معدل صافي التسجيل بين عامي 2000 و2015 زيادة بلغت 20 نقطة مئوية..

وذلك مقارنة بزيادة بلغت 8 نقاط في الفترة بين عامي 1990 و2000. فيما ارتفع معدل القراءة والكتابة بين الشباب بين سن 15 ـ 24 سنة من 83 إلى 91% بين عامي 1990 و2015 في العالم ككل، كما تناقص الفارق بين النساء والرجال.

وفيات الأطفال

وأشار التقرير إلى أن الهدف الرابع من الأهداف الإنمائية للألفية المتعلق بتقليل وفيات الأطفال حقق معدلات مرضية، حيث انخفض معدل وفيات الأطفال دون الخامسة من العمر على المستوى العالمي بأكثر من النصف، حيث هبط من 90 إلى 43 حالة وفاة في كل ألف ولادة حية بين عامي 1990 و2015. وعلى الرغم من النمو السكاني في المناطق النامية، فإن عدد وفيات الأطفال دون الخامسة من العمر انخفض من 12.7 مليوناً في عام 1990 إلى حوالي 6 ملايين في عام 2015 على المستوى العالمي.

Email