بلدية الفجيرة تعوّل على المسؤولية الاجتماعية المشتركة بين الجيران

خيام الأفراح وسط الأحياء السكنية مصدر إزعاج

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

عبر بعض الأهالي في إمارة الفجيرة عن انزعاجهم من إقامة خيم للأعراس وسط الأحياء السكنية مغلقين المنافذ المهمة للمنطقة، ومسببين إزعاجاً وازدحاماً للأهالي، وطالبوا الجهات المعنية تخصيص أماكن بعيدة عن السكان لإقامة هذه الخيم الخاصة بالأفراح، ليسعد الطرفان دون إحداث ما يمكن أن يؤرق راحة واستقرار الناس في منازلهم، أو يتعدى على خصوصيتهم.

وطالب بعض السكان المتضررين أن يكون هناك قانون ببنود واضحة يراعي مصلحة وراحة الناس، بإقامة هذه الخيم الكبيرة للأعراس بعيداً عن المناطق السكنية، أو أن يتضمن القانون الحصول على إقرار كتابي بالموافقة يحمل توقيع جميع السكان دون استثناء، أو إلزام أصحاب الفرح بمواعيد معينة وأوقات محددة دون مكبرات للصوت أو إزعاج لقاطني الحي لمراعاة كبار السن والأطفال فيه. يقول سالم علي من أهالي الفجيرة إن الإمارة تشتهر بقاعاتها المتعددة لإقامة الأفراح التي ترضي كافة الأذواق وتناسب كافة الميزانيات، وأصبح إقامة خيم وسط الأحياء السكنية مرفوضاً لدى أغلبية الناس لما تسببه من إزعاج صادر من صوت الموسيقى الصاخب، ناهيك عن الاختناقات المرورية بسبب الأعداد الكبيرة لسيارات المدعوين التي تغلق الطرق والمنافذ، والتي تكون عائقاً أمام الحالات الطارئة في حالة حدوثها.

طريقة بدائية

ويرى سعيد اليماحي أن نصب خيام في الأحياء السكنية للأفراح وسد طرقها تعكس طريقة بدائية في حين شهدت الإمارة تطوراً عمرانياً بارزاً، يغني عن الاستعانة بالخيم وسط المساكن الشعبية، فوجود صالات الأفراح خيار متاح ومتوفر إلى جانب المواقع المخصصة الشاسعة والفسيحة البعيدة عن الأحياء السكنية للراغبين بإقامة خيم بدل تأجير القاعات هي الأخرى خيار جيد يستوعب الأعداد الكبيرة من المدعوين دون إغلاق أو سد الطرق الداخلية التي باتت أحد أهم المضار التي تسببها خيم الأعراس في الحي السكني.

وترفض المواطنة نورة عبد الله وجود مثل هذه الخيم بالقرب من الفلل السكنية التي تتسبب بإزعاج لقاطنيها، وتجد أن وجودها يخالف القانون الذي ينص على راحة واستقرار الناس ويراعي خصوصيتهم، فوجود تجمعات بالقرب من المنازل والزحام للعدد الكبير من المدعوين يؤدي إلى مضايقات سكان الحي، ويخلق نزاعات يمكن أن تصل إلى حد المشادات والعنف، وتطالب الجهات المعنية بمنع إقامتها وسط المساكن وترى أهمية تخصيص أماكن بعيدة تستوعب هذه الخيم وسياراتها والمدعوين فيها والموسيقى الصادرة منها، دون أن تتسبب بأي مضايقات أو اختناقات مرورية.

مراعاة حق الجيرة

وعبر سيف سالم عن رفضه التام لمثل هذه الخيم التي تتوسط الأحياء السكنية فهي تهدد راحة الناس فيها ولا تراعي وجود الأطفال وكبار السن ممن يحتاجون للنوم والهدوء، فوجود خيم خاصة بالأفراح يعني وجود مكبرات للصوت وموسيقى وفرق راقصة، فمراعاة أن الحي السكني ملاذ للناس خصص لراحتهم واستقرارهم، هو ما يجب أن يكون عليه الأمر، فيمكن أن يصادف إقامة مثل هذه الخيم للأفراح وجود آخرين من العائلات التي تعيش حزناً عميقاً لفقدهاً قريباً، لتعاني الأمرين عندما تقاسي سماعها للموسيقى الصاخبة والقرع على الطبول وهي في أشد الحاجة للهدوء والسكينة .

ويجد أبو سيف أن وجود مثل هذه الخيم بمعداتها الكبيرة تمثل تهديداً خطراً على أطفال الحي خاصة تلك الأجهزة الخاصة بالتكييف التي تفتقر لشروط الأمن والسلامة، فشفرات أجهزة التبريد تكون ظاهرة وخطرة إن تم العبث بها من قبل الأطفال، غير تمديدات وإسلاك الكهرباء المكشوفة التي تمثل خطورة هي الأخرى، فالناس عندما تلجأ إلى مثل هذه الخيم تستعين بشركات صغيرة لأسعارها الرخيصة التي تفتقر للجودة العالية أو الجودة في معداتها، ويفضل أبو سيف أن تكون هنالك قوانين صارمة حول إقامة مثل هذه الخيم دون معايير جودة أو كفاءة أو اشتراطات سلامة، وان لا تمنح تصاريح إقامتها وسط الأحياء مراعاة لحق الجيرة ولمنع الأذى الصادر منهم أو التطفل على خصوصية قاطني الحي، لينعم السكان بالراحة وسط منازلهم دون أن يتعرضوا للإزعاج.

مسؤولية اجتماعية

ويرى المهندس محمد سيف الأفخم مدير بلدية الفجيرة أن إقامة خيم الأفراح بالقرب من المنزل مسؤولية اجتماعية مشتركة، فالتسهيلات التي منحت من تصاريح إقامتها يجب أن يقابل بالعمل الإيجابي، بأن يقوم صاحبها بالالتزام بعدم إزعاج القاطنين بالقرب منه وعدم استخدام مكبرات الصوت، والامتناع عن القيام بأفعال من شأنها الإضرار بالناس أو الحي التي لا تعكس عادات وتقاليد أصيلة تحترم حق الجار.

صالة خليفة للأفراح بادرة دعم

قال المهندس محمد سيف الأفخم إن افتتاح صالة الشيخ خليفة للأفراح بإمارة الفجيرة هي بادرة تعبر عن دعم الشباب المقبلين على الزواج التي تخفف عليهم أعباء ومصاريف الفرح، فالخيارات عدة ولله الحمد منها الأعراس الجماعية التي تقام سنوياً بدعم القيادة الرشيدة، إلى جانب وجود عدد من القاعات المخصصة للأفراح التي تم إنشاؤها بجدران عازلة للصوت ومواقف تتسع للمدعوين، وتقدم في مواسم مختلفة العديد من العروض والتخفيضات.

Email