المطالبة بمركز مستقل للإيواء في رأس الخيمة

توصية برفع سن الحدث إلى 21 عاماً

جانب من مجلس نادية النعيمي في رأس الخيمة ــ البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

ناقش الحاضرون في المجلس الرمضاني الخاص بوزارة الداخلية، الذي عقد مساء الاثنين الماضي في منزل نادية النعيمي بإمارة رأس الخيمة، جنوح الأحداث وطالبوا برفع سن الأحداث إلى 21 عاما أسوة بقرار الامم المتحدة بهذا الخصوص، وأجمعوا على أهمية إقامة مركز مستقل للأحداث في الإمارة وفصله عن السجن، بدلا من العنبر الخاص بهم حاليا، لما لهذا التقارب من أثر سلبي على الحدث، على أن يتم تزويد المركز بكل احتياجات التأهيل النفسي والمادي للنزيل الحدث.

وتحدثت الإعلامية فضيلة المعيني خلال الجلسة التي أدارتها، عن خصوصية هذه الجلسة التي تقام في ذكرى وفاة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي بنى وطنا هو درة الأوطان، مؤكدة أن من الواجب الحفاظ على مكتسباته التي لم تتحقق بسهولة، وإنجازاته التي تقف خلفها جهود دؤوبة يكمل فيها الخلف خطوات السلف.

ورحبت نادية النعيمي مستضيفة المجلس، بالحضور مؤكدة أن سعادتها لا توصف باستضافة كوكبة من القيادات النسائية في إمارة رأس الخيمة، لمناقشة قضية هامة تؤثر في النشء وهي قضية "جنوح الأحداث"، للمساهمة في طرح توصيات تساهم في سد الثغرات المتواجدة في هذه القضية، التي تؤثر على شريحة مهمة من أبناء الوطن.

شراكة حتمية

وأكدت سمية حارب السويدي مديرة منطقة رأس الخيمة التعليمية، ضرورة تفعيل التواصل بين المناطق التعليمية والجهة المختصة بالأحداث، مبينة أن الفئة العمرية للحدث المعمول بها في الدولة ما بين 7 إلى 18 عاما، أي إنها سنوات دراسته في المدارس، الأمر الذي يحتم أن تكون المناطق التعليمية طرفا أساسيا في عملية التعامل مع الحدث، سواء من خلال الدراسة أو العلاج، مؤكدة أن الأعداد التي سجلها الميدان التربوي في مجال العنف الطلابي مثلا، لا تشكل ظاهرة حيث بلغ عدد الحالات 17 من أصل 57 ألف طالب.

وذكرت الملازم موزة الخابوري من الشرطة المجتمعية في القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة، أن الخوف يقف حائلا دون كشف وعلاج العديد من حالات الأحداث المتواجدة في المجتمع، وأن أغلب الجرائم التي تم الكشف عنها للأحداث هي حيازة السلاح الأبيض وتعاطي المخدرات، مبينة انهم يواجهون هذا الأمر بالتوعية المستمرة التي تستهدف كل شرائح المجتمع، خاصة فئة الشباب في أماكن تواجدهم أينما كانت.

وتحدثت الملازم أمل العوبد اختصاصية اجتماعية ومديرة فرع التأهيل والتدريب، عن الأثر الذي يتركه غياب الأب على الطفل، ويجعله فريسة سهلة للمتلفات المجتمعية، من رفقاء السوء ووسائل الإعلام وعالم الإنترنت الذي يضم كل غث وسمين من الممارسات والسلوكيات المنحرفة، التي تحتاج إلى تضافر الجهود من كل أفراد ومؤسسات المجتمع، خاصة الأسرة والأب الذي يمثل القدوة وصمام الأمان في كل منزل.

اقتراحات مهمة

وبينت المساعد أول علياء بن ياعد، أن التعامل مع الحدث يتم بصورة مدروسة وخطوات منهجية، تبدأ بدراسة حالته وتحليل المعلومات التي يتم جمعها حوله، ومن ثم وضع خطة علاجية له عبر علاقة يغلب عليها الطابع الأبوي الإنساني، مبينة أن أغلب حالات الأحداث جاءت نتيجة للتشتت العائلي والخلافات الأسرية من خيانة وعنف وهجر وتعدد زوجات، إضافة إلى الفراغ ورفاق السوء والرغبة في التقليد.

وأوصت الملازم منى بوميان بضرورة تعزيز التوعية في قطاع الإعلام بصورة اكبر، وانتقاء البرامج التربوية والسلوكية الهادفة، واستغلال التطبيقات الذكية في الهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي، لإرسال رسائل توعوية وتثقيفية للجيل الجديد. كما أوصت الدكتورة عائشة العوضي موجهة في وزارة التربية والتعليم، برفع سن الأحداث إلى 21 عاما أسوة بقرار الأمم المتحدة بهذا الخصوص، وتكثيف الدراسات والتعمق في الإحصائيات في مجال الأحداث، للوصول إلى خطط علاجية ووقائية قائمة على قاعدة بيانية واضحة وتحليل واضح للحقائق.

وقالت ناعمة الشرهان الموجهة الأولى للإدارة المدرسية في وزارة التربية والتعليم، إن لكل سلوك دلالة ولذلك لا بد من متابعة الأبناء منذ الصغر ومراعاة احتياجاتهم، فجيل اليوم ليس كجيل الأمس، ومجتمع اليوم ليس مجتمع الأمس البسيط، فهو يواجه تحديات ليست بسيطة، من اثر تركيبة سكانية وانفتاح وتواصل عالمي عبر وسائل الإعلام، وفيض معلومات خطير لا يصنف بين الجيد والسيئ في شبكة الإنترنت، كما أن رؤية ومطالب الدولة للجيل الجديد تختلف عن الرؤية والخطط للجيل السابق.

وقاية وعلاج

وتحدثت الدكتورة خالدة المنصوري مستشارة أسرية، عن أثر غياب الأب، خاصة في إمارة رأس الخيمة، عن الأسرة طوال الأسبوع للعمل في إمارات أخرى. وأكدت مريم الشحي رئيسة مفوضية مرشدات رأس الخيمة، أن الوقاية خير من العلاج، وان المجتمع يواجه تحديات كبيرة. وعرضت موزة المسافري مديرة مركز وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، بعض المشاريع التي تقوم بها الوزارة لتوعية المجتمع، والتي تصل إلى المراكز العقابية والأحداث، مؤكدة توجهاتهم لمضاعفة هذه البرامج.

وأوضحت شيخة الميل العضوة في مجلس أولياء أمور منطقة رأس الخيمة التعليمية، أن هناك برامج متخصصة للتعامل مع الأطفال وسلوكياتهم، خاصة في الدول الأجنبية، يمكن الاستفادة منها في الدولة. وبينت موزة شيبان موجهة أسرية في محاكم رأس الخيمة، أن نيابة الأسرة والأحداث تقوم بواجبها على أكمل وجه بالنسبة لقضايا الأحداث، مؤكدة ضرورة إيجاد مراكز شبابية منوعة، يتم خلالها طرح أنشطة وفعاليات مدروسة تحصن الشباب من الانحراف.

ثقافة حوار

طرحت بدرية الشيراوي توصيات عامة وصلت لها الجلسة الرمضانية في هذا المجال، مثل ضرورة تواجد ثقافة حوار ولغة مشتركة بين الوالدين والأبناء، ومد الميدان التربوي والمجتمع والمؤسسات المختصة ببرامج توعية سلوكية مدروسة، والاستعانة بالبرامج الخارجية التي وصلت لمراحل متقدمة في مجال تعديل السلوك ودراسته، وإيجاد برامج سلوكية ودراسات خاصة بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة التي تفتقد لأي قاعدة بيانية أو خطط علاجية في هذا الأمر.

Email