رئيس قسم التلاحم الأسري في هيئة تنمية المجتمع لـ»البيان«:

البخل وغياب الحوار يتصدران أسباب الخلافات الزوجية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتصدر بخل الزوج وافتقاد الحوار الفعال بين شريكي الحياة أسباب الخلافات الزوجية التي تعاملت معها خدمة الاستشارات الأسرية في قسم التلاحم الأسري ـ هيئة تنمية المجتمع.

وأوضحت ناعمة خلفان الشامسي، رئيسة القسم، لـ«البيان» أن من أهم الأسباب المادية للطلاق بين الزوجين التي تهدد العلاقات الزوجية افتقاد الحوار الفعال والبخل، وهو ما دفعنا إلى إطلاق مبادرة «شطار»، لرفع مستوى الوعي المالي لدى الأسرة.

وأضافت الشامسي أن المبادرة تستهدف الأطفال وأولياء الأمور، إذ نعلمهم ثقافة الادخار منذ الصغر، وأنه لا بد من وضع خطة مالية للأسرة، حتى تتفادى الوقوع في مشكلات مادية، مشيرة إلى مبادرة «شباب إماراتي ممكن» التي نتناول من خلالها المحور الأسري، وهي تدخل ضمن مبادرة 2015 التي تحتوي على 54 مبادرة للهيئة، وكلها تندرج ضمن التربية والتوعية والمبادرات الأخرى مثل الزواج الجماعي والأنشطة الصيفية.

عنف ضد الأزواج

ولفتت الشامسي إلى أنه في بعض الحالات يتعرض الزوج لنوع من العنف بشكل أو بآخر، مؤكدة أن النسبة قليلة، ولكن هذا لا يعني أنه لا يتعرض لأحد أشكال العنف.

وقالت: «هناك جانب لا نتطرق دائماً له، وهو أن الرجل يعاني، ولكن بصمت. ونحن من خلال الاستشارات الأسرية نلاحظ أن هناك رجالاً يعانون العنف والاضطهاد، في حين أننا دائماً ما نشير إلى أن المرأة هي التي تتعرض للعنف والضرب وغيرهما من الأمور، ونغفل أن الرجل يتعرض لمضايقات وإهمال وتقصير من الزوجة، وبعضهن لا يعرفن أن عدم القيام بواجبهن تجاه أزواجهن هو نوع من تعنيفهم، وهناك رجال صاروا بحاجة إلى الدعم تماماً مثل المرأة، ولهذا استهدفنا في بعض برامجنا الشباب المقبلين على الزواج والمطلقين».

وتحدثت الشامسي عن أقسام وخدمات الهيئة، ومنها خدمة الاستشارات الأسرية، وهو قسم معني بتنوير الأفراد وتوجيههم إلى المسارات الصحيحة في الحياة العائلية. الخدمات الخاصة بهذا القسم كثيرة، لكنها تصب في توجيه الفرد، باعتباره النواة الأولى في الأسرة، حيث تقدم له الدعم والنصح وللأسرة كذلك.

وتهدف البرامج الإرشادية والتوعوية بهذا القسم إلى مواجهة التيارات والأفكار والسلوكيات الدخيلة على المجتمع، والمشكلات الأسرية المؤدية إلى تصدع أركانه، وإيجاد حلول تتماشى مع القيم الإسلامية الفاضلة والأعراف الإماراتية الأصيلة المميزة للهوية الوطنية.

استشارات توعوية

وفصلت الشامسي، وهي مستشارة أسرية ونفسية وزوجة، الخدمات التي يقدمها قسم الاستشارات الأسرية، فقالت: «قسم الاستشارات معني بخدمتين، وهما: خدمة الاستشارات الأسرية: وهي خدمة تقدم لجميع أفراد المجتمع ومفتوحة للمواطنين وغير المواطنين، فنحن، بصفتنا هيئة تنمية المجتمع، نرى أنفسنا معنيين بالمواطنين، ولكن هذا لا يمنعنا في حال جاءتنا مشكلة من قبل شخص غير مواطن من قبولها، حيث لا نردها، لأن أحد أهدافنا بالهيئة هو إسعاد الأسرة، لهذا لا تقف جنسية الأسرة عائقاً أمام إسعادها.

وأما الخدمة الثانية فهي خدمة التوعية والتدريب، وهي عبارة عن مجموعة من البرامج، الموجهة نحو الأسرة وأفراد المجتمع كاملاً، ومن هذه البرامج (برنامج أنت لي سكن) وبرنامج (بعدك ذخر) ومبادرة (فالكم طيب) ومبادرة (شطار) ومبادرة (شباب إماراتي ممكن)».

وتشير الشامسي إلى أن هناك أكثر من طريقة للتواصل مع الهيئة، فتقول: «تتم خدمة الاستشارات بأكثر من طريقة، إما عن طريق الهاتف وهو الإرشاد الهاتفي، أو من خلال مقابلة الشخص وجهاً لوجه، أو عن طريق خدمة الاستشارة الإلكترونية، وتتم عن طريق الموقع الإلكتروني، حيث نقوم بالرد على السائلين إلكترونياً أيضاً.

أما بالنسبة إلى المتابعة فنعتقد أنها بعد حل المشكلة غير مهمة؛ لأنها قد تفتح جروح الماضي، ونحن ندرك أن المشكلة قد حُلت عندما لا يعود صاحبها إلى التواصل معنا».

برامج ومبادرات

وتحدثنا ناعمة هنا بالتفصيل عن بعض البرامج والمبادرات التي تقوم بها الهيئة، إذ تقول: «هناك برنامج (أنت لي سكن) للمقبلين على الزواج، حيث نعطيهم مجموعة من الدورات التأهيلية، وفي هذه السنة سنستهدف جامعات وكليات إمارة دبي كاملةً وأيضاً الجامعات الخاصة، مثل الغرير وجامعة دبي. والهدف هو توعية مجموعة من الشباب قبل إقبالهم على الزواج».

وعن مبادرة «فالكم طيب»، تقول ناعمة: «استهدفنا من خلالها المؤسسات، مثل مؤسسة الماء والكهرباء، حيث قمنا بزيارة موظفاتها اللاتي لم يستطعن الحضور إلينا بحكم أوقات عملهن، وكانت أول مؤسسة استهدفناها هي المجلس التنفيذي».

.. وللمطلقات ذخر

تحدثت ناعمة الشامسي عن أحد أبرز البرامج التوعوية، وهو «برنامج بعدك ذخر» المعني بالمطلقات، «حيث نقول لهن إنهن لا يزلن ذخراً حتى لو طُلقن، فالمرأة المطلقة لا تزال مهمة بالنسبة إلى مجتمعها وبيتها، وهذا البرنامج نقوم من خلاله بتوعيتها، معتمدين على 3 محاور: أولاً المحور القانوني، حيث إنها لا بد من أن تكون مطلعة على حقوقها المادية، إضافة إلى ما يتعلق بالحضانة، فهناك بعض الجوانب تغفل عنها المرأة. وفي المحور الثاني نقدم لها التوعية الأسرية وكيفية تجهيزها لتصبح «قائداً أسرياً» في ظل غياب المعين.

والهدف من هذا البرنامج تقليل آثار الطلاق عليها، وذلك عن طريق تنمية شخصيتها. وأما المحور الثالث فيتعلق بالمال، فنرشدها إلى كيفية إدارة أمورها المالية في ظل غياب المعين». وتضيف: «وهذا البرنامج استهدف 50 مطلقة، حتى إن هؤلاء المطلقات أشدن بالمبادرة، وقلن لنا: (ياليتنا تعرفنا إليكم من قبل). وهذه المبادرة قد تشمل الرجال، لأن الرجل طرف أصيل بالعلاقة الأسرية».

Email