مثال الفتاة الإماراتية الطموحة

ليلى البلوشي.. مدربة تنمية بشرية عالمية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

الدكتورة ليلى حبيب البلوشي هي أحد الأمثلة الحية للفتاة الإماراتية الطموحة، حيث تدرجت في العديد من الوظائف خلال حياتها المهنية، وصممت ونفذت العديد من البرامج التدريبية لجهات مختلفة في عدد من الدول العربية والأجنبية، وتعتبر أول مدربة إماراتية في التنمية البشرية، وحوار الثقافات والتنوع الثقافي بين الأمم، كما ترأست البلوشي جمعية «سيتار العربية» للتآخي الثقافي، التي تهدف إلى التقارب بين الأمم والشعوب ونبذ العنصرية، وتشغل حالياً منصب الرئيس التنفيذي لأكاديمية الغربية للاستشارات والتدريب، وحصلت على شهادة مدرب معتمد من قبل وكالة الفضاء الأوروبية وشركات بروج ويورياليس ومرسيدس.

تجسير الفجوة

التعامل مع الجنسيات المختلفة أطلعها على التنوع الثقافي، وأكسبها القدرة على تطوير ثقافتها المعرفية حول الحضارة الإنسانية في العالم ، ما أتاح لها فرصة استشعار الحاجة بأهمية تجسير الفجوة مع الآخر الغربي الذي يختلف عن ثقافتنا، ومن ثم إعطاؤه الفرصة لإثبات هويته وموروثه، الأمر الذي دفعها إلى الدراسة الأكاديمية المتعمقة في مجال ثقافات الشعوب وأهمية التعريف بها.

وأكسبها كذلك تقدير واحترام الآخر وهذا هو المكسب الأكبر، إلى جانب التعلم والتفتح على العالم، فثقافة الآخر تشبه جبل الجليد على حد قولها، وتقول الدكتورة ليلى البلوشي: استفدت أيضا على المستوى الشخصي كيف يبني الإنسان نفسه، بالإضافة إلى انتمائها للعديد من الصداقات حول العالم من أقصى المعمورة إلى أدناها، وأخيرا بناء جسور التواصل بين الثقافات المختلفة.

وترأست د.البلوشي كذلك جمعية “سيتار العربية” للتآخي الثقافي الحاصلة على مقعد في الأمم المتحدة كهيئة غير ربحية وغير حكومية وهو ما منحها دورا رياديا بمناقشة قضايا حقوق الإنسان.

التآخي الثقافي

وتعتبر الجمعية فرعا من رابطة سيتار العالمية وتهدف إلى نشر التآخي الثقافي والتعليم والتدريب وتبادل الخبرات في شتى المجالات وإجراء البحوث المتنوعة وتأسست “سيتار” عام 1974 في أميركا بواسطة مجموعة من الأكاديميين والمهنيين المهتمين بأهدافها ومبادئها والساعين إلى تقريب الأفراد وتسهيل التفاهم بينهم وردم الفجوات الناتجة عن التصورات المسبقة والأحكام الانطباعية التي تفتقد للبرهان.

وتناشد البلوشي هيئات المجتمع نشر الثقافة الإنسانية والتعايش السلمي مع المحافظة على الهوية الوطنية والتراث الإسلامي والعربي والمحلي، لأننا بأمس الحاجة لتكريسها في الوقت الحالي الذي يشهد انفتاحا كبيرا على ثقافات العالم حتى نستطيع أن نؤسس قبولا متبادلا مع الآخر ونشيع ثقافة التصالح والانسجام، وأن يعكس جيلنا هوية ورؤية دولتنا وقياداتنا الرشيدة.

معرفة واسعة

وانتدبت البلوشي من قبل عدد من المؤسسات والشركات العالمية العاملة في الدولة ومنطقة الخليج لتعريف العاملين المنتمين لهذه المؤسسات بثقافة دول مجلس التعاون الخليجي والإمارات، فأكسبها معرفة واسعة في كيفية التعامل مع الآخر المختلف عن ثقافتنا والتركيز على بحر الثقافات العربية الغني، سواء على المستوى الشخصي أم الاقتصادي.

البلوشي لديها العديد من التجارب الناجحة والثرية في مجال تدريب الكوادر والكفاءات المجتمعية سواء داخل أو خارج الدولة إلى جانب العناصر المنتمية إلى دول أخرى تعمل على أرض الدولة أو في الدول الخليجية، إذ تعتبر أول امرأة إماراتية تدرب في مجال حوار الثقافات والتنوع الحضاري، رجال الأعمال والموظفين في حقل السلك الدبلوماسي وأبنائهم، بهدف تحقيق التكيف المجتمعي وتفادي التصادم الثقافي لأطفالهم.

معوقات الحوار

وعن معوقات الحوار الفعال، بينت أن سببها يعود عدم إعطاء الفرصة للآخر والحكم المسبق عليه والتركيز على قمة الجليد أثناء الحوار معه.

وتقول البلوشي إن أكاديمية “الغربية للاستشارات والتدريب” التي تشغل حالياً منصب الرئيس التنفيذي لها، تأسست عام 2013 في المنطقة الغربية، ما زالت تعاني شح التدريب والتطوير، لذا فإن القيادة الرشيدة المتمثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تحرص على الاستثمار في الطاقات البشرية للنساء والشباب لإحداث التغيير الأفضل في المجتمع من خلال تطوير مفهوم التنمية البشرية حتى يتمكنوا من مواجهة التحديات والصعوبات في الحياة بتمكين شباب الجيل الجديد والنساء بالأدوات الفعالة لتحقيق التنمية الشاملة.

وأضافت: تطور دور المرأة بشكل كبير في الآونة الأخيرة، بفضل توجيهات القيادة الرشيدة الإماراتية، وتعزز بسبب التشجيع والتأييد الذي حظيت به من صاحب السمو رئيس الدولة، لتكون رائدة في العديد من المجالات، ما أهلها لاحتلال مكانة مهمة على الصعيدين العربي والعالمي.

المرأة الإماراتية

تجدر الإشارة أيضاً إلى نجاح المؤسسات الوطنية في المثابرة على تنفيذ رؤية القيادة الرشيدة للاستثمار في الطاقات النسائية، عبر الدورات التدريبية التي تدعم مفهوم التنمية البشرية في الدوائر الحكومية وتوفر أعلى معايير التعليم الأكاديمي المدرسي والجامعي لتأهيل الإماراتيات وتنمية قدراتهن القيادية في مسك زمام المبادرة مستقبلاً، واعتبرت أن ما حققته المرأة الإماراتية اليوم من إنجازات تضاهي ما حققه العديد من النساء في مناطق شتى من العالم.

هوايات متعددة

قالت الدكتورة ليلى: أنا قارئة نهمة في كافة المجالات ولمؤلفين عالميين، لا أترك شاردة ولا واردة، وهذا هو سر نجاحي، كما إنني مولعة بعلم التشريح وعلم الحيوان، ولهذا أعتمد دائما في أمثلتي على الحيوانات والحشرات، إضافة إلى السفر وحب التعلم، وجمع العملات والطوابع، واقتناء نوع معين من العرائس المصنوعة من السيراميك وكل واحدة فيهن تمتلك شهادة ميلاد تحمل توقيع مصممها، وأعشق الكتابة والرياضة. تعيش الدكتورة ليلى في كنف أسرة مترابطة، ففي البداية لم يتقبل والد الدكتورة ليلى طبيعة عملها، إلا أنها حصلت على التشجيع من والدتها التي أقنعت الوالد بأهمية الدور الذي تقوم به ابنتهما.

Email