نالت ميدالية «فخر الإمارات»

سلوى السويدي.. بسمة المسنين

ت + ت - الحجم الطبيعي

قد يشفق البعض على نفسه من زيارة ديار المسنين خشية أن ينفطر قلبه حين يقع بصره على هذه الفئة المكلومة ممن يشكون عقوق أبنائهم جهرا ويذرفون الدموع على فلذات كبد قست وجحدت، إلا أنه ما إن تطأ أقدام الزائر مركز ملتقى الأسرة في منطقة الممزر بدبي، وللوهلة الأولى يشعرنا أنه في زيارة لأقاربه..

حيث يستقبله المسنون بابتسامة لا تخلو من ترحيب ويصاحبها عبارات التهليل والفرحة بالزائرين التي تطغى عليها طبيعة الحياة المتسارعة والمشحونة بالانشغالات لدى الكثيرين خارج المكان.

راحة نفسية

هذه البهجة والراحة النفسية لدى الملتحقين بالمركز والمترددين عليه يفسرها حرص الدكتورة سلوى عبدالله أحمد السويدي أخصائي أول طب المسنين والشيخوخة مدير مركز ملتقى الأسرة بهيئة الصحة في دبي..

على زرع بسمة الحياة، وإشراقة الشمس في نفوس كبار السن، وتعد السويدي أول طبيبة إماراتية تختص في مجال طب وصحة المسنين على مستوى الدولة، وقد أخذت على عاتقها مسؤولية تطوير هذا المجال الذي يعاني من نقص الاختصاصيين.

15 عاماً

نالت السويدي درجة البكالوريوس في الطب والجراحة من كلية الطب والعلوم الصحية في جامعة الإمارات، وحصلت على دبلوم عالٍ في طب المسنين والشيخوخة من جامعة مالطا، ودرجة زمالة الكلية الملكية البريطانية (غلاسكو) في الأمراض الباطنية، وشهادة الدكتوراه في الطب الباطني من المجلس العربي للاختصاصات الصحية، كما نالت عضوية أكاديمية الشرق الأوسط لطب المسنين في 2012 وتعمل في هيئة الصحة منذ 15 عاما.

دور كبير

وكان للدكتورة السويدي دور كبير في إنشاء أول مركز لإعادة التأهيل، كما كان لها دور كبير في تطوير مركز ملتقى الأسرة الذي كان يطلق عليه استراحة الشواب سابقا، وتدرجت في المناصب من طبيب مقيم إلى مدير مركز ملتقى الأسرة، وطبيب اختصاصي أول في طب المسنين والشيخوخة، وخلال هذه السنوات كانت ولا تزال تعمل جاهدة لتطوير هذا المجال النامي في الدولة ..

انطلاقا من الاهتمام الكبير الذي يوليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، لهذه الشريحة من كبار السن التي تمثل جيل الآباء والأجداد ممن عاشوا وترعرعوا على أرض الإمارات الطيبة وأسهموا بصبرهم وكفاحهم في وضع اللبنات الأولى في بناء الدولة العصرية.

رحلة كفاح

يسبق النجاح دائماً رحلة كفاح، وصبر، ومثابرة، وقدرة ليس على تخطي العقبات فقط بل على الاستفادة منها بتفادي غيرها، وهي وصفة استطاعت الدكتورة سلوى تحقيقها ضاربة مثالا للمرأة الإماراتية المتميزة، بعدما صعدت أعلى منصة التكريم، وتسلمت من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ميدالية «فخر الإمارات» ..

ضمن جائزة سموه للأداء الحكومي المتميز في العام الماضي 2014، كما حصلت على جائزة شمسة بنت سهيل للنساء المبدعات لفئة الخدمة العامة، كما فازت في عام 2012 بجائزة الإمارات للسيدات عن فئة التخطيط الاستراتيجي والمالي، وتوج نجاحها بتكليف من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالإشراف على المسنين بمنطقة دبا الفجيرة وذلك نتيجة لقيامها بمبادرات تطوعية لرعايتهم بالمنطقة.

أهم الإنجازات

ومن أهم إنجازات السويدي خلال فترة عملها في هيئة الصحة إنشاء وحدة طب المسنين والشيخوخة في مستشفى راشد وهي الوحدة الأولى من نوعها على مستوى الدولة وتبنيها وتنفيذها لفكرة إنشاء مركز إعادة التأهيل ومجهودها الواضح لتطوير وتحديث مركز ملتقى الأسرة، كما رعت مسني منطقة الفجيرة . ونالت السويدي تقدير سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات » نتيجة للدور الذي قامت به في مؤتمر أبو ظبي العالمي للشيخوخة.

طب المسنين

حبها وشغفها لرعاية هذه الفئة دفعها لدراسة هذا التخصص حيث كانت تستوقفها الحالات الإنسانية لهم وتشعر أن حاجة المسن النفسية أهم من حاجته العلاجية، فلجأت إلى طب المسنين الذي يشبع الجانب العاطفي وحب العطاء الذي تتميز به، لذا فهي تتعامل مع الوظيفة من هذا المنطلق وليس من منطلق ساعات عمل تقضيها ثم تذهب إلى بيتها، ورقم هاتفها المتحرك في متناول أيدي المسنين بالمركز ومتاح لهم الاتصال بها في أي وقت.

دور إيجابي

وتحرص السويدي على تنظيم البرامج التي تساعد على دمج المسنين بالمجتمع من خلال إظهار دورهم الإيجابي، وإعادة تأهيلهم نفسيا واجتماعيا ودينيا عن طريق تنظيم زيارات لهم خارج المركز، إلى جانب زيارات لوفود طلابية إلى المركز ويستقبلهم كبار السن ويقدمون لهم النصائح والإرشادات المفيدة في الحياة بهدف إيصال رسالة للأبناء مفادها أن المسن شخص مفيد وليس عبئا عليهم.

وأشادت بدعم زوجها وأسرتها الكبير، وتعتبر زوجها عونا أساسيا لها وشريكا في النجاح الذي حققته، إذ إنه يتفهم طبيعة عملها ويقدره، فيما تصطحب أبناءها الثلاثة إلى المركز وفي الرحلات والفعاليات التي تنظم لكبار السن بهدف إكسابهم مهارات التعامل مع هذه الشريحة وأيضا كي تكون قريبة منهم ولا يطغى عملها على اهتمامها بأسرتها، مؤكدة أن معظم الأشياء الإيجابية التي تحدث لها في حياتها هي ببركة دعاء كبار السن الذين توليهم رعاية كبيرة.

27 مقيما

يضم المركز حاليا 27 مقيما ممن ليس لديهم أقارب من الدرجة الأولى، وأكثر من مئة مراجع خارجي، بعد أن كان العدد يقتصر على 45 فقط، يأتون لقضاء أوقات ممتعة أو لتلقي العلاج الطبيعي ومراجعة الطبيب المختص، وتعد زيادة أعداد المراجعين دليل على نجاح المركز وعدم وجود حرج من الالتحاق به بعد تلافي النظرة السلبية حول دار العجزة التي يصورها في كثير من الأحيان إعلامنا العربي.

Email