الوراثة والسمنة ونمط الحياة من أهم أسبابه

«سكري الحمل» خطر مؤقت

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

سكري الحمل هو الحالة التي تُشخّص فيها الإصابة بمرض السكري للمرة الأولى خلال فترة الحمل، ويصيب نسبة تتراوح ما بين 5 إلى 10 بالمئة من النساء الحوامل، أما في الإمارات ودول الخليج فترتفع هذه النسبة بحسب ما أوضحت الدكتورة سناء العباسي استشارية أمراض النساء والتوليد في مستشفى خليفة للنساء والولادة في عجمان.

وأضافت الدكتورة سناء أن الإصابة بمرض السكري تحدث عندما يعجز الجسم عن إفراز كمية كافية من الأنسولين، وهو هرمون يفرزه البنكرياس ويؤدي وظيفتين، ينظم كمية السكر في الدم لمد الجسم بالطاقة، ويخزّن كميات السكر التي لا يحتاجها الجسم بشكل فوري.

وأشارت إلى أن جسم المرأة الحامل يتوجب عليه إفراز كمية إضافية من الأنسولين لتلبية احتياجات الجنين أثناء فترة الحمل، خاصة منذ بداية منتصف رحلة الحمل، أما إذا لم يتمكن جسمها من أداء هذه الوظيفة، فسترتفع مستويات السكر في الدم وتتعرض للإصابة بسكري الحمل.

تشخيص المرض

ويختفي سكري الحمل عادة بعد الولادة، إلا أنه في حالات قليلة يستمر ويلازم الأم لذا يجب إجراء الفحصوصات الدورية منذ الشهر الرابع للحمل، حيث يتم اكتشافه في الشهر الرابع أو الخامس أو السادس على الأكثر، من خلال أخذ عينة من دم الحامل وهي صائمة، ومقارنتها بعينة أخرى يتم أخذها منها بعد أن تتناول محلولا سكريا في حدود 75 جراما، بعد ساعتين.

أعراض سكري الحمل

أفادت الدكتورة سناء بأن الحامل قد لا تشعر بأي أعراض فيما يتم اكتشافه عن طريق التحاليل الجبرية التي تخضع لها المرأة الحامل أثناء زيارتها الدورية للعيادة أو المستشفى، أما المرأة المصابة بداء السكري قبل الحمل فقد تزداد حدة الأعراض مثل زيادة التبول والشعور بصداع والدوخة والضعف العام فضلا عن العطش.

أسباب المرض

أوضحت استشارية النساء والتوليد أن هناك أسبابا عدة تعرض الحامل للإصابة بداء سكري الحمل منها السمنة المفرطة للأم، وإصابتها بالداء في الحمل السابق أو كان لديها تاريخ عائلي بمرض السكري، أو إصابتها بارتفاع ضغط الدم.

تأثيره على الأم والجنين

يرتبط مدى تأثيره على المرأة الحامل أو على جنينها بمدى اعتنائها بنفسها والتزامها بتعليمات الطبيبة المباشرة، فارتفاع نسبة السكر في دم المرأة الحامل يشكل خطورة عليها هي وجنينها لأن السكر يعبر المشيمة ويصل إلى الجنين، وقد يؤدي إلى زيادة حجم الجنين عن المعدل الطبيعي، أي أكثر من 4 كيلوغرامات، فضلا عن زيادة حجم السائل، ما يتسبب في خضوعها للولادة القيصرية.

وأضافت أن الجنين قد يتأثر وترتفع لديه مستويات السكر في الدم، ما يجعله عرضة لمشكلات صحية بعد ولادته مثل الإصابة بانخفاض السكر في الدم (نقص سكر الدم «الهيبوغلايسيميا») واليرقان أو «أبو صفار»، وقصور تنفس خاصة إذا كانت الولادة قبل موعدها، بالإضافة إلى نقص بعض المعادن مثل الماغنيسيوم والكالسيوم، لذا ننصح الأم بضرورة إرضاع الطفل عقب ولادته مباشرة.

وكلما زاد وزن الجنين كلما زادت الأعراض المذكورة أنفا، كما يعتبر المواليد الذين تعاني أمهاتهم من مرض السكري أكثر عرضة للإصابة بالبدانة ومرض السكري من النوع الثاني، لاحقاً في حياتهم.

الوقاية والعلاج

للوقاية ولتفادي الآثار الضارة لداء سكري الحمل ننصح الأم باتباع نظام غذائي صحي سليم لتجنب وقوعها وطفلها في الكثير من المشكلات الصحية والتعقيدات المصاحبة لفترة الحمل، جنباً الى جنب مع ممارسة الرياضة فضلا عن أهمية الرضاعة الطبيعية التي لها فوائد لا تحصى ولا تعد، خصوصاً بالنسبة للحامل المصابة بـسكري الحمل فهي تساعدها على فقدان الوزن وتقلل من احتمالية إصابة المولود بالسمنة مستقبلاً.

وأكدت أن التزام الحامل بالفحوصات الدورية كل أسبوعين على الأكثر، عن طريق إجراء تحليل السكر، وتخطيط لقلب الجنين أشعة تلفزيونية للاطلاع على حجم الجنين، والسيطرة على نسبة السكر باتباع التعليمات وأخذ الأدوية المعالجة للسكري مثل الحبوب أو حقن الأنسولين، لن تتعرض لأضرار المرض.

أما في حال عدم السيطرة على المرض نتيجة لعدم التزامها بما سبق، فيجب إعطاؤها طلقا صناعيا في الأسبوع 38 أو 39، وقد يؤدي سكري الحمل إلى تسمم الحمل بسبب ارتفاع ضغط الدم المصاحب، وزيادة نسبة البروتين في البول، الأمر الذي يجعل الأم عرضة لمرض الصرع، ويؤثر سلبا على الكليتين وشبكيتي العينين.

الفحص بعد الولادة

تنصح الدكتورة سناء بإجراء فحص السكري للأم بعد الولادة بستة أسابيع للتأكد من زواله، أما إذا كان التحليل إيجابيا فهذا يعني أنه سيستمر معها وأنها أصبحت مصابة بداء السكري.

وأشارت إلى أن نمط الحياة الذي يعتمد على قلة الحركة في الدولة يساهم في رفع نسبة إصابة الحوامل بالمرض، لافتة إلى أن القيام بالأعمال المنزلية لا يغني بأي حال من الأحوال عن ممارسة الرياضة خاصة رياضة المشي.

Email