السفير العتيبة: الزيارة ذات أهمية خاصة وتتناول الأمن الإقليمي

محمد بن زايد يلتقي أوباما اليوم في واشنطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض، وذلك خلال زيارة عمل يقوم بها سموه اليوم إلى الولايات المتحدة الأميركية.

ويبحث الجانبان علاقات التعاون الثنائي وآفاق تطويرها، إضافة إلى التطورات الإقليمية والدولية الراهنة، والقضايا ذات الاهتمام المشترك. وفي هذا الإطار، أكد السفير يوسف مانع العتيبة سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأميركية، أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لواشنطن ولقاء سموه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، تكتسب أهمية خاصة لبحث قضايا الأمن الإقليمي، ودعم وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين على مختلف الأصعدة.

حفظ الأمن والاستقرار

وقال العتيبة على موقع السفارة: إن الزيارة تأتي أيضاً للعمل بشكل وثيق للحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والتعاون في الجهود المشتركة لمواجهة التطرف والإرهاب.

وأشار السفير العتيبة إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد يترأس خلال الزيارة وفداً رفيع المستوى، إذ يرافقه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، وسمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن القومي، وعدد من كبار المسؤولين، لافتاً إلى أن برنامج الزيارة حافل بالاجتماعات المكثفة مع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية وأعضاء الكونغرس.

وأضاف أن دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية ترتبطان بعلاقات تعاون وثيقة ومتميزة تعززت بصورة كبيرة خلال السنوات العشر الماضية، مشيراً إلى أن تبادل الزيارات بين كبار المسؤولين يؤكد حرص واهتمام البلدين على الاستمرار في تعزيز وتطوير تلك العلاقات في ظل الاهتمام الكبير الذي توليه قيادتي البلدين لتطوير العلاقات الثنائية وبما يسهم في تحقيق المصالح والمكاسب المشتركة.

شريك تجاري

وأوضح أن السفارة في واشنطن تعمل على ترسيخ مكانة الدولة كأكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما تعمل على توسيع حجم الاستثمارات الإماراتية في الولايات المتحدة والعكس، لافتاً إلى أن المؤسسات الأميركية البارزة في الرعاية الصحية والتعليمية والثقافية، مثل كليفلاند كلينيك وجامعة نيويورك ومتحف جوغنهايم، أنشأت فروعاً جديدة في دولة الإمارات، وبالإضافة إلى ذلك أنشأت حكومتا الإمارات والولايات المتحدة ما يسمى «حوار السياسات الاقتصادية الرسمية»، وتعاونت في سبل تبسيط إجراءات السفر للمواطنين الإماراتيين والأميركيين.

فيما قدمت سفارة الدولة مساعدات في إعادة الإعمار والانتعاش في الولايات المتحدة في أعقاب الكوارث الطبيعية، بما في ذلك تقديم مساعدات كبيرة في نيو جيرسي ونيويورك بعد إعصار ساندي عام 2012، ومساعدة «جوبلين» بولاية ميسوري بعد واحد من أكبر الأعاصير التي سجلت على الإطلاق في تاريخ الولايات المتحدة، كما بادرت سفارة دولة الإمارات بتشييد 5 ملاعب كرة القدم في جميع أنحاء الولايات المتحدة لصالح الأطفال في المجتمعات المحرومة، وسيتولى البرنامج توسيع نشاطاته أكثر في السنوات المقبلة.

وأكدت سفارة الإمارات في واشنطن أن دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة، تشتركان في الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وحول العالم، وعلى مدى السنوات الـ 25 الماضية تعاونت الإمارات والقوات الأميركية على 6 محاور من التحالفات العسكرية، بدءاً من حرب الخليج الأولى إلى كوسوفو إلى أفغانستان وليبيا والمعركة الحالية ضد «داعش»، مؤكدة أن الإمارات حليف أساسي للولايات المتحدة من خلال تقديم الدعم الضروري للقوات الأميركية والطائرات والسفن البحرية في منطقة الشرق الأوسط.

وأشار تقرير السفارة إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تتعاون مع الولايات المتحدة ودول التحالف لمواجهة تنظيم «داعش» الإرهابي منذ سبتمبر عام 2014.

وفيما ظلت دولة الإمارات أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا طوال السنوات الـ 5 الماضية. فإن نحو 400 طالب إماراتي يتلقون تعليمهم في جامعات كاليفورنيا وحدها، لتصبح بذلك أكبر ولاية أميركية تضم طلبة إماراتيين.

السياسات الاقتصادية

ويعد حوار السياسات الاقتصادية بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية، فرصة مهمة لبحث المجالات ذات الاهتمام المشترك والتعريف بالإجراءات المحددة في ما يخص أي سياسات أو مشاريع قيد التنفيذ، وتم منذ انعقاد حوار السياسات الاقتصادية الأول، تحقيق العديد من الإنجازات ومنها استضافة دبي للدورة الثالثة للقمة السنوية العالمية لريادة الأعمال وتطبيق نظام التأشيرة الجديد الخاص بمواطني دولة الإمارات الراغبين بزيارة الولايات المتحدة الأميركية وتوقيع مذكرة تفاهم بين كل من «مصدر» ومجلس دبي الاقتصادي مع بنك الصادرات والواردات الأميركي.

أول قنصلية

في يونيو العام الماضي، افتتح السفير العتيبة وعدد من المسؤولين الحكوميين في منطقة لوس أنجلوس وقادة شؤون الأعمال الاقتصادية، أول قنصلية للإمارات في الولايات المتحدة. وأكد القنصل العام عبدالله السبوسي إن افتتاح قنصلية للدولة يمثل مرحلة أخرى من مراحل العلاقات الإماراتية الأميركية.

ومدينة لوس أنجلوس تعتبر موقعاً مثالياً للقنصلية، لتقدم القنصلية الخدمات وتوثيق المستندات ورعاية المصالح التجارية للدولة، وتكون بمثابة مركز لتطوير التعاون الإماراتي الأميركي. وتزامن افتتاح القنصلية مع تدشين رحلات طيران الاتحاد اليومية المباشرة بين أبوظبي ولوس آنجلوس.

كليفلاند كلينك أبوظبي ومعهد الشيخ زايد في واشنطن يجسدان عمق الصداقة

 يجسد «كليفلاند كلينك أبوظبي» ومعه معهد الشيخ زايد لتطوير جراحة الأطفال في واشنطن، صورة فريدة ونادرة لقوة العلاقات الإماراتية الأميركية، ففي الوقت الذي تبرعت فيه الإمارات بمبلغ 150 مليون دولار لإنشاء معهد الشيخ زايد لتطوير جراحة الأطفال في واشنطن، قامت مؤسسة «كليفلاند كلينك» أحد المراكز المرموقة عالمياً، بإنشاء فرع لها في أبوظبي لخدمة المرضى وتوفير عناء السفر للمرضى في الدولة ودول الخليج والشرق الأوسط إلى الولايات المتحدة الأميركية لتلقي الخدمات الطبية نفسها في أبوظبي.

كليفلاند كلينك أبوظبي

ويضم مستشفى «كليفلاند كلينك» في أبوظبي 5 معاهد (مراكز امتياز) متخصصة وهي: القلب والأوعية الدموية، والأعصاب، وأمراض الجهاز الهضمي، والعيون، والجهاز التنفسي والرعاية الحرجة كما سيشتمل على معاهد في التخصصات الجراحية الدقيقة والتخصصات الطبية الدقيقة وطب الطوارئ والتخدير وعلم الأمراض وطب المختبر والتصوير الشعاعي والجودة وسلامة المرضى وسيقدم مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي بشكل كُلي أكثر من 30 تخصصاً طبياً وجراحياً.

ويتكون المستشفى المقام في جزيرة المارية بأبوظبي من 5 طوابق طبية، بثلاثة مستويات للتشخيص والعلاج، و13 طابقاً من الأقسام المتعددة، بإجمالي 364 سريراً قابلة للزيادة إلى 490 سريراً وهو مقام على مساحة 94 ألف متر مربع، ويضم 56 مصعداً و12 سلماً كهربائياً و3100 موقف للسيارات. ويقوم المستشفى بإدخال أحدث التقنيات في الجراحة والتصوير وتوفير الرعاية عن بُعد، مع دمج الأنظمة بطريقة هي الأولى من نوعها في الإمارات والمنطقة.

معهد الشيخ زايد

تأسس «معهد الشيخ زايد لتطوير جراحة الأطفال في المركز الوطني لطب الأطفال» في واشنطن بفضل منحة قدرها 150 مليون دولار (355 مليون درهم) قدمتها حكومة أبوظبي، لتحقيق رؤية مشتركة تتمثل في إحداث تقدم طبي ملحوظ وكبير من شأنه توفير نتائج جراحية أكثر أماناً وسلامة بالنسبة للأطفال في مختلف أنحاء العالم.

وتأتي هذه الهدية تخليداً لذكرى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويعمل المعهد الذي تأسس في سبتمبر 2009، على إعادة تعريف الأساليب الجراحية الممكنة من خلال الابتكار والأبحاث المتكاملة.

ويطبق العلماء والأطباء في المعهد خبراتهم الواسعة في مجالات تخصصاتهم لتحقيق هدف مشترك يتمثل في تقليص العلاج الجراحي وجعله أكثر دقة وغير مؤلم. ومن خلال الجمع بين الأبحاث والعمل السريري في هذا المجال، ويسعى المعهد إلى تطوير المعرفة والأدوات والأساليب المبتكرة التي ستعود بالخير على صحة الأطفال في واشنطن ومختلف أنحاء الولايات المتحدة والعالم.

امتداد فريد

يعد مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي الذي سيبدأ استقبال المرضى قريباً، امتداداً فريداً ومثالياً لنموذج الرعاية الصحية لمستشفى كليفلاند كلينك بالولايات المتحدة، ودليلاً بارزاً على قوة العلاقات الثنائية بين الإمارات والولايات المتحدة.

ويضم المستشفى الذي تملكه شركة مبادلة للرعاية وتديره كليفلاند كلينك إلى جانب مجموعة من مستشفيات الدولة، 3 آلاف من الموظفين ومقدمي الرعاية الصحية من أكثر من 50 جنسية، بما في ذلك ألف و500 من الممرضين والموظفين المتخصصين، 45% من الممرضين قد تلقوا تدريبهم في الدول الغربية.

تجارة

تطور كبير ومثمر في العلاقات بين البلدين

شهدت العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأميركية، تطورات كبيرة ومثمرة خلال السنوات الماضية، وهو ما يؤكد حرص قيادة البلدين على دفع وتعزيز تلك العلاقات في كل المجالات.

 فقد وصل حجم التبادل التجاري غير النفطي بين دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأميركية العام 2013، إلى أكثر من 26.9 مليار دولار (98.7 مليار درهم)، وأسهمت التجارة المتبادلة بين البلدين في توفير أكثر من 200 ألف فرصة عمل في الولايات المتحدة.

تعاون

حوار السياسات الاقتصادية يعزز التبادل التجاري

في الاجتماع الخامس العام الماضي 2014 لحوار السياسات الاقتصادية بين الإمارات والولايات المتحدة، بحث المسؤولون من الجانبين، أساليب تسهيل السفر بالطرق القانونية إلى الولايات المتحدة الأميركية، وتعزيز البيئة التنظيمية، وإضفاء الطابع الرسمي على آليات ربط الأعمال التجارية الأميركية بمنظمات التدريب والتطوير في دولة الإمارات، واستكشاف فرص التعاون في المجالات التجارية الرئيسية كالطاقة والرعاية الصحية.

كما بحث المسؤولون سبل إشراك القطاع الخاص ورفع القيود الجمركية المفروضة على التجارة، كما امتد الحوار إلى القضايا التجارية ذات الأهمية للبلدين.

ولا تزال دولة الإمارات تمثل أكبر سوق للصادرات الأميركية من البضائع والخدمات على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولا ينفك حوار السياسات الاقتصادية بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية يستثمر هذه الإنجازات لبناء علاقات اقتصادية أقوى من أجل تلبية الإمكانات الواعدة في المستقبل.

Email