12.1% نسبة انتشاره في الإمارات

الانسداد الرئوي القاتل الرابع

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد التغيرات المناخية والبيئية، فضلاً عن التلوث من الأسباب الرئيسية المؤدية إلى زيادة معدل انتشار مرض الربو في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تبلغ نسبة انتشاره في الإمارات 12.1%، كما يصنف مرض الانسداد الرئوي المزمن، باعتباره رابع الأسباب الرئيسية للوفاة على مستوى العالم، ومن المتوقع أن يصبح الثالث بحلول عام 2030..

وينتشر بنسبة 3.6% في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، و1.9% في الإمارات، ويمثل مرض الانسداد الرئوي المزمن عبئاً كبيراً يثقل كاهل المجتمعات ونظم الرعاية الصحية، ونظراً لتطور المرض ببطء وبشكل تدريجي، يعد التشخيص المبكر وتوفير العلاج المناسب، أمراً بالغ الأهمية للحد من حدوث المضاعفات وحالات التفاقم الناجمة عنه، وعلى ضوء التوقعات التي تشير إلى زيادة معدلات انتشاره خلال السنوات المقبلة.

تعريف المرض

وأوضح الدكتور مدحت عبد الخالق أستاذ الأمراض الرئوية وطب العناية الحرجة بكلية الطب جامعة القاهرة، أن مرض الانسداد الرئوي المزمن أو ما يعرف أيضاً بالتهاب القصبات الهوائية المزمن، يعد أحد الأمراض التي تصيب الرئتين والتي يمكن مكافحتها والحدّ من تأثيراتها عبر اتخاذ الإجراءات والتدابير الوقائية المناسبة.

وقال إن الإصابة بالمرض تحدث نتيجة لاستنشاق الهواء الملوث لفترات طويلة، حيث يعتبر استنشاق دخان السجائر على وجه الخصوص السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالمرض، ويتطور المرض ببطء وبشكل تدريجي، ويؤدي إلى ظهور أعراض دائمة تتسبب في الحد من قدرة البالغين على التنفس وممارسة نشاطاتهم الحياتية اليومية بشكل طبيعي.

الأعراض

وتشمل أبرز أعراض الانسداد الرئوي المزمن الشعور بضيق في التنفس، والسعال، صفير عند التنفس، بالإضافة إلى زيادة في إفراز (المخاط أو البلغم). وتشكّل هذه الأعراض عموماً، وضيق التنفس على وجه الخصوص، عائقاً يحد من قدرة المرضى على أداء الأنشطة اليومية الاعتيادية..

كما يعاني مرضى الانسداد الرئوي المزمن من نوبات شديدة للمرض تسمى (التفاقم)، وهو مصطلح يستخدم لوصف تفاقم أعراض المرض واشتدادها بشكل كبير ومفاجئ، وخاصة في حال لم تتمّ معالجة المرض والسيطرة على أعراضه بفعالية.

أسباب الانسداد الرئوي

وذكر عبد الخالق أن التدخين يعتبر السبب الرئيسي الذي يؤدي للإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن، حيث تتزايد احتمالات الإصابة بالمرض بين المدخنين بنسبة تصل إلى 80-90٪، ثمّ يليه مباشرة عامل التلوث، ويشمل ذلك التعرض للهواء الملوث ضمن الأماكن المغلقة والناجم عن استخدام الخشب والفحم لأغراض الطهو أو التدفئة، بالإضافة إلى التعرض لمجموعة متنوعة من الملوثات الأخرى نتيجة لممارسة مهنة أو وظيفة معينة.

وتشير التوقعات إلى احتمال ارتفاع معدلات الوفيات الناجمة عن الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن بنسبة تتجاوز 30٪ خلال السنوات العشر القادمة، وذلك في حال لم يتمّ اتخاذ إجراءات وتدابير عاجلة للحد من عوامل الخطر التي تزيد من احتمال الإصابة بالمرض عموماً، ومكافحة التدخين الذي يمثل أحد أبرز تلك العوامل.

وأردف أن العامل الوراثي يلعب دوراً في الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن، حيث صنف الباحثون هذا المرض كأحد الأمراض متعددة المنشأ الجيني، إلى جانب علاقة العوامل الوراثية والعوامل البيئية الأخرى التي قد تؤدي أيضاً إلى الإصابة بالمرض، وعلى الرغم من ذلك، لم يتوصل الباحثون حتى الآن إلى نتائج قاطعة حول المتغيرات الجينية التي تؤدي إلى الإصابة بالمرض.

تشخيص المرض

وأبان أن تشخيص المرض ومعالجته في مراحله المبكرة يعد أمراً ضرورياً لمنع حدوث أية مضاعفات، والحدّ من حالات تفاقم أعراضه واشتدادها والتي يشار إليها أحياناً بـ(الأزمة الرئوي المزمنة)، وذلك نظراً لتطور مرض الانسداد الرئوي المزمن ببطء وبشكل تدريجي. وأوضح أنه ينبغي إجراء التشخيص السريري لمرض الانسداد الرئوي المزمن لدى كافة المرضى الذين تجاوزا سن الـ40..

وذلك إذا ظهرت عليهم أعراض ضيق التنفس، أو السعال المزمن، أو تزايد في إفراز البلغم، إلى جانب تعرض المريض في السابق إلى العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالمرض، وفي أغلب الحالات، لا يتم تشخيص المرض في مراحله المبكرة أو المتوسطة، وذلك لأن الأعراض التي تظهر - كالشعور بضيق في التنفس - غالباً ما تعزى إلى التقدم بالعمر والشيخوخة..

ولا يسعى العديد من المرضى إلى الحصول على الرعاية الطبية اللازمة إلا عند تفاقم الأعراض واشتدادها. ويبدأ الشعور بضيق التنفس لدى المرضى بشكل تدريجي ومستمر..

حيث يقتصر حدوثه في المراحل الأولى خلال قيامهم بأي جهد إضافي كصعود السلالم على سبيل المثال، في حين تبدأ وظائف الرئة بالتدهور مع تقدم مراحل المرض، حيث تزداد معدلات الشعور بضيق التنفس وذلك حتى بمجرد القيام بالأنشطة اليومية، أما خلال المراحل المتقدمة للمرض، فإن الأعراض تحد من قدرة المريض على أداء وإنجاز المهام البسيطة.

معدل الانتشار

وشكل مرض الانسداد الرئوي المزمن أحد الأسباب الرئيسية للوفاة على مستوى العالم في عام 2010، وتشير توقعات منظمة الصحة العالمية إلى أنه سيصبح ثالث الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم بحلول عام 2030، وبحلول ذلك الوقت، سيصبح مرض الانسداد الرئوي المزمن أيضاً السبب الرئيسي السابع عالمياً لتزايد معدل سنوات الحياة المفقودة من العمر بسبب الإعاقة الناجمة عن اعتلال الصحة.

الآثار المترتبة على المرضى

تترتب على الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن تأثيرات جسيمة على المرضى سواء على المستوى الجسدي أو النفسي، فمع تقدم مراحل المرض، تبدأ وظائف الرئة بالتدهور وتصبح قدرة المرضى على ممارسة النشاط البدني محدودة للغاية، ما يسهم في الحد من قدرتهم على عيش حياة طبيعية، وتحول دون إنجازهم المهام اليومية والمشاركة في المناسبات والنشاطات الأسرية، ويؤدي ذلك بدوره إلى شعور المرضى بالخوف والقلق والإحباط، إضافة إلى العزلة والاكتئاب.

Email