الكحة المزمنة أحد أعراضه المبكرة

سرطان الرئة.. اكتشاف متأخر غالباً

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يعد سرطان الرئة أكثر أنواع السرطان شيوعاً في العالم، حيث تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ارتفاعا في حالات الإصابة به، ويتم تشخيص أكثر من 16 ألف حالة جديدة سنوياً، وتبلغ نسبة المرضى الذكور منها 79.9% ونسبة الإناث 20.3% في الدول العربية، كما تشير الإحصائيات إلى 1.6 مليون وفاة كل عام، وأن 13% من جميع الحالات هي لسرطانات الرئة، كما أن 7% من المرضى يعيشون لخمس سنوات على الأقل بعد التشخيص، و8 من بين كل 10 حالات تكتشف في المرحلة العمرية فوق 60 عاماً.

تشخيص متأخر

وقال الدكتور محمد جلودي، رئيس قسم طب الأورام، مستشفى توام في العين، إن أورام سرطان الرئة تحدث نتيجة انقسام ونمو خلايا غير طبيعية مبطنة للمجاري الهوائية داخل أنسجة الرئة ويكون ذلك النمو والانقسام أسرع من المعدل الطبيعي لنمو وانقسام الخلايا السليمة.

ونظراً لأن ظهور الأعراض والمؤشرات على وجود المرض يستغرق زمناً، فإن حوالي ثلثي مرضى سرطان الرئة يتم تشخيص المرض لديهم في مرحلة متأخرة ما يجعل معدلات الشفاء منه منخفضة جداً وبالتالي يلزم توعية المجتمع بالمرض وتشجيع الناس على إجراء فحوص دورية كي نتمكن من اكتشاف سرطان الرئة في مراحلة الأولى.

معدلات مرتفعة

ولفت إلى أن ارتفاع معدلات الإصابة في العالم العربي يعود لعوامل كثيرة مثل التقدم في السن، واتباع النمط الحديث في المعيشة، واستمرار النمو السكاني بالارتفاع، ما يشير إلى أن مشكلة السرطان ستستمر في المستقبل، ورغم التقدم الذي تمّ إحرازه في التوعية بالمرض وكيفية علاجه، إلا أن المعدل النسبي للبقاء على قيد الحياة في المنطقة هو 5 أعوام لا يزيد عن 8%.

خلايا سرطانية

وأكد على أن سرطان الرئة ليس مرضاً واحداً فحسب بل يمكن تصنيفه ضمن مجموعتين فرعيتين هما (سرطان الرئة غير صغير الخلايا، وسرطان الرئة صغير الخلايا)، ويعد سرطان الرئة غير صغير الخلايا النوع الأكثر شيوعاً على مستوى العالم حيث يشكل ما نسبته 85% من إجمالي حالات سرطان الرئة.

النساء أكثر عرضة

وذكر أنه رغم ارتفاع معدل الإصابة بين الرجال، فإن النساء أكثر عرضة لتكوين سرطان الرئة من الرجال، ويزيد احتمال إصابة النساء المدخنات بسرطان الرئة بمقدار الضعف عن الرجال المدخنين، وحتى بين غير المدخنين، فإن مخاطر إصابة النساء بسرطان الرئة أعلى من الرجال.

التدخين

وأضاف جلودي أن تدخين السجائر يعد السبب الأساسي وراء معظم سرطانات الرئة، حيث يساهم بنسبة 85% من الحالات، رغم أن الكثير من الأشخاص الذين يتم اكتشاف سرطان الرئة غير صغير الخلايا لديهم لم يدخنوا أبدا، وتتضمن الأسباب الأخرى التعرض لفترة طويلة لغاز الرادون أو مواد كيماوية معينة أخرى، كما أن أمراض الرئة غير الخبيثة (غير السرطانية) في السابق تزيد من مخاطر حدوث سرطان الرئة.

علامات وأعراض

وأشار إلى أنه يستغرق ظهور علامات وأعراض سرطان الرئة سنوات عديدة، وعادة ما يتم الخلط بينها وبين أعراض حالات أقل خطورة مثل الأنفلونزا أو الالتهاب الشعبي، ويمكن أن تكون الكحة المزمنة أحد الأعراض المبكرة لسرطان الرئة، ويمكن أن تتضمن الأعراض الأخرى كحة دموية أو ضيق النفس وألما أو وجعا في الكتف أو الظهر أو الصدر أو الذراع (سرطانات الرئة يمكن أن تضغط على الأعصاب، ما يتسبب في الألم حتى قبل أن تتسبب في كحة أو صعوبة في التنفس)، وبسبب الطبيعة غير المحددة والبداية المتأخرة للأعراض، يتم اكتشاف سرطان الرئة لدى ثلثي المرضى في مرحلة متأخرة ومتقدمة حيث تكون نسبة الشفاء ضعيفة للغاية.

أهمية التشخيص

وأبان أن هناك استخداما لنطاق واسع من الإجراءات التشخيصية لسرطان الرئة، تتضمن التصوير بالأشعة السينية، والموجات فوق الصوتية، والأشعة المقطعية، والتصوير المقطعي المحوري بالكمبيوتر، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي بإصدار البوزيترون، وأشعة العظام.

كما توجد اختبارات البلغم، وفيها يتم فحص عينات من المخاط من الشعب الهوائية السفلى (البلغم) لاكتشاف خلايا السرطان، واختبارات الدم والتي تتضمن اختبارات وظائف الكلى والكبد، ومستويات الكالسيوم، والتي يمكن أن تشير إلى وجود ودرجة شدة تلف الأنسجة الحاد أو المزمن.

العلاج متوفر

أوضح جلودي أن هناك خيارات علاجية متنوعة والتي يمكن استخدامها بشكل منفرد أو مجمع كالجراحة، والإشعاع، والعلاج الكيميائي، بالإضافة إلى أحدث أنواع العلاجات والتي تعرف بالعلاج المستهدف أو الموجه.

ومع ذلك فإن سرطان الرئة صغير الخلايا وسرطان الرئة غير صغير الخلايا يتصرفان ويستجيبان للعلاج بشكل مختلف جدًا، ومن أجل تحديد أنسب علاج، يتم (التقسيم المرحلي) للسرطان لتحديد شدة أو خطورة حالة المريض، ويتم علاج المراحل والأنواع الفرعية المختلفة من سرطان الرئة غير صغير الخلايا بطرق مختلفة، إلا أن الجراحة تقدم أفضل النتائج للمرضى في المرحلة المبكرة من سرطان الرئة غير صغير الخلايا.

Email