منذ تأسيسها أواخر 2007 وحتى نهاية العام الماضي

مؤسسة دبي لرعاية النساء تساعد 1800 مواطنة ومقيمة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

مشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

أكد الدكتور عبد الله الخياط، رئيس مجلس إدارة مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، أن دولة الإمارات تحتفل باليوم العالمي للمرأة وقد تجاوز الحديث حول دور المرأة في مجتمع الإمارات مرحلة التمكين، وأصبح يدور حول الآمال الكبيرة التي يعلقها الجميع على المرأة الإماراتية لتحقيق إنجازات غير مسبوقة للدولة، حيث أصبحت تلعب دوراً مساوياً للرجل، على كافة الأصعدة.

مساعدة 1800 حالة

وأشار الدكتور عبد الله الخياط، إلى أن إنشاء مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال جاء ضمن العديد من الجهود والمبادرات لدعم وتعزيز مكانة المرأة في الدولة، وقدمت المؤسسة خدمات الرعاية والتأهيل، منذ تأسيسها أواخر عام 2007 وحتى نهاية العام الماضي 2014، لنحو 1800 امرأة من مختلف الجنسيات المقيمة في الدولة والمواطنات.

وأضاف أن هذه الحالات شملت 388 امرأة تم إيواؤهن في المؤسسة وتوفير كافة الخدمات المعيشية والقانونية والتعليمية لهن مجاناً، ومساعدتهن على العودة إلى ممارسة حياتهن الطبيعية، وكذلك 1412 امرأة حصلن على كافة خدمات المؤسسة غير أنهن لم يكن بحاجة للإيواء.

ونوه الخياط إلى أن الحالات التي استقبلتها المؤسسة من فئة النساء منذ بداية تأسيسها شملت 1168 حالة عنف منزلي، و8 حالات إساءة جنسية، و164 حالة اتجار بالبشر، و281 حالة إنسانية أخرى، بالإضافة إلى تقديم الاستشارات الأسرية والاجتماعية والنفسية إلى 179 حالة.

وأوضح الدكتور الخياط أن الدور الذي لعبته المؤسسة في تأهيل ورعاية هذه الحالات كان له بالغ الأثر في فتح أبواب الأمل لهن من جديد بعد أن كادت السبل أن تغلق في وجوههن وخاصة بالنسبة للحالات التي لم يكن لديها أي مأوى تذهب إليه ولم يكن لديها مصدر دخل لتعيل نفسها وتعيل أطفالها.

وأضاف الخياط أن الاهتمام بالمرأة وإشراكها في عملية بناء وتنمية الدولة ليس بالأمر الجديد على الإمارات، فقد حظيت باهتمام كبير من المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان، آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس دولة الإمارات، وسار على نهجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.

وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، لتصبح المرأة الإماراتية نموذجاً يحتذى به وتتطلع إليه العديد من الشعوب الأخرى.

التعريف بدور المرأة

وأضاف د. الخياط أن المؤسسة تعمل على دعم مكانة المرأة الإماراتية داخلياً وخارجياً من خلال المشاركة في المنتديات والمؤتمرات الخاصة بالمرأة وعرض الصورة الحقيقية للمكانة التي تتمتع بها المرأة الإماراتية في مجتمعنا، مما مكن العديد من السيدات الإماراتيات أن يحزن على اهتمام ومتابعة عالمية وإشادة بتأثيرهن على المستوى الإقليمي والعالمي.

مؤكدا أن الحملات التوعوية التي تقوم بها المؤسسة على مستوى جميع الفئات تهدف لتأكيد وترسيخ فكرة احترام المرأة والاهتمام بدورها كشريك رئيس في بناء وتنمية هذا الوطن، حيث تبدأ هذه الحملات بالفئات العمرية الصغيرة للطلبة في المدارس وحتى أولياء الأمور.

وأضاف أن المؤسسة نجحت من خلال هذه الحملات في نشر الوعي بين العديد من النساء داخل الدولة بحقوقهن، وأن لا يخشوا طلب المساعدة من الجهات المعنية في حال تعرضهن لأي نوع من الإساءة، حيث توفر لهن العديد من الجهات داخل الدولة ومن بينها مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، الرعاية الكافية بالمجان.

مكانة كبيرة

من جانبها قالت عفراء البسطي، مدير عام مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال إن اليوم العالمي للمرأة يحظى بأهمية خاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تحتفل في هذا اليوم بالإنجازات والنجاحات التي حققتها المرأة والمكانة الكبيرة التي وصلت إليها في الدولة، والتي فاقت الرجل في العديد من المجالات، ويأتي الاحتفال بهذه المناسبة لتكريم كل امرأة على هذه الأرض الطيبة وتشجيعها على مواصلة جهودها لخدمة الوطن.

وأضافت: «على الرغم من أن هذه المناسبة كانت في الأساس للمطالبة بمزيد من الحقوق للمرأة وتمكينها ومساواتها بالرجل في مختلف المجالات، إلا أن إحياء هذه المناسبة يختلف من دولة لأخرى، ففي الإمارات تجاوزنا مرحلة تمكين المرأة بفضل رؤية قيادتنا الرشيدة.

وانتقلنا إلى مرحلة تمكين المجتمع من خلال المرأة، كما أكد سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، لتصبح مناسبة احتفالية يشارك فيها جميع فئات المجتمع بما فيها الرجال.

وأكدت عفراء البسطي أن المشاركة في الاحتفال باليوم العالمي للمرأة هي بمثابة رسالة دعم وتضامن مع كل امرأة حول العالم لا تزال حقوقها مهدورة أو منتقصة أو تتعرض لأي شكل من أشكال الإساءة، لنرسل من الإمارات رسالة واضحة، نقول فيها انظروا إلى الإنجازات التي حققتها المرأة الإماراتية، وكيف شاركت في بناء دولة عصرية أصبح العالم ينظر إليها بكل فخر وإعجاب، وكيف ساهم تمكين المرأة في صياغة مجتمع مستقر ومنتج، لتساهم جنباً إلى جنب مع الرجل في تنميته وتطويره.

حالات العام الماضي

وأضافت أن المرأة تأتي على رأس أولويات مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، حيث، استفادت أكثر من 836 امرأة من خدمات الرعاية والتأهيل التي تقدمها المؤسسة خلال العام الماضي 2014 فقط، حيث حصلت 41 حالة من بينها على خدمات الإيواء، فيما حصلت الحالات الـ795 الأخرى على كافة خدمات المؤسسة ولم تكن بحاجة للإيواء.

وأشارت البسطي إلى أن عدد الحالات التي استقبلتها المؤسسة خلال العام الماضي من النساء شملت 479 حالة عنف منزلي، وثلاث حالات اتجار بالبشر، بالإضافة إلى 175 حالة إنسانية أخرى، وكذلك قدمت المؤسسة خدمات الاستشارات الأسرية والاجتماعية لنحو 26 حالة، هذا الى جانب المكالمات اليومية التي يتلقاها خط المساعدة (800111) التابع للمؤسسة من هذه الفئة.

وأضافت أن وجود جهة مثل مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال هو أحد مظاهر الاهتمام بالمرأة والحرص على تعزيز مكانتها في الإمارات بشكل عام وفي دبي بشكل خاص، حيث أشارت انطباعات العديد من الحالات التي استفادت من خدمات المؤسسة إلى أن الدعم الذي تقدمه الأخيرة لهن هو بمثابة عنصر مهم في شعورهن بالأمان والاستقرار النفسي.

وأكدت البسطي أن المؤسسة عازمة على مواصلة العمل على دعم المرأة وتعزيز مكانتها في مجتمع الإمارات وذلك في إطار من التنسيق والتعاون مع مختلف الجهات المعنية ضمن منظومة متكاملة تعمل في تناغم، لتحقيق المزيد من الإنجازات لهذا الوطن وأبنائه على يد المرأة الإماراتية وشركائها من الرجال.

استقبال الحالات

ولفتت البسطي إلى أن آلية تحويل الحالات للمؤسسة تبدأ أولاً بلجوء الحالة إلى المؤسسة بصورة شخصية أو الاتصال الهاتفي بالخط الساخن أو بالمؤسسة، أو تحويلها من جهات أخرى (كالنيابة العامة، المحاكم، مختلف الإدارات والمراكز التابعة للشرطة، السفارات والقنصليات المعتمدة في الدولة، دور الإيواء الأخرى، خطوط النجدة في الإمارات الأخرى والهيئات والمؤسسات الحكومية).

وأضافت أنه يتم بعد ذلك عمل تقييم شامل للحالة ومن ثم قبولها كحالة خارجية أو داخلية إذا توافقت طبيعة المشكلة مع معايير المؤسسة، ثم يخصص لكل حالة مدير لمتابعة كافة الإجراءات ومن ثم أخذ تاريخ الإساءة التي تعرضت لها، ويتم وضع خطة دعم وتنفيذها وتقييمها بصورة دورية.

وأفادت مدير عام مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال بأنه يتم بعد ذلك وضع خطة انتقالية لتهيئة الحالة للاندماج مرة أخرى في المجتمع، كما يتم بعد ذلك وضع خطة سلامة وخروج لضمان سلامة الحالة، ووضع خطة متابعة لها تستمر لمدة ستة أشهر.

وأوضحت أن المؤسسة توفر خدمات خط المساعدة 800111، الإيواء الطارئ وخدمات الدعم لضحايا العنف من النساء والأطفال، كما تقدم خدمات عديدة ومتنوعة وبرامج تأهيلية مفصلة حسب مشكلة الحالة ونوعها وتنقسم الحالات إلى نوعين، هما الحالات الخارجية والداخلية.

وأضافت أن الخدمات المقدمة لفئة الحالات الخارجية تتنوع بين تقديم الاستشارات الأسرية وخدمات العلاج النفسي وخدمات الاستشارات والمتابعة القانونية وخدمات إنسانية أخرى تهدف إلى حماية وتعزيز الأمن والاستقرار لدى الحالات وأسرهن.

توفير المستلزمات

أكدت عفراء البسطي ان المؤسس تقوم بتوفير كافة المستلزمات المعيشية كاملة للحالات الداخلية التي يتطلب إقامتها إقامة كاملة في المؤسسة والتي تمتد لفترات طويلة ومنهن سيدات معهن أطفال.

وأضافت البسطي أن الخدمات المقدمة لهذه الفئة تتنوع لتشمل خدمات الإسكان لإيواء الحالات المتضررة من العنف ويتم تزويدهن بكل الاحتياجات الخاصة بالحالات من المأكل والمشرب والملبس وخدمة الرعاية الصحية المستمرة والإشراف على الحالات ولا يقتصر الأمر على ذلك وإنما يمتد لتشمل الحالات خدمات تعليمية وتوعوية وخدمات الترفيه والخدمات الاجتماعية للحالات وتيسير أوضاعهن لحين استقرارها وخدمات الدعم النفسي بغرض علاج الحالات من الصدمات المحتمل وقوعها بعد تعرضهن للعنف والخدمات القانونية والتي تشمل متابعة أمور الحالات من الناحية القانونية وتمثيلهن أمام الجهات القضائية.

  المؤسسة تقدم خدمات اجتماعية وصحية وتعليمية

حول طبيعة الخدمات التي تقدمها مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، أكدت عفراء البسطي أن المؤسسة توفر خدمات اجتماعية تشمل إجراء دراسة حالة تتضمن التواصل مع العناصر المهمة في الأسرة وإشراكهن في إيجاد الحلول والتي تخدم قضية الحالة، والتواصل مع مختلف الإدارات والدوائر المحلية أو الخارجية ذات الصلة إذا دعت الحاجة لذلك.

وأضافت: أن المؤسسة توفر كذلك خدمات نفسية في حال لاحظت مديرة الحالة أية مؤشرات نفسية مقلقة على الحالة يتم تحويلها للقسم النفسي بعد تعبئة استمارة التحويل الإكلينيكي وعليه تتلقى الحالة الخدمات النفسية المتمثلة في جلسات العلاج الفردي، جلسات العلاج الجماعي، الإرشاد الأسري، جلسات العلاج باللعب بالإضافة إلى مجموعات الدعم النفسي.

كما توفر المؤسسة بحسب البسطي خدمات قانونية للحالات، حيث يتوفر في المؤسسة مستشار قانوني يدعم الحالات وتوجيههن لآلية التواصل مع الجهات القانونية والقضائية في الدولة وتعريفهن بحقوقهن القانونية والشرعية وبالآليات الصحيحة للسير في الإجراءات القانونية مثل رفع الدعاوى وفتح البلاغات وغيرها.

وأضافت البسطي أن المؤسسة توفر كذلك خدمات صحية لكافة المقيمين بصورة مجانية بالتعاون مع هيئة الصحة بدبي إلى جانب الأنشطة والخدمات الترفيهية، حيث يعمل القسم على إقامة فعاليات وأنشطة موجهة لتنمية الجوانب الشخصية والاجتماعية والمهنية والحياتية بالإضافة إلى الأنشطة الحرة داخل وخارج المؤسسة.

وأوضحت أن المؤسسة لا تتوانى كذلك عن توفير كافة الخدمات التعليمية للحالات، حيث يتم تقديمها من خلال التواصل مع المؤسسات التعليمية لإلحاق بعض الحالات في سلك التعليم، كما توفر المؤسسة دورات وبرامج علمية وثقافية مختلفة مثل دورات اللغات والحاسوب الآلي وغيرها.

اتفاقيات تعاون لتعزيز مكانة المرأة في المجتمع

أكدت عفراء البسطي، مدير عام مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال أن المؤسسة تعمل بشكل مستمر على عقد المزيد من الشراكات واتفاقيات التعاون مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة وكذلك المحلية والدولية لتعزيز مكانة المرأة في مجتمع الإمارات وإزالة أي عقبات قد تحول دون قيامها بالدور المنشود، وكذلك تعزيز صورتها في مختلف المحافل الدولية.

وأضافت أنه منذ أن بدأت المؤسسة بالعمل في أواخر العام 2007 وحتى الآن عقدت المؤسسة عشرات الاتفاقيات مع العديد من الجهات لتحقيق هذا الهدف، من بينها أيضاً عدد من الجهات القنصلية والدبلوماسية لتوفير الرعاية اللازمة للنساء المقيمات داخل الدولة من مختلف الجنسيات الأخرى.

إنشاء إدارة خاصة لإجراء دراسات دورية

تعمل مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال على تعزيز مكانة المرأة ودعم جهودها من خلال إجراء دراسات دورية حول أبرز القضايا التي يمكن أن تعوق استقرار المرأة نفسياً وتؤثر على أدائها لدورها أسريا واجتماعياً، بما يحول دون مشاركتها الكاملة في بناء المجتمع وتطويره بالشكل المطلوب.

الى ذلك أنشأت المؤسسة إدارة خاصة تتولى إجراء هذه الدراسات لتكون نتائجها بمثابة قاعدة بيانات موثوقة يستفيد منها صناع القرار، وفق المعايير المعتمدة دوليا، وتطبيق السياسات والإجراءات المناسبة لتحقيق رؤية المؤسسة «مجتمع خال من العنف» وبما يتلاءم مع ثقافة دولة الإمارات.

 وتعمل هذه الإدارة على دراسة الظواهر والمشكلات الاجتماعيه في مجتمع الإمارات، والإسهام في وضع المقترحات والحلول والبرامج لعلاج هذه المشكلات والوقاية منها، وتطوير الإحصائيات والتقارير الصادرة عن المؤسسة وفق المعايير الدولية المعتمدة، بما يلبي متطلبات واحتياجات المجتمع المحلي والدولي، وذوي الاختصاص.

كما تعمل الإدارة على ابتكار وتطوير البرامج الاجتماعية المعتمدة دوليا لمواجهة العنف ضد النساء والأطفال، والارتقاء بمهام وواجبات الأسرة في المجتمع، ورفع الوعي المجتمعي والدولي حول دور المؤسسة الريادي في مواجهة العنف ضد النساء والأطفال، والمشاركة بالخبرات والبرامج والمنهجيات العلمية، باالإضافة إلى تطوير وتوسيع القاعدة المعلوماتية والمعرفية في المؤسسة.

Email