البيان المشترك في ختام زيارة رئيس الوزراء

صندوق استثماري بـ75 مليار دولار بين الإمارات والهند

ت + ت - الحجم الطبيعي

صدر أمس في أبوظبي، في ختام زيارة ناريندرا مودي رئيس الوزراء الهندي الى دولة الإمارات يومي 16 و17 أغسطس، بدعوة كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، البيان المشترك، والذي جاء فيه الاتفاق على إقامة حوار استراتيجي أمني بين حكومتي البلدين، والاعتراف ببروز الهند كوجهة جديدة لفرص الاستثمار، خاصة في ظل مبادرات الحكومة الجديدة لتسهيل التجارة والاستثمار وتشجيع المؤسسات الاستثمارية الإماراتية على زيادة استثماراتها في الهند، من خلال انشاء الصندوق الإماراتي الهندي للاستثمار في البنيات الأساسية لجمع 75 مليار دولار لدعم خطط الاستثمار في الهند وللتوسع في الجيل القادم من مشاريع البنيات الأساسية في السكك الحديد والموانئ والطرق والمطارات والمناطق الصناعية.

وأكد الطرفان رفض الإرهاب بكافة أشكاله ومظاهره بغض النظر عن المكان الذي وقع فيه وأيا كان مرتكبه، واتفقا على تبادل المعلومات فيما يختص بتدفق الأموال التي قد تستخدم لتمويل نشاطات التطرف والتعاون في مكافحة غسيل الأموال والمخدرات والجرائم العابرة للحدود.

كما اتفق الطرفان على تسهيل مشاركة الشركات الهندية في مشاريع تنمية البنيات الأساسية في الإمارات ودعم الشراكة الاستراتيجية في قطاع الطاقة من خلال مشاركة الإمارات في تطوير احتياطيات البترول الاستراتيجية وقطاعات استكشاف وانتاج وتوسيق النفط في الهند، وكذلك الاستثمار المشترك في البلدان الأخرى وزيادة التبادل التجاري بين البلدين والاستفادة من موقع البلدين الاستراتيجي وبنياتهما الأساسية للتوسع التجاري في المنطقة والعالم، بهدف زيادة التجارة بين البلدين بنسبة 60 % خلال الأعوام الخمسة القادمة، كما اتفقا على الاستفادة من خبرات الهند في قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم لإيجاد قاعدة صناعية حيوية في الإمارات التي تعود بالنفع على الشركات الهندية ايضا، وعلى تعزيز التعاون بين مؤسسات التعليم المتطورة في الإمارات والجامعات ومؤسسات البحث العلمي في الهند في مجالات الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة والزراعة في الأراضي القاحلة والبيئة الصحراوية والتنمية الحضرية ونظم الرعاية الصحية المتقدمة.

كما اتفقا على تعزيز التعاون المشترك في مجال علوم الفضاء، بما في ذلك تطوير واطلاق الأقمار الصناعية والمنشآت الأرضية وتطبيقات علوم الفضاء.

شراكة استراتيجية

وجاء في البيان المشترك: قام دولة ناريندرا مودي رئيس الوزراء الهندي بزيارة لدولة الإمارات العربية المتحدة يومي 16 و 17 اغسطس بدعوة كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وجاءت زيارة رئيس الوزراء الهندي، التي تعد الأولى لرئيس وزراء هندي للدولة منذ 34 عاماً، لتدل على انطلاقة نحو شراكة استراتيجية جديدة وشاملة بين الهند والإمارات، في عالم يشهد تحولات عديدة وفرص وتحديات متغيرة.

ضربت دولة الإمارات خلال العقود الأخيرة المثل من خلال تقدمها الاقتصادي على أنها قصة نجاح عالمية، حيث تحولت الى دولة اقليمية رائدة ومركز عالمي نشط وحيوي يستقطب البشر والأعمال من كل انحاء العالم، وبالمقابل برزت الهند كواحدة من الدول العظمى الكبرى في العالم التي تساهم في تعزيز السلم والاستقرار العالمي، إلى ذلك اصبحت الهند بفضل نموها السريع وبرامج التحديث ومواردها البشرية الموهوبة وسوقها الضخم واحدة من اعمدة الاقتصاد العالمي.

شراكة حيوية

لقد استطاعت الهند والإمارات ترجمة الحيوية التي يتمتعان بها الى شراكة اقتصادية حيوية وسريعة النمو والتوسع، مما جعل الهند تصبح ثاني أكبر شريك تجاري للإمارات، والتي احتلت بدورها المركز الثالث كأكبر شريك تجاري للهند وبوابتها للمنطقة وما وراءها.

تمتد جذور العلاقات التجارية والثقافية وصلات القرابة بين الهند والإمارات الى قرون، واليوم تعتبر الجالية الهندية العاملة في الإمارات التي تبلغ أكثر من 2.5 مليون من اكبر الجاليات في المجتمع الإماراتي النابض بالحياة، والتي تساهم في تجربة الدولة الاقتصادية الناجحة ولهذه الجالية اسهامات اقتصادية كبيرة في الهند وتشكل رابطة انسانية ازلية للصداقة بين البلدين.

وتشكل آخر الاتفاقيات الشاملة في مجالات الاقتصاد والدفاع والأمن وإنفاذ القوانين والثقافة والخدمات القنصلية والصلات بين الشعبين اساسا صلبا للارتقاء بالتعاون المشترك الى آفاق أرحب على كل الصعد، في اطار العلاقة بين البلدين.

واليوم، وفي ظل جهود الهند في تسريع خطى الإصلاحات الاقتصادية وتحسين بيئة الاستثمار والأعمال وتحول دولة الإمارات على نحو متزايد الى اقتصاد متقدم ومتنوع، تبرز أمام البلدين فرص امكانية بناء شراكة اقتصادية تحويلية لا تهدف الى استدامة الرفاهية في البلدين فقط، بل تساهم في دفع التقدم والتنمية في المنطقة من اجل تحقيق رؤية القرن الآسيوي.

تحديات ومخاطر

ومع ذلك، تواجه رؤية البلدين حول التقدم والرفاهية كثيراً من التحديات والمخاطر التي تهدد السلام والاستقرار والأمن في المنطقة، وهنا تبرز أهمية وحيوية الجهود المشتركة لمعالجة هذه التحديات استنادا الى المثل والقيم والمصالح المشتركة، وذلك من اجل مستقبل البلدين ومنطقتيهما.

تقع الإمارات في وسط قلب الخليج وغرب آسيا، وتعتبر مركزه الاقتصادي الكبير والحيوي، أما الهند التي يقيم 7 ملايين من مواطنيها في الخليج، فلديها مصالح كبرى في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمار في المنطقة.

والإمارات والهند لديهما التزام مشترك نحو الانفتاح على العالم والتعايش السلمي والوئام الاجتماعي القائم على التقاليد الثقافية والقيم الروحية والتراث المشترك، فالإمارات تقدم اليوم نموذجا مشرقا لمجتمع ذي ثقافات متعددة، فيما تعتبر الهند دولة ذات تنوع وتعددية دينية وثقافية فريدة من نوعها.

نبذ التطرف

وتعرب الإمارات والهند عن رفضهما ونبذهما للتطرف وأي رابط بين الدين بالإرهاب، كما يدينان أي جهود حتى اذا كانت من قبل الدول التي تستخدم الدين لتبرير ودعم ورعاية الإرهاب ضد البلدان الأخرى.

كما يستنكر البلدان اي جهود من البلدان الأخرى تضفي الطابع الديني والطائفي على القضايا والنزاعات السياسية، خاصة في غرب وجنوب آسيا، وكذلك استخدام الإرهاب لتحقيق الأهداف.

ويشكل القرب الجغرافي والتاريخ والتقارب الثقافي والروابط القوية بين الشعبين والعوامل الطبيعية المشتركة والآمال والتحديات المشتركة أسساً صلبة لإقامة شراكة استراتيجية طبيعية بين الهند والإمارات، ورغم ذلك لم تواكب العلاقات بين الحكومتين في الماضي النمو المطّرد في العلاقات بين الشعبين وآمالهما في هذه الشراكة، وعليه لم تكن الحاجة الى شراكة استراتيجية تبدو اشد قوة واكثر الحاحا واكثر جدوى في آفاقها عبر الزمن إلا في هذه الأوقات المضطربة.

واتفق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ورئيس الوزراء الهندي في ابوظبي أمس على انتهاز هذه الفرصة التاريخية من المسؤولية المشتركة لرسم مسار جديد للشراكة بين البلدين في القرن الواحد والعشرين.

وقد اتفق قادة البلدين على الارتقاء بالعلاقات الثنائية الى شراكة استراتيجية شاملة، وتنسيق الجهود المشتركة بين البلدين لمكافحة التطرف وإساءة استخدام الدين من قبل الجماعات والبلدان في التحريض على الكراهية وارتكاب وتبرير الأعمال الإرهابية او لتحقيق الأهداف السياسية، وفي هذا الإطار سيعمل الطرفان على تسهيل تبادل الزيارات المنتظمة بين علماء الدين والمثقفين، وعلى تنظيم المؤتمرات والندوات التي تهدف الى تعزيز قيم السلام والتسامح والمشاركة والرفاهية المتأصلة في كل الأديان.

كما اتفقا على استنكار ورفض الإرهاب بكافة أشكاله ومظاهره بغض النظر عن المكان الذي يقع فيه وأيا كان مرتكبه.

ودعا الطرفان كافة الدول رفض وعدم استخدام الإرهاب ضد الدول الأخرى، وإلى تفكيك بنيات الإرهاب الأساسية وإحضار مرتكبي الأعمال الإرهابية الى العدالة.

مكافحة الإرهاب

كما اتفق الطرفان على تعزيز التعاون في عمليات مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية وبناء القدرات، والعمل معا من اجل تبني المعاهدة الشاملة المقترحة من قبل الهند حول الإرهاب الدولي في الأمم المتحدة، والعمل من اجل تنظيم وتبادل المعلومات والتحكم فيها فيما يختص بتدفق الأموال التي قد تستخدم لتمويل نشاطات التطرف، وكذلك التعاون في تجريم ومنع التدفقات المالية غير القانونية، واتخاذ الإجراءات ضد الأفراد والمنظمات التي تقف وراء ذلك، وتعزيز التعاون في مجالات تنفيذ القوانين ومكافحة غسيل الأموال وتهريب المخدرات والجرائم العابرة للحدود واتفاقيات تسليم المجرمين وتدريب قوات الشرطة، وتعزيز التعاون في مجالات امن الفضاء الإلكتروني، بما فيها حظر استخدام الإنترنت للترويج للإرهاب والتطرف وتهديد السلم الاجتماعي، وإجراء حوار بين مستشاري الأمن القومي والممثلين الكبار في مجالس الأمن القومي في البلدين كل ستة اشهر، وان يشكل الطرفان حلقات اتصال بين وكالات الأمن من اجل رفع كفاءة التعاون العملياتي، وتعزيز التعاون لحماية الأمن البحري في الخليج والمحيط الهندي من اجل حماية امن ورفاهية البلدين، وتعزيز التعاون المشترك في مجال المساعدات الانسانية والإخلاء اثناء الكوارث الطبيعية والنزاعات، وتقوية العلاقات في مجالات الدفاع من خلال التمرينات العسكرية الدورية وتدريب القوات البرية والبحرية والجوية والقوات الخاصة وقوات خفر السواحل.

ترحيب هندي

وفي هذا الصدد رحبت الهند بشدة بمشاركة الإمارات في العرض العسكري للأسطول الدولي في الهند في فبراير 2016، كما اتفق الطرفان على مساهمة الإمارات في تصنيع معدات الدفاع في الهند والعمل سويا من اجل تعزيز السلام والمصالحة والاستقرار والمشاركة والتعاون في جنوب آسيا والخليج وغرب آسيا، كما اتفق الطرفان على دعم الجهود الرامية لحل النزاعات بالوسائل السلمية والالتزام بمبادئ سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية فيما يتعلق بعلاقات الدولة وتسوية النزاعات، ودعوة الدول الى الوفاء بكل احترام وجدية بالتزاماتها تجاه حل النزاعات بالمفاوضات الثنائية والسلمية من دون اللجوء الى العنف والإرهاب.

ورحب رئيس الوزراء الهندي بخطة الإمارات لإنشاء اول مركز لأبحاث الفضاء في غرب آسيا في مدينة العين، وخططها لإطلاق مسبار لاستكشاف كوكب المريخ في العام 2021، وبالتعاون في مجال استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، خاصة في قطاعات السلامة والصحة والزراعة والعلوم والتكنولوجيا.

روابط من أجل الرفاهية

أكد الطرفان ان الروابط بين الشعبين تحتل مكانة مركزية في اطار العلاقات الثنائية، وعلى الحكومتين الاستمرار في تعزيز هذه الروابط من اجل رفاهية الشعبين خاصة العمال، والعمل معا من اجل مكافحة جريمة الاتجار في البشر. واعرب رئيس الوزراء الهندي عن شكره وتقديره لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، لقراره بتخصيص قطعة ارض لبناء معبد في ابوظبي. واكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس الوزراء الهندي رغبتهما في مواصلة القمم واللقاءات والحوارات الدورية على المستويات العليا في اطار الآليات الثنائية، من اجل تحقيق رؤيتهما المشتركة لبناء شراكة استراتيجية قوية شاملة.

واعرب الجانبان عن ثقتهما بأن هذه الشراكة ستلعب دورا مهما في ضمان مستقبل تسوده الرفاهية المستدامة للشعبين وتشكل مسارا جديدا في مستقبل المنطقة، وتساهم في جعل آسيا والعالم يتمتعان بالسلام والاستقرار والرفاهية. الدائمة.

شكر

أعرب رئيس الوزراء الهندي عن شكره للإمارات لدعمها ترشيح الهند لعضوية مجلس الأمن الدولي الدائمة بعد اصلاحه.

ورحب الطرفان بالانتهاء من اعداد اجندة التنمية لما بعد 2015 والجهود الرامية للقضاء على الفقر بحلول 2030، وأعرب البلدان عن املهما في ان يتوصل المؤتمر الدولي حول التغيير المناخي في باريس في ديسمبر 2015 الى اتفاق فاعل يشمل تقديم الوسائل والتقنيات للدول النامية حتى تتمكن من التحول الى الطاقة النظيفة.

Email