أكدت أنها أصبحت واحة من الاستقرار والحداثة والتسامح في سنوات قليلة

«فوربس»: الإمارات أكثر بلد يحظى بثقة مواطنيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

أشادت مجلة «فوربس» الدولية بالتحول المذهل الذي شهدته الإمارات على مر سنوات قليلة لتصبح واحة من الاستقرار والحداثة والتنوع والتسامح، مشيرة إلى أن الإمارات هي أكثر بلد يحظى بثقة مواطنيه.

كما أشارت إلى سنغافورة، المماثلة في الحجم وعدد السكان ومسار النمو، حيث تتوفر على حكومة من بين أكثر الحكومات ثقة - جزيرة صغيرة قائمة على اقتصاد وتنوع قويين. وأكدت المجلة في تقرير مطول كتبه بول لوديسينا ان الإمارات قررت التخطيط لمستقبل طموح لفترة ما بعد النفط.. بدلاً من العيش على الثروة النفطية في بداية الستينات.

ويعقد الكاتب مقارنة بين تجربة الإمارات وسنغافورة فيقول: في صميم نجاح الإمارات وسنغافورة هناك قيادة حكيمة تنفذ رؤيتها بعزم..لافتاً إلى ان إنجاز قادة الدولتين يتمثل في إدراكهم للمزايا التنافسية لبلديهم، ووضع خطط ذات أهداف ويمكن تقييمها - وإن كانت طموحة - تتمحور حول هذه المزايا.

ولفت إلى ان تركيز الإمارات وسنغافورة على التوقعات الاستراتيجية مكن البلدين من تصور مستقبل يتجاوز المعايير التقليدية والمعروفة.. كما أن قدرة قياداتهما على ترجمة هذه الرسالة للشعب عززت ثقة المواطنين بشكل طبيعي.

وخلص إلى القول انه نظرا لوضع العالم اليوم، فإنه من غير المستغرب أن لا تحظى الحكومات في جميع أنحاء العالم بالثقة.

ويشير إلى مقياس الثقة 2015، التقرير السنوي الذي تضعه شركة ايدلمان، شركة العلاقات العامة العالمية، بأن الثقة تعد احدى السلع النادرة في العالم.

الوضع لا يمس الحكومات وقادتها فحسب، بل أيضا الشركات والمنظمات غير الحكومية والهيئات الرياضية وجميع المؤسسات التي تعاني اليوم من تدهور سمعتها مقارنة مع السنوات الـ 13 التي انكبت فيها إيدلمان على التحقيق في ما يثير ثقة المواطنين والمستهلكين.. لكن المفاجأة قد تكمن في الحكومات التي تسير عكس هذا الاتجاه وبفارق واسع.

ثقة المواطنين

وأشار إلى ان أكثر بلد يحظى بثقة مواطنيه هو الإمارات العربية المتحدة، التي تعد واحة من الاستقرار والحداثة والتنوع والتسامح.

كما يشير إلى سنغافورة، المماثلة في الحجم وعدد السكان ومسار النمو حيث تتوفر على حكومة من بين أكثر الحكومات ثقة - جزيرة صغيرة قائمة على اقتصاد وتنوع قويين.

ويقول الكاتب: عدت مؤخراً من رحلة قصيرة للإمارات، البلد الذي زرته كثيرا وحظيت بفرصة مراقبة تحوله المذهل على مر السنين. لذلك فإن تصنيفه على رأس قائمة شركة إيدلمان لم يشكل مفاجأة بالنسبة لي.

ويتساءل قائلاً: ما هو الشيء المتعلق بحكومتي الإمارات وسنغافورة وقادتهما الذي يثير ثقة شعوبهما؟ ويجيب بقوله:

أعتقد أن الأمر يتعلق برؤية فريدة وتنفيذ ثابت، صحيح أن الحكومات الصغيرة ذات الهياكل القيادية الجازمة يمكن أن تكون أكثر مهارة وحسما، كما ان الثروة النفطية في الإمارات كانت عاملاً مساعداً لكن الإمارات تقع في منطقة مضطربة ولا تتوفر سنغافورة على موارد طبيعية.

ثم يشير إلى الولايات المتحدة فيقول: في حين انها لا تزال تكافح سياسة الجمود، فإن المواطنين يردون من خلال الابتعاد عن الحكومة كأداة لحل المشاكل.

ردود الفعل المماثلة في اقتصاديات مفككة سياسيا - من بعض الدول المنتجة للنفط إلى دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي - تجعل فهم استراتيجيات الإمارات وسنغافورة أكثر أهمية كحالات دراسة لاستعادة الثقة في بلدان أخرى أيضا.

ويؤكد ان الصحارى التي ستقوم فوقها دولة الإمارات بدأت في التحول بشكل جدي مع بدء إنتاج النفط في الخليج في أواخر الستينات..فبدلا من العيش على الثروة النفطية، بدأت الإمارات في التخطيط لمستقبل طموح لفترة ما بعد النفط. منذ بداية السبعينات، شرعت الإمارات في مشاريع إصلاح لإعادة هيكلة البلاد من خلال الاستثمار في التنمية والتحول المالي، بما في ذلك البنية التحتية للسياحة والخدمات اللوجستية.

وقال انه بفضل تركيز البلاد على التخطيط طويل الأمد، أصبحت دبي مركزاً مالياً رئيسياً في المنطقة وأحد أكبر المراكز التجارية في العالم.

وأكد ان الرؤية الواضحة للإمارات العربية المتحدة: «نريد أن نكون من بين أفضل الدول في العالم بحلول عام 2021» بمناسبة اليوبيل الذهبي للاتحاد بنيت على ركائز ملموسة لتحقيق النجاح.

وقال ان وراء هذه المهمة الطموحة، حققت قيادة البلاد عدة إنجازات في مجالات ذات أهمية كبرى بالنسبة للمواطنين من خلال الاستثمار في التقنيات الذكية وتطوير التعليم وتشجيع نمو القطاعات ذات القيمة المضافة عبر المناطق الاقتصادية الخاصة والاستثمار في البنية التحتية للرعاية الصحية... وهذا غيض من فيض إنجازاتها الأخيرة.

يقول الكاتب ان إلقاء نظرة بسيطة على التاريخ الحديث لهذين البلدين يمنحنا فكرة عن كيفية تحقيقهما لهذه المستويات من الثقة التي يحسدان عليها.. حيث لا يحتاج المرء للرجوع بعيدا ليقف على أهمية وسرعة الإنجاز الذي تم تحقيقه والمشاكل الكثيرة التي تغلبوا عليها.

سرعة إنجاز

ويشير في هذا الصدد إلى فترة الخمسينات حيث الإمارات المتصالحة التي سبقت تشكيل دولة الإمارات حيث كانت فقيرة ومتحاربة..والخلافات بين القبائل وتراجع تجارة اللؤلؤ في المنطقة أثرت على معنويات المواطنين وحرمت المنطقة من مصدر قيم للدخل.

ويتابع: القول بأن المنطقة كانت تفتقر لرؤية سردية متماسكة - قيادة وطنية بارزة - يعد تبخيساً للأمور. عندما قررت الحكومة البريطانية، التي كانت تعاني من ضائقة مالية، وقف دعمها للدفاع عنهم وغيرها من الالتزامات، لم يكن أمام الحكام خيار غير أخذ الأمور على عاتقهم وإقامة دولة جديدة في عام 1971.

Email