الإمارات تحلّق بعيداً

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما توصف لحظات معيّنة بأنها تاريخية، فثمّة مخاطرة ما وامتحان يجريه الزمن لصاحب اللحظة إن كانت تستحق مسمى تاريخية أم لا. قبل خمسين عاماً أعلن الآباء المؤسسون دولة الإمارات العربية المتحدّة، فكان هناك من وصف الخطوة بالتاريخية في وجه من قطّب حاجبيه بذهن خالي الوفاض من تصوّر لما سيؤول إليه تجميع سبع كيانات منتشرة في الصحراء في كيان واحد اسمه دولة.

فترة قصيرة نسبياً احتاجتها الخطوة التوحيدية تلك لتفرض على العالم كلّه الاعتراف بتاريخيتها. ومع مرّ السنوات، بل الشهور، تعوّد العالم على أن ينتظر بين اللحظة والأخرى خطوة إماراتية تستحق بحق وصف «تاريخية»، وهو وصف لا تطلقه الإمارات على نفسها فحسب، بل يطلقه الآخرون عليها، وهم يرون دولة تنمو وتزدهر وتسابق الزمن .

وتنافس نفسها إن لم تجد من تنافسه، ليس في المكائد والدسائس والمؤامرات والفتن، إنما بالإنجازات وعلائم التطوير والازدهار التي تتحدّث عن نفسها بأبلغ مما يستطيعه الكتّاب والإعلاميون والشعراء. ها هي السواعد الإماراتية تضع اللبنة الأولى لرحلة غزو المريخ، الكوكب الأحمر الذي سيتلون، إضافة للأحمر، بباقي ألوان العلم الأخضر والأبيض والأسود ليرفرف خفاقاً على أرض ذلك الكوكب البعيد، تماماً كما ظهر في متحف المستقبل الذي استقطب المئات خلال انعقاد القمة الحكومية في دبي قبل بضعة أشهر.

أمس، وفي الذكرى الخمسين لقيام الاتحاد أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بدء السباق لإيصال «مسبار الأمل» إلى المريخ، لتحقيق الحلم بإيصال أول مسبار عربي للكوكب الأحمر.

وبكلمات ملؤها الثقة والفخر أعلن سموّه أن شباب الإمارات هم أمل للشباب العربي والمسلم، وأننا لا نعرف اليأس ولا المستحيل ولذلك اختار لمسبار المريخ اسم «مسبار الأمل»، وهو اسم أنبتته مبادرة استمزاج رأي الناس ولم يفرضه حاكم أو مسؤول، وكما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد فإن «رأي الجماعة أفضل من رأي الفرد»، دون أن ينسى إسداء الشكر لـ «كل من تواصل معنا عبر تويتر وتعاون في إطلاق اسم لـمسبارالمريخ» الذي اعتبره البداية لنتعلم ..

يث إن فريق مهندسي وعلماء الإمارات لديهم الهمم لمعانقة القمم والفضاء والوصول للهدف. إذا كانت النسور تختار التحليق والخفافيش تبحث عن الظلام، والقنافد تندس تحت الأرض، والنعام يدفن رأسه في الرمال، فإن الإمارات اختارت التحليق مع النسور، بل إنها تعتذر لها لأنها ستترك النسور في فضاء الأرض فيما تعانق هي فضاء الكواكب البعيدة.

الإمارات تحلّق بعيداً

 

عندما توصف لحظات معيّنة بأنها تاريخية، فثمّة مخاطرة ما وامتحان يجريه الزمن لصاحب اللحظة إن كانت تستحق مسمى تاريخية أم لا. قبل خمسين عاماً أعلن الآباء المؤسسون دولة الإمارات العربية المتحدّة، فكان هناك من وصف الخطوة بالتاريخية في وجه من قطّب حاجبيه بذهن خالي الوفاض من تصوّر لما سيؤول إليه تجميع سبع كيانات منتشرة في الصحراء في كيان واحد اسمه دولة. فترة قصيرة نسبياً احتاجتها الخطوة التوحيدية تلك لتفرض على العالم كلّه الاعتراف بتاريخيتها.

ومع مرّ السنوات، بل الشهور، تعوّد العالم على أن ينتظر بين اللحظة والأخرى خطوة إماراتية تستحق بحق وصف «تاريخية»، وهو وصف لا تطلقه الإمارات على نفسها فحسب، بل يطلقه الآخرون عليها، وهم يرون دولة تنمو وتزدهر وتسابق الزمن وتنافس نفسها إن لم تجد من تنافسه، ليس في المكائد والدسائس والمؤامرات والفتن، إنما بالإنجازات وعلائم التطوير والازدهار التي تتحدّث عن نفسها بأبلغ مما يستطيعه الكتّاب والإعلاميون والشعراء.

ها هي السواعد الإماراتية تضع اللبنة الأولى لرحلة غزو المريخ، الكوكب الأحمر الذي سيتلون، إضافة للأحمر، بباقي ألوان العلم الأخضر والأبيض والأسود ليرفرف خفاقاً على أرض ذلك الكوكب البعيد، تماماً كما ظهر في متحف المستقبل الذي استقطب المئات خلال انعقاد القمة الحكومية في دبي قبل بضعة أشهر.

أمس، وفي الذكرى الخمسين لقيام الاتحاد أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بدء السباق لإيصال «مسبار الأمل» إلى المريخ، لتحقيق الحلم بإيصال أول مسبار عربي للكوكب الأحمر.

وبكلمات ملؤها الثقة والفخر أعلن سموّه أن شباب الإمارات هم أمل للشباب العربي والمسلم، وأننا لا نعرف اليأس ولا المستحيل ولذلك اختار لمسبار المريخ اسم «مسبار الأمل»، وهو اسم أنبتته مبادرة استمزاج رأي الناس ولم يفرضه حاكم أو مسؤول، وكما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد فإن «رأي الجماعة أفضل من رأي الفرد»، دون أن ينسى إسداء الشكر لـ «كل من تواصل معنا عبر تويتر وتعاون في إطلاق اسم لـمسبارالمريخ» الذي اعتبره البداية لنتعلم حيث إن فريق مهندسي وعلماء الإمارات لديهم الهمم لمعانقة القمم والفضاء والوصول للهدف.

إذا كانت النسور تختار التحليق والخفافيش تبحث عن الظلام، والقنافد تندس تحت الأرض، والنعام يدفن رأسه في الرمال، فإن الإمارات اختارت التحليق مع النسور، بل إنها تعتذر لها لأنها ستترك النسور في فضاء الأرض فيما تعانق هي فضاء الكواكب البعيدة.

Email