في تقرير «أبوظبي 2015» الصادر عن مجموعة أكسفورد للأعمال

الشيخة فاطمة: نمكّن المرأة مع المحافظة على التقاليد

فتيات الإمارات حاضرات بقوة في مسيرة التمكين أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، والرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، أن دولة الإمارات نموذجٌ متميّز في تحقيق التوازن الأمثل بين تعزيز دور المرأة في المجتمع اﻹماراتي، مع المحافظة في الوقت ذاته على العادات والتقاليد التي ترسخت عبر تاريخها الطويل، مشيرة إلى أن هناك العديد من الأدلّة الواضحة التي تبرهن على ثبات تلك القيم لدى دراسة النمو والتطور السريع الذي حدث في مختلف المجاﻻت.

وقالت سموها في تصريحات عبر تقرير «أبوظبي 2015» الصادر عن مجموعة أكسفورد للأعمال، إن المرأة الإماراتية شريكة الرجل بالإسهام في بناء وتقدم اﻷمم، ومن ثم فإن تشجيعها وتعزيز دورها في المجتمع يشكّلان أحد أهم عوامل نهضة الأمة وتطوّرها اجتماعياً، وفي الوقت ذاته تعي المرأة اﻹماراتية تماماً أن التمسّك بعادات وتقاليد المجتمع الإماراتي ﻻ يعوق مسيرة تمكينها في مختلف المجاﻻت.

تمسك بالقيم

وحول مدى التوازن الذي يحفل به المجتمع الإماراتي بين تعزيز دور المرأة والتمسك بالقيم التي تحكم هذا المجتمع، قالت سموها: «إن لكل مجتمعٍ ركائزه الأساسية التي تحدد مسار التنمية فيه وطبيعة أدواره، وتظهر هيكليّة ذلك المجتمع في كل مرحلةٍ من مراحل نموه، كما تدخل العادات والتقاليد والقيم، بأبعادها الروحية واﻻجتماعية والثقافية، في صميم تكوينه. وعليه فإن النجاح في نقل تلك الموروثات من جيلٍ إلى آخر يعدّ مؤشراً مهماً إلى تميّز ذلك المجتمع، ودليلاً على ترابطه وتماسكه.

وتعتبر دولة اﻹمارات أفضلَ مثالٍ على ذلك، فهي نموذجٌ متميّز في تحقيق التوازن الأمثل بين أدوار كل أفراد المجتمع، مع المحافظة في الوقت ذاته على العادات والتقاليد التي ترسخت عبر تاريخها الطويل. ويمكننا حقيقةً ملاحظة العديد من الأدلّة الواضحة على ثبات تلك القيم لدى دراسة النمو والتطور السريع الذي حدث في مختلف المجاﻻت.

ولطالما كانت المرأة شريكة الرجل بالإسهام في بناء وتقدم اﻷمم، ومن ثمم فإن تشجيعها وتعزيز دورها في المجتمع يشكلان أحد أهم عوامل نهضة الأمة وتطوّرها اجتماعياً، بل إننا نستطيع الذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك، بالقول إن عدم إشراك المرأة في جهود التطور هو في حد ذاته أحد مظاهر التخلف. هذه الفكرة تحديداً هي ما حدا بدولة اﻹمارات إلى الوقوف بثبات في مجال تمكين المرأة في العديد من القطاعات المتنوعة، وبما يتماشى مع استراتيجيات البلاد والرؤية المستقبلية لقيادتها الرشيدة، وهو الأمر الذي عكسته تقارير المنظمات الدولية والمعاهد وبرامج التنمية.

وتفخر اﻹمارات بالدور الذي تؤديه المرأة في الدولة، والذي يسهم إلى حدٍّ بعيد في تطوّرها، كما تعي المرأة اﻹماراتية تماماً أن التمسّك بعادات وتقاليد المجتمع الإماراتي ﻻ يعوق مسيرة تمكينها في مختلف مجاﻻت العمل، بل إنه، وعلى العكس من ذلك، ييسّر تحقيق هذا التمكين».

محو الأمية

وفي تعليقها على الجهود والمبادرات الخاصة بمحو أمية المرأة وبتعليمها ومدى موقعها في قائمة الأولويات في اﻹمارات، أكدت سموها أنه يتعيّن على الدوام الرجوع إلى اﻹحصاءات والبيانات والتقارير الصادرة عن الجهات المحلية والدولية المتخصصة، بغرض تقييم التقدم الحاصل في أيٍّ من مجاﻻت التنمية. وقد أشارت تلك التقارير إلى انخفاض نسبة اﻷمية في دولة اﻹمارات إلى 1%، وهو الأمر الذي يعدّ تقدماً هائلاً عما كان عليه الوضع منذ أربعة عقود مضت، وبناءً عليه فنحن في غاية الفخر بالتميّز الذي حقّقناه في هذا المسعى.

ويأتي التعليم في صميم التطوّر الهائل الذي تشهده الدولة حالياً، وهو الأمر الذي يعكسه المستوى الملحوظ لمعدﻻت تعليم المرأة في كل المراحل التعليميّة، بما في ذلك برامج الدراسات العليا داخل الدولة وخارجها وفي أعرق الجامعات العالمية. والفارق شاسع بين تقدم ونهضة دولتنا حاليّاً وبين ما كانت عليه عند تأسيسها في 2 ديسمبر 1971، وهو ما يعزى في الأساس للتقدم العلمي السريع والمتنامي بصورةٍ متواصلة. إن ما بلغته دولتنا من رقي وتطور، ومدى مشاركة المرأة اﻹماراتية، وحضورها القوي في مختلف مجاﻻت التعليم، مبعث فخرٍ واعتزازٍ لنا بما حقّقناه.

تنمية خاصة

وأشارت سمو الشيخة فاطمة إلى أن اﻷهداف الاستراتيجية لرؤية اﻹمارات 2021 والأبعاد التي تتضمّنها تركّز على كلٍّ من التخطيط الشامل، إلى جانب اﻵليات المحددة اللازمة للتطبيق، كما يعدّ توافر القوى العاملة عالية الكفاءة أساساً للنجاح في تحقيق تلك الرؤية. وهذا هو النهج الذي تعتمده دولة اﻹمارات العربية المتحدة في سعيها لتحقيق المزيد من التنمية.

رؤية

قالت سمو الشيخة فاطمة إن رؤية اﻹمارات 2021 لا تحدّد كيفية تحقيق الأهداف الاقتصادية الشاملة للدولة فحسب، بل تضع كذلك أسس تنفيذ تلك الرؤية الشاملة في مختلف المجاﻻت والقطاعات.

إن خطةً من هذا النوع لم يكن بالإمكان وضع تصوّرٍ كاملٍ لها دون الإشراف الفاعل لمؤسسي الرؤية الأصليين، وبناة حاضر الأمة ومستقبلها الذين حصلوا على مهاراتهم وخبراتهم وعلمهم من مختلف الجامعات والمعاهد التعليمية داخل الدولة وخارجها.

Email