الصم وضعاف السمع يطالبون بدور في المجتمع

مركز دبي لتأهيل المعاقين رسالة إنسانية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

احتل المعاقون أو ما اصطلح على وصفهم بذوي الاحتياجات الخاصة، مساحة كبيرة من اهتمام كثير من الدول المتحضرة، ومن ضمنها الإمارات، التي أدرجت خططاً كبيرة وواعدة للاهتمام بهم ودمجهم اجتماعياً ودراسياً، حتى يكونوا أشخاصا فاعلين ومؤثرين.

ويلعب مركز دبي لتأهيل المعاقين التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية، دوراً كبيراً في الاهتمام بكافة أنواع الإعاقات ومن ضمنها الإعاقة السمعية التي لها نصيب وافر من الرعاية، وخطط الدمج نظراً لما لديهم من قدرات تؤهلهم، وتسمح لهم بمواصلة تعليمهم بين أقرانهم والوصول لمراتب مميزة.

خطة استراتيجية

وفي هذا الاتجاه قالت عائشة الدربي مدير مركز دبي لتأهيل المعاقين، إن لدى المركز خطة استراتيجية تشرف عليها الوزارة 2014-2016، وتعنى بتقديم الخدمات للطلبة المعاقين سمعياً تستهدف التدريب السمعي واللغوي والتهيئة الأكاديمية من أجل إدماجهم في التعليم العام كلياً، مؤكدة انه يتم حالياً العمل على تهيئة الإمكانيات المادية والبشرية المساعدة على إدماجهم في مدارس التربية والتعليم، من خلال تدريب المعلمين، وتوفير مترجمي لغة إشارة للصم، فضلاً عن تهيئة الزملاء وأولياء الأمور، إضافة إلى التدريب النطقي واللغوي لهم.

مشروعات طموحة

وأشارت إلى أن هناك خططاً للمعاقين سمعياً بدأ العمل عليها للعامين الحالي والمقبل، وتشمل افتتاح مركز التدخل المبكر في دبي الذي يضم خدمات كشفية وعلاجية لأطفال الاعاقات السمعية في المراحل العمرية المبكرة، إضافة إلى توسيع خدمات التدخل المبكر لفئة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات في مراكز تأهيل المعاقين، وإصدار المزيد من التطبيقات الذكية التي تسهل الخدمات على المعاق وولي أمره، وتوسيع الشراكة المجتمعية مع المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص من أجل القيام بدورها في تدريب وتشغيل المعاقين ومن بينهم ذوو الإعاقة السمعية، وكذلك الكشف المبكر عن الإعاقة.

دورات للمعاقين

وأشارت أن هناك دورات تدريبية تقدم للمعاقين بشكل عام بمن فيهم ذوو الإعاقة السمعية، الباحثون عن العمل بما يتناسب مع قدراتهم، وبما يساعدهم على النجاح فيه وتوفير الدعم والمساندة الميدانية للمعاقين العاملين للمحافظة على تكيفهم المهني، وتقديم البرامج التوعوية لأولياء الأمور للوقاية من الإعاقة السمعية، وكيفية الكشف والتدخل المبكر وأسس التعامل مع المعاقين سمعياً، وإجراء المزيد من الدراسات حول واقع الإعاقة السمعية.

عقبات وحلول

وذكرت أن هناك الكثير من العقبات التي تواجه الأشخاص الصم في مختلف مراحلهم الحياتية، ولعل أكبرها تتمثل في صعوبة التواصل مع المجتمع، حيث يميل الأصم إلى التواصل مع أقرانه، لاشتراكهم في التواصل بلغة الإشارة، ويؤدي عدم معرفة المجتمع بلغة الإشارة إلى ميل الصم لتكوين عالمهم الخاص الذي يتركز على متقني اللغة، وهو ما تحاول وزارة الشؤون الاجتماعية تلافيه عن طريق تقديم الدورات التدريبية المجتمعية على لغة الإشارة، وتدريب أولياء الأمور والمؤسسات القائمة على تعليمهم وتشغيلهم، من أجل فك عزلتهم، وجعلهم أكثراً تكيفاً من الناحية الاجتماعية.

التعليم الجامعي

وألمحت أن هناك بعض المشكلات الأخرى التي تواجههم مثل مشكلة التعليم الجامعي، حيث إن نسبة قليلة منهم تصل إلى هذا المستوى، ويكمن الخلل في توجهات تأهيلهم في المراحل العمرية الدنيا، فإذا كان التأهيل مبنياً على زيادة حصيلتهم اللغوية فإن ذلك يساعد في نجاحهم في التعليم العام واجتيازه، ومن ثم الانتقال إلى التعليم الجامعي بوجود وسائل الدعم والإسناد التربوية اللازمة.

تأهيل مجتمعي

وأوضحت عائشة أن وزارة الشؤون الاجتماعية تقدم عبر مراكز تأهيل المعاقين مجموعة كبيرة من الخدمات للأشخاص الصم وضعاف السمع، تبدأ من مراحل عمرية مبكرة جداً تتمثل في إجراء الفحوص السمعية للأطفال في مراحل الحضانات ورياض الأطفال، ومن ثم تقديم الخدمات العلاجية اللغوية والتدريب السمعي، إضافة إلى تنمية المعارف الأكاديمية والمفاهيم الاجتماعية العامة بما يساعد على انخراطهم في التعليم العام.

دمج بالدراسة

وفي الاتجاه نفسه قالت هدى الخواجة منسقة الدمج بمركز دبي لتأهيل المعاقين، إن المركز استطاع دمج 8 طلاب في سنوات دراسية مختلفة، وأضافت أنه بعد قرار وزارة التربية والتعليم بدمج ذوي الإعاقات بين أقرانهم الأسوياء، أصبح المجال أكبر في التعامل مع هؤلاء وتأهيلهم نفسياً واجتماعياً، حتى لا يشعروا بأي تفرقة بينهم وبين الآخرين ممن هم في مثل أعمارهم، مؤكدة على أن النتائج التي رصدها المركز بعد دمج الطلبة كانت مبهرة.

تطور إيجابي

ولفتت إلى أن الحالة النفسية الإيجابية للطلبة قد ارتفعت بشكل ملحوظ بعد الخطوات العملية لدمجهم في المدارس العادية، حيث أصبحوا لا يشعرون بأي تفرقة فضلاً عن تواصلهم المباشر مع ما يريدونه من طلبات دون الاضطرار لاستخدام لغة الاشارة، وأن المركز يقوم بتجهيز الأطفال المعاقين سمعياً من خلال الدمج الجزئي وذلك عن طريق إرسالهم إلى المرحلة التمهيدية لدمجهم تدريجياً في المراحل الدراسية اللاحقة، حتى يصبحوا جاهزين نفسياً للاندماج التدريجي، وتصل نسب النجاح للدمج لأكثر من 80 في المئة، مشيرة إلى أن المركز لديه طلبة في 6 مدارس داخل دبي، وقد وصل عدد المندمجين حتى الآن 9 معاقين.

تواصل مستمر

وأوضحت أن المركز يتواصل مع أمهات المعاقين من خلال تخصيص جداول لهن لحضور حصص النطق، بغرض تهيئتهن للتواصل مع أبنائهن، وأن المركز يقوم بإعداد خطط متابعة فردية لكل حالة، وإرسال تقارير دورية عنهم لذويهم للمتابعة فضلاً عن الزيارات الدورية التي يقومون بها للمدارس لتوجيه المدرسين داخل الصفوف لأفضل الطرق للتعامل مع حالات الدمج لديهم.

حالة

فاطمة حمدان إحدى الحالات التي تنتسب للمركز مصابة بضعف متوسط في حاسة السمع وعمرها لا يتعدى الخمسة أعوام، تعتبر من الحالات التي تستجيب بسرعة للتعلم، كونها تستطيع السماع بنسبة معينة، وهو ما مكن المشرفين على حالتها من زيادة حصيلتها اللغوية تدريجياً بحيث أصبحت تنطق الكلمات وتتعرف على الأصوات الخاصة بمحيطها، من خلال برامج تأهيلية حديثة، فضلا عن ذلك فإنها تعتبر مثالاً جيداً للبدء بمرحلة الاستعداد لدمجها في مرحلة الروضة.

«كن صديقي»

كما تعتمد الجهود المجتمعية المقدمة لذوي الإعاقة السمعية على مدى الوعي المجتمعي باحتياجات هذه الفئة وأهمية انخراطها بالمجتمع، لذلك تكثف الإدارة من برامجها ومبادراتها التوعوية المجتمعية الهادفة إلى رفع مستوى الوعي بفئة الأشخاص ذوي الإعاقة، ومن بين هذه المبادرة حملة (كن صديقي) الرامية إلى بناء اتجاهات مجتمعية إيجابية عن المعاقين في مدارس التعليم العام، والمجلات التوعوية الموجهة لأفراد المجتمع والمختصين، وغيرها من الطرق التوعوية التي ينبغي إيصالها عبر مختلف وسائل الإعلام.

Email