دعا المرشحات لتنظيم أنفسهن لتعزيز فرصهن في الفوز

قرقاش: مشاركة المرأة في الانتخابات ليست ترفاً

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد معالي الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي رئيس اللجنة الوطنية للانتخابات أن مشاركة المرأة في انتخابات المجلس الوطني تكتسب أهمية كبيرة تكمن في كونها نصف المجتمع وهي الأقدر على مناقشة العديد من القضايا التي تتعلق بالقطاع النسائي والقطاعات الأخرى المتعلقة بالمجتمع.

وشدد على أن المشاركة السياسية للمرأة ضرورة وليست ترفاً الأمر الذي سيرسي دعائم قوية لمجتمع منفتح ومتطور وبما ينسجم مع ثقافة الدولة وتاريخها.

ودعا معاليه المرشحات لانتخابات المجلس الوطني واللاتي يشكلن 48% من المرشحين، إلى تنظيم أنفسهن في الانتخابات المقبلة والاتفاق فيما بينهن، وتنظيم ورش ولقاءات بهدف بناء شبكة من العلاقات لمساندتهم في الانتخابات، وذلك لكي يحققن الفوز بدلاً من تفتت الأصوات كما حدث في الانتخابات الماضية.

وقال في المحاضرة التي ألقاها في الاتحاد النسائي العام بأبوظبي إن الإمارات، نجحت منذ سنوات في كسر السقف الزجاجي والذي يمثل سقفاً لطموح المرأة وحدوداً لأحلامها، لتقفز إلى المستقبل بفضل حماسها ومهارتها الفائقة التي أثبتتها على مر السنين، ومن خلال الدعم الذي حظيت به من قبل قيادات الدولة.

وفي بداية كلمته أعرب معالي الدكتور أنور محمد قرقاش عن صادق مواساته وأحر تعازيه لأسر وأبناء شهداء القوات المسلحة، سائلاً المولى عزل وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته، مشيداً في الوقت نفسه بالدور الذي تقوم به القوات المسلحة الإماراتية.

تمكين المرأة

وأكد أن المدقق في برنامج التمكين السياسي الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة،حفظه الله، في عام 2005، يلحظ أن هذا البرنامج امتد بتداعياته الإيجابية إلى دور المرأة السياسي التي أصبحت حاضرة بفعالية في مختلف المواقع القيادية بمراكز اتخاذ القرار.

ولفت معاليه إلى أن مسيرة تمكين المرأة بدأت في الإمارات منذ سنوات طويلة بدعم مباشر من القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان،رحمه الله، وبفضل المبادرات التي أقرتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أم الإمارات، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، واستمرت هذه المسيرة في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ،حفظه الله،، موضحاً بأن المرأة الإماراتية استفادت من هذا الدعم في مختلف قطاعات العمل الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي والسياسي.

التخطيط الجيد

وقال الدكتور أنور قرقاش إنه يجب أن لا تعول المرشحات كثيراً على وجود 48% من أعضاء الهيئات الانتخابية من النساء بل يجب عليهن التخطيط الجيد لإدارة حملاتهن الانتخابية مع التركيز فيها على طرح القضايا التي تلقى اهتماماً واسعاً من المواطن كقضايا الصحة والتعليم والتقاعد والأمومة، مؤكداً على أهمية تعزيز مشاركة المرأة في المجلس الوطني، كي تأخذ مكانتها اللائقة وتساهم بدور فاعل في قضايا شعوبها ووطنها.

وأكد أن مشاركة المرأة في الانتخابات يمثل جانباً مهماً ورئيسياً بعد ما حققته من نجاح في العام 2006 وذلك بفوز أمل القبيسي بعضوية المجلس الوطني، تلى ذلك فوز شيخة العري بعضوية المجلس في انتخابات العام 2011، مشيراً إلى أن ملف تمكين المرأة يتم التعامل معه باعتباره واحداً من أهم عوامل نجاح الدولة لأنه يتم بسلاسة تتناسب مع مجتمع الإمارات المحافظ.

وأرجع الدكتور أنور قرقاش سبب انخفاض عدد النساء المنتخبات خلال الدورتين السابقتين، إلى تفتت أصوات النساء فيما بينهن، ولعدم وجود آلية تنظيمية تساهم في خلق شبكة تواصل بين المرشحات والناخبين خلال الحملة الانتخابية.

آليات جديدة

وأشار قرقاش إلى أن انتخابات 2015 ستشهد مجموعة من الآليات والإجراءات الجديدة والتي لم تكن موجوده خلال الدورتين السابقتين، حيث سيصبح بإمكان أي مواطن التصويت من أي إمارة، ولأول مرة سيكون هناك تصويت مبكر قبل موعد الانتخابات في أكتوبر، كما أصبح بإمكان أعضاء الهيئات الذين يتواجدون خارج الدولة الانتخاب، والتصويت في البعثات الدبلوماسية للدولة في العالم.

وقال إن قوائم الهيئات الانتخابية لهذه الدورة، تضم العديد من أبناء الأسر الحاكمة، حيث أتاحت لهم اللجنة الحق في ممارسة حقهم المدني، موضحاً بأن إجراءات ترشيحهم لدخول انتخابات المجلس الوطني 2015، تتم بعد موافقة وزارة شؤون الرئاسة، ووفقاً للإجراءات والشروط المحددة في التعليمات التنفيذية.

تدرج التجربة

وأكد الدكتور قرقاش أن اختيار التدرج في عدد الهيئات وأعضاء الهيئة الانتخابية جاء لأن التجربة جديدة، ووفقاً لخطط الدولة لإنشاء نموذج إمارات متطور، موضحاً أنه في ظل الاضطرابات التي تشهدها بعض الدول العربية تؤكد أن رؤية صاحب السمو رئيس الدولة في العام 2005، كانت متفتحة لتطوير العمل السياسي، مؤكداً في الوقت نفسه استمرار الدولة في نهج التطوير والتحديث في كافة المجالات ومنها تعزيز المشاركة السياسية وتمكين المجلس الوطني الاتحادي.

ولفت معاليه أن التوسع الكبير في أعضاء الهيئات الانتخابية من 135 ألف عضو في عام 2011 إلى 224 ألف عضو خلال العام الحالي، وفي عدد المراكز من 13 في انتخابات 2011 إلى 36 مركزاً، يعد مؤشراً قوياً على التزام القيادة بتعزيز المشاركة السياسية، مشدداً على أهمية أن يدعم الناخبون هذه الخطوة وإنجاحها، وذلك للتأكيد على رغبتهم بتطوير البرنامج السياسي في الدولة، فالمشاركة الكبيرة هي الدافع الحقيقي لمواصلة مسيرة التمكين والبناء. وشدد الدكتور أنور قرقاش على الدور المهم الذي يلعبه الاتحاد النسائي العام والمؤسسات النسائية المختلفة في الدولة لدعم المرأة وأدوارها المتميزة على مستوى جميع القطاعات في الدولة، مطالباً المرشحات بضرورة التواصل مع الناخبين بمختلف طرق التواصل سواء الإعلانات والتحدث معهم، إضافة إلى تعزيز تواجد المرأة وتفعيل دورها المجتمعي.

أسئلة ومداخلات

وفي رد على سؤال حول إمكانية المرأة الإماراتية الخروج من الوصاية الأسرية والمجتمعية، قال الدكتور أنور قرقاش إن المرأة الإماراتية قادرة على الخروج من هذه الوصاية، لكن ليس بالطريقة التي يعتقدها البعض، إذ إن جزءاً من نجاح تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في مسيرة تمكين المرأة ناتج عن قناعة والتفاف مجتمعي حول هذا الموضوع، حيث إن هناك تشجيعاً لدور المرأة من الأسرة والمجتمع، فاليوم بتنا نلاحظ في العديد من الأسر اليوم الأب هو الذي يحث الابنة بعد تخرجها على البحث عن عمل مناسب لتخصصها، وهذا أضحى قناعة مجتمعية.

شمولية

وتابع أن الجميل في تجربة الإمارات أن تجربة تمكين المرأة لم تكن منفصلة عن الأسرة والعائلات وإنما كانت جامعة للكل، وفيما يتعلق بالمفاتيح الذهبية لمشاركة المرأة في انتخابات المجلس الوطني، فإن مصلحتنا تمكين الصوت النسائي ونشر الوعي بين السيدات المتقدمات في العمر للمشاركة في التصويت، ومفاتيح تحفيزهن هي مفاتيح نسائية، إذ إن بناتهن وأخواتهن وحفيداتهن هن القادرات على تحفيزهن للتصويت.

ورداً على سؤال حول تقييم الفترة الحالية في تحقيق البرامج الانتخابية والخطط التنموية التي تتضمنها، وفيما إذا كان لها أثر حقيقي على أرض الواقع، أوضح الدكتور قرقاش أن المرشح هو مرآة لخبرته، فإذا كان المرشح ذا خبرة في قطاع التعليم وتحدث عن هذا المجال فسيقنع أكثر، بينما إذا كان هناك مرشح آخر ليس لديه خبرة في هذا القطاع وجاء ليتحدث عنه، فإن الناخب ذكي ولديه القدرة على تمييز البرنامج السطحي والغير واقعي من الطرح المهم، مشيراً إلى أنه لم يتم تجاوز المراحل الزمنية للتجربة الأولى بعد، وأنه في كل خطوة يتحسن الأداء عن سابقه.

كفاءات

لفت معالي الدكتور أنور قرقاش إلى أن الانتخابات أدت لاكتشاف بعض الكفاءات التي لم تكن مدركة قبل التعيين، مستعرضاً مثالاً على ذلك الدكتورة أمل القبيسي، حيث إنها لم تكن معروفة على مستوى وطني قبل خوضها تجربة الانتخابات وإنما على مستوى الأصدقاء والعلاقات الشخصية، إلا أنها من خلال الانتخابات أصبحت معروفة على المستوى الوطني.

توقعات بترشح أغلبية الأعضاء السابقين للمجلس

توقع معالي الدكتور أنور قرقاش أن يكون غالبية المرشحين هذه السنة من الأعضاء السابقين للمجلس، ما يؤدي بالتالي لانعكاس خبرته عند الحديث عن أي موضوع، إضافة لتطور أمور عدة، منها أن الناخب حين أدلى بصوته للمرة الأولى كان عدد الناخبين قليلاً جداً، بينما من المتوقع زيادة الناخبين من فئة الشباب بين 21 إلى 29 عاماً هذه السنة، والفئة الأكبر، من أصحاب الاهتمامات العمرية الأكبر، ما خلق مرحلة الوصول إلى خلق شبكة من الاتصالات على الأرض، وهي التي قد لا تستمر بعد 10 سنوات، لأن الإعلام سيلعب دوراً أهم في إيصال هذه الرسالة، لأن أعداد الناخبين ستكون أكبر بكثير من المرحلة الراهنة، ما يفرض وجود خطاب عام يصل لمجموعات أكبر، إضافة لوجود مرشحين ببرامج أكثر جدية، وآخرين من أصحاب البرامج الانتخابية الأقل جدية، أو طرح أكثر عموماً.

وأكد وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، رئيس اللجنة الوطنية للانتخابات، رداً على سؤال حول المكان الأنسب للمشاركة بالأفكار المبدعة والأفكار الخلاقة في الدولة بعد الانتخابات، أن دولة الإمارات تحتوي على منابر عديدة، تتيح لكل مواطن متحمس التعبير عن أفكاره المبدعة وتطبيقها من خلال الإعلام، والاتحاد النسائي العام، والتعليم الجامعي، علاوة على ضرورة أن يكافح الإنسان للتعبير عن أفكاره.

ونوه معالي الدكتور أنور قرقاش إلى أن الانتخابات أتاحت الفرصة كذلك للعديد من الشباب كي يبرزوا من خلال أدائهم في المجلس الوطني الاتحادي، وتسليط الضوء على هذا الأداء من خلال الصحافة، وأن أهمية الانتخابات تتجلى بمشاركة الشباب الإماراتي الواعد فيها، من أصحاب المنطق القوي والعرض الجيد والحوار البعيد عن الجدل، فضلاً عن إتاحة الفرصة لتعرّف صاحب القرار على نخبة من الشباب الواعد من أبناء الدولة من خلال أفكارهم والتزامهم وتقبلهم للآخرين، وهو جزء من التعايش الذي تتميز به الدولة.

تطورات

وأكدت فعاليات نسائية أن مسيرة تمكين المرأة شهدت تطوراً ملحوظاً، وفتحت مشاركة المرأة الإماراتية في الانتخابات الباب أمامها لتمثل دولتها بصورة مشرفة في المحافل الدولية، إضافة إلى زيادة الوعي المدني ومشاركتها الفعالة في الحــياة الســياسية من أوسع الأبواب.

وقالت أمل علي المرزوقي، رئيس قسم التميز المؤسسي في وزارة العدل، إن تمكين المرأة السياسي يعتبر جزءاً لا يتجزأ من حقوق المرأة الإماراتية، ومن أهم القنوات التي تساعد وتساهم بالقيام بأدوارها، من خلال المشاركة في تعزيز السياسات المتخذة على كافة الصعد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المجتمع، مؤكدة أن التجربة بحد ذاتها في مشاركة المرأة في انتخابات المجلس الوطني تخلق للمرأة نوعاً من التحدي والوعي بقضايا المجتمع.

Email