أكدوا محدودية تأثير وسائل التواصل الاجتماعي

مرشحو دبي: الأولوية للعلاقات الاجتماعية في الحملات الانتخابية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أجمع عدد من المرشحين لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي في إمارة دبي، الذين استطلعت «البيان» آراءهم، على أن العلاقات الاجتماعية والطرق التقليدية سوف تكون هي الورقة الرابحة التي يمكن استثمارها في الحصول على أكبر قدر من أصوات الناخبين، وقللوا من دور مواقع التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة في قيادة الحملات الانتخابية، مؤكدين أنها لم تبلغ مرحلة النضوج والمشاركة السياسية، والتخاطب بها لا يحظى بقبول أفراد المجتمع في مثل هذ المهمة الوطنية.

وقال خالد بن زايد الفلاسي مساعد المدير العام لقطاع الشؤون الدولية والشراكة في بلدية دبي، إنه على الرغم من استحواذ مواقع التواصل الاجتماعي على اهتمامات شريحة كبيرة من أفراد المجتمع، إلا أن تأثيرها في إدارة الحملات الانتخابية سيكون محدوداً، كونها لا تحظى بقبول جميع أفراد المجتمع ولا تغني عن التخاطب المباشر والعلاقات الاجتماعية، التي تعد الورقة الرابحة لدى المرشحين وأثبتت جدارتها في الدورات السابقة.

واعتبر أن مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي دورا ثانويا مساعدا في الحملات الانتخابية، من خلال استغلالها في طرح البرامج الانتخابية وتذكير الناخبين بالأفكار التي يتبناها كل مرشح، واستخدامها للوصول إلى فئة قليلة من الجمهور الذين يتعذر التواصل المباشر معهم.

مرحلة النضج

ومن جانبه أكد جمال الحاي النائب الأول التنفيذي لرئيس الشؤون الدولية والاتصال في مؤسسة مطارات دبي، أن مواقع التواصل الاجتماعي لم تبلغ مرحلة النضج ولا يمكن الجزم بتأثيرها في حشد آراء الناخبين، كونها تجربة جديدة لا يمكن الاعتماد عليها في الدورة الحالية بصورة كاملة، وإنما حصر مهمتها في الدعم والانتشار، مرجحاً ميل الموازين للأشخاص الذين يمتلكون شبكة علاقات اجتماعية قوية وصداقات مع أفراد المجتمع، علاوة على العامل الأهم وهو الخبرة والأهلية للقيام بالدور الذي تتطلع له كل الأطراف.

وفي السياق ذاته قالت حياة السعيد، إن وسائل التواصل الاجتماعي هي المحطة الأخيرة التي ترسو عندها الحملات الانتخابية، وهي آخر الوسائل التي يمكن الاعتماد عليها في الترويج للبرامج الانتخابية، مشيرة إلى أن الناخب بحاجة إلى أن يعرف مرشحه عن قرب ويتعامل معه، حتى يقرر بعد ذلك هل يستحق أن يمنح الصوت أم هناك شخص آخر أحق منه بذلك.

ولفتت إلى أن هذه الميزة غير موجودة في مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك من الصعب أن يحكم الناخبون على مرشحهم من خلال الصور والكلمات وأساليب الدعاية التي يبثها عبر هذه الوسائل، مؤكدة أن العلاقات الاجتماعية والسيرة الحسنة والطاقة الإيجابية التي يتمتع بها المرشح، هي التي ستعزز من حظوظه في المنافسة على عضوية المجلس الوطني.

درجة القبول

من جانبه قال راشد عبد الله الفلاسي مهندس حكومي، إن المجتمع الإماراتي له نمط اجتماعي معين لا يمكن الخروج عنه، تنطبق مبادئه وقيمه حتى على عملية التصويت والترويج للعملية الانتخابية، مشيراً إلى أن كل تصرف يقدم عليه المرشح مع ناخبيه ستكون له درجة قبول محددة، فاللقاء الشخصي وقصد الشخص إلى مكانه يكون له تأثير أكبر من استخدام الهاتف أو إرسال شخص آخر إلى الناخب أو مناقشته عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي.

وأوضح أن العلاقات الاجتماعية ليس المقصود بها تلك التي يصنعها المرشح خلال فترة بسيطة أو أثناء عملية التصويت وانطلاق الحملة الدعائية، بل لا بد أن تكون مستندة إلى خلفية قديمة وسيرة حسنة يتمتع بها المرشحون في المجتمع، لأنها في النهاية مسألة ثقة ومسؤولية في منح الصوت للشخص الذي يستحق والذي سينعكس أداؤه بصورة إيجابية في تمثيل المواطن واحتياجاته.

أما سهام عبد الله المديرة المالية لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، فقالت إن الدور الكبير الذي يقوم به المجلس الوطني وأعضاؤه، حفز العديد من أبناء الوطن للمنافسة والانضمام إلى هذا الصرح البرلماني، وانطلاقاً من هذه المكانة سيحرص المرشحون على استخدام كافة الوسائل للوصول إلى ناخبيهم وإطلاعهم على برامجهم الانتخابية التي سيكون لها دور كبير في المفاضلة بين مرشح وآخر.

وأشارت إلى أن العلاقات الاجتماعية ومشاركة الشخص للمجتمع في مناسباته المختلفة، ستكون الحاضر الأقوى في الحملات الانتخابية، إلا أن ذلك لا يقلل من دور وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة.

وفي السياق ذاته قال فاضل خليفة المزروعي رجل أعمال، إن الناخب بحاجة لمعرفة النشاط الاجتماعي وإمكانيات المرشح بصورة مباشرة، والتي لا تتحقق في العالم الافتراضي، مشيراً إلى أن العلاقات الاجتماعية وارتباط المرشح بأفراد مجتمعه ستكون القول الفصل في اختيار المرشح.

Email