في المجلس الرمضاني الثاني لخطة دبي 2021:

مطالبة بتمديد إجازة الوضع عامين رغم التكاليف

■ عدد من المشاركين في المجلس في صورة جماعية مع المستضيف | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد المشاركون في المجلس الرمضاني الثاني لخطة دبي 2021 الذي نظمته الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، واستضافه محمد سعيد باليوحة في مجلسه الخاص بمنطقة جميرا بدبي، أهمية تبني دراسات حول الإنتاجية الفعلية لموظفي الدولة خلال ساعات العمل للاستفادة منها في وضع تشريع يهتم بالأم العاملة، مشيرين إلى أهمية برامج التوعية التي تستهدف الشباب من الجنسين لتعريفهم بأهمية ومسؤوليات الحياة الزوجية.

ولفتوا إلى أهمية أن تكون إجازة الوضع للموظفات العاملات عامين على الأقل، حتى لو كلف ذلك الدولة مبالغ طائلة، موضحين أن هناك وظائف يمكن أن تدار من المنازل، وهو ما يناسب ظروف هذه الفئة من الأمهات حتى يتفرغن لتربية أبنائهن بالشكل الصحيح.

حضر الجلسة التي حملت عنوان «تربية الاجساد أم تغذية العقول»: الدكتور محمد سالم المزروعي الأمين العام للمجلس الوطني الاتحادي، والدكتور خليفة السويدي الأستاذ في جامعة الإمارات، والأستاذ راشد حميد المهيري رئيس قسم خدمة المجتمع للصحة النفسية والاجتماعية في شرطة دبي، وراشد حميد المهيري الباحث الاجتماعي بشرطة دبي، والدكتور سيف الجابري، وأحمد عتيق الجميري، وأدارها الإعلامي عبدالله إسماعيل.

وركزت النقاشات على الأسس العلمية التي تقوم عليها خطة دبي 2021، لبناء مجتمع متنوع ومتآلف في الوقت ذاته، بحيث يشكل حالة فريدة في المنطقة برمتها، وذلك بفضل سياسات حكيمة رسخت قيم التعايش المشترك وتقبل الآخر، والالتقاء معه على مفاهيم التسامح والاحترام والتواصل، ليس اليوم فقط، ولكن منذ نشأة الإمارة.

أفكار إبداعية

وتطرق المجلس إلى أهمية إثراء المدينة ونموها وتطورها بصفتها ملتقى للأفكار الإبداعية من مختلف أنحاء العالم، حيث تولي خطة دبي 2021 أولوية للأسرة باعتبارها النواة الأساسية والحاضنة الطبيعية التي توفر للفرد فرصة النمو والتطور، كما ترسم النهج الذي تسير عليه الأسرة الإماراتية لما في ذلك أهمية كبرى للإدماج الاجتماعي لكافة فئات المجتمع.

وأشار أحمد عتيق إلى أهمية المجالس الرمضانية التي أثبتت أنها قادرة على رفد المتخصصين وراسمي السياسات بالآراء والتجارب العملية، التي تساهم في تشكيل رؤية متكاملة تستفيد بها مجالات الدولة كافة.

اتصال مباشر

وأشار إلى أن تربية الأبناء سابقاً كانت أمراً يسيرا، نظراً لتقارب السكان وتواصلهم الدائم، لافتا إلى مقولة كانت تردد قديما تقول «الكل يربي»، ورغم غياب الآباء لفترات طويلة في البحر أو للعمل في الدول المجاورة، إلا أن جميع من في «الفريج» كانوا يساهمون في تربية الأولاد وهو ما نفتقده الآن، لافتاً الى الدور الكبير الذي تقوم به الامهات حاليا في البيوت من تذليل كافة العقبات والمسؤوليات الكبيرة التي تواجهها من طلبات للزوج والابناء فضلا عن متابعة دروسهم والقيام بأمور المنزل.

استفادة مهمة

وذكر الدكتور محمد سالم المزروعي أن هناك دراسات حديثة أثبتت الدور السلبي لانتشار وسائل التواصل على المجتمع وتربية الابناء، خاصة علاقة الآباء بأبنائهم وتأثير ذلك على زيادة الهوة والابتعاد عن بعضهم، ما يعكس خطورة كبيرة على الاسرة الاماراتية بشكل خاص، ملمحا الى اهمية استغلال الوسائل الحديثة في تربية النشء والتركيز على الجوانب الايجابية التي تفيدهم ومجتمعهم.

أب واعٍ

من جانبه أوضح الدكتور سيف الجابري أن هناك أزمة في التواصل بين الاجيال القديمة والحديثة لاختلاف الاهتمامات والثقافات، لافتا أن الجيل الجديد يحتاج لتربيته إلى أب واع بمسؤولياته ويكون قادرا على متابعة كل جديد يمر به العالم حتى يستطيع التأثير في أبنائه بشكل جيد دون إشعارهم بأنه مختلف عنهم.

وأوضح ان الآباء عليهم مسؤوليات كبيرة لان معطيات الحداثة المجتمعية أصبحت كثيرة.

العودة للأخلاق

وأوضح الدكتور خليفة السويدي أن المجالس الرمضانية لها القدرة على رفد الجهات التشريعية بالدولة بكثير من البذور الايجابية التي تحمل تجارب حياتية مهمة يمكن الاطلاع والرجوع اليها عند وضع قوانين جديدة، وتطرق الى تجارب الدول الاخرى في مجال التربية وما يعتريها من صعوبات، خاصة مع ما تواجهه هذه المجتمعات الغربية من أمور أخلاقية سيئة مثل زواج المثليين، متطرقا الى أن خلاصات تجارب هذه الدول خلصت الى أهمية العودة للأخلاق والقيم المجتمعية وهو ما وصفه بعبارة (العودة لأصل الإنسان).

تشريعات للمرأة

وألمح إلى أن سيطرة الاقتصاد الاستهلاكي، وعمل الوالدين، فإن ذلك قد أثر سلبا على طريقة التربية، متطرقا الى أهمية ايجاد تشريعات تقف في صف المرأة العاملة وتمييزها عن غيرها مراعاة لظروف تربية الابناء.

وذكر ان الطفل أكثر ما يحتاجه هو ايجاد الامن النفسي له وهو ما يتعزز بوجود الام بجانبه ولفترات طويلة، ولذلك فنحن بحاجة لتشريعات تضمن وجودا مؤثرا للأمهات في حياة أطفالهن في هذه السن الصغيرة، متطرقا الى الدور المهم للأب في فترات لاحقة من عمر الاطفال مثل المراهقة، لافتا الى انه إذا ارادات الدولة الاهتمام بزيادة عدد السكان فيجب عليها مراجعة القوانين الخاصة بإجازات الامهات العاملات.

ليس سهلاً

وأوضح الدكتور عبدالله العوضي استاذ علم الاجتماع، ان موضوع تربية الابناء ليس سهلا على الاطلاق، وان تطور المجتمعات يدفع ثمنه الآباء والامهات، متطرقا الى الدور المهم للمؤسسات التعليمية والدور الكبير الواقع عليها لاخراج طفل يحمل قسطا كبيرا من التربية ثم يتبعه الجانب العلمي والدراسي.

وركز على اهتمام الدولة بالمرأة الأم، وإعطائها ما تستحقه من حقوق تساعدها في تربية الابناء بشكل ايجابي ومثالي.

واختتم المجلس نقاشاته بتأكيد من جانب المضيف محمد سعيد باليوحة بأهمية البعد الاعلامي والوسائل الاعلامية، وبثها لما هو هادف خاصة أن تأثيرها على شخصية وتكوين فكر الاطفال اصبح كبيرا، ومؤثرا مقارنة بدور الاسرة المحدود.

وفي نهاية المجلس قدمت الامانة العامة للمجلس التنفيذي درعا تذكارية لمضيف المجلس محمد باليوحة تقديرا للمجهود المبذول في اخراج الجلسة بالشكل الايجابي المطلوب.

جامعة الشوارع

قال راشد المهيري إن دور الاب لا يقتصر فقط على الجلوس مع أولاده لفترات طويلة وحسب، ملمحاً إلى تجربته الشخصية مع أبنائه التي تتمثل في استغلال كل الأوقات المتاحة له معهم، أثناء توصيلهم إلى مدارسهم أو الخروج إلى السوق أو التوجه إلى زيارة، لبث أفكار إيجابية وصقل شخصياتهم بالتعليم المباشر والعمل، انطلاقا من تجاربه الحياتية، حيث إنه وجد تأثيرا كبيرا لهذه التجربة المميزة على تكوين شخصيات أبنائه بطريقة ايجابية، موضحا انه أطلق على هذه التجربة «جامعة الشوارع».

Email