تعرض بمتحف خاص في القرية التراثية

مقتنيات سالم السامان.. كنوز عالمية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 لكل قطعة تاريخية حكاية ربما يكتشف الناس جزءاً منها أو تبقى مشبعة بالغموض، وفي الحالتين تتلازم القطعة مع سيرتها الواضحة، أو غموضها وما يثار حوله من تكهنات لتروى عبر الزمن. لكن يبقى الأهم امتلاك هذه القطعة، الذي يشبه امتلاك جزء من التاريخ الإنساني.

هذا التاريخ الممزوج بالفن والحكايات، استهوى رجل الأعمال الإماراتي سالم بن إبراهيم السامان، ليبدأ جمع المقتنيات والقطع التاريخية منذ العام 1973، وبعد أن بلغ عدد قطعه الآلاف..

قرر تقديمها هدية متواضعة لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، ليتم وضعها في متحف خاص بقرية التراث التابعة للنادي، عرف باسم المتحف الإسلامي لمقتنيات سالم السامان، بما يتيح للزوار من مختلف أرجاء العالم، التعرف على هذه الكنوز النادرة، والتي حصل عليها السامان كما يقول، من دول كثيرة حول العالم. وقال: عندما قدمت هذه المقتنيات لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، وجدت إعجاباً من سموه الذي وجه لأن يحمل المتحف اسم المتبرع.

مجموعة نادرة

عن أهمية تحويل المقتنيات الخاصة إلى متحف يتيح للآخرين الاطلاع على محتوياته، قال سالم السامان: سيتعرف المارّون عبر أقسام المتحف، على هذه المقتنيات، التي يعود بعضها إلى عصور ما قبل التاريخ، وطالما أمتلكها شخصياً، يعني أني أخزنها وأحجبها عن الناس، وفي المتحف سيتعرف عليها الناس واقعياً. وأضاف: هناك الكثير من المقتنيات في أنحاء العالم، والمجموعة التي كانت بحوزتي، تظل جزءاً من مجموعات أخرى موجودة حول العالم، وقد تعبت كثيراً حتى جمعتها منذ العام 1973.

وأشار إلى أنه لدى زيارة القرية التراثية، وجد تراث الإمارات أمام أعين الجميع، وقد أدرك شخصياً كيف كانت الحياة في الأيام التي مضت. وأضاف: من الأهمية بمكان وجود متحف للمقتنيات في القرية التراثية.

الوطن أوْلى

وقال السامان: هذا العمل يعتبر مساهمة صغيرة مني، أقدمها لبلدي كمواطن حريص على أن يكون من الذين يؤثرون الوطن على الذات، فهو جزء من أفضال هذه الدولة علينا جميعاً. وأشار إلى أهمية المتاحف وقدرتها على جذب اهتمام الناس من كافة أنحاء العالم. وقال: حرصت على بناء المتحف على نفقتي، مع توفير الحماية اللازمة للمعروضات التاريخية.

وتمنى السامان من المشرفين على المتحف، أن يفتحوا أبوابه يوم الجمعة للزوار، نظراً للإقبال الكبير الذي تشهده القرية التراثية في هذا اليوم، حيث يتوافد السياح من كل أنحاء الإمارات.

الصخرة النادرة

وتطرق سالم السامان إلى بعض القصص التي ما زالت عالقة في ذاكرته، مثل ساعة «باتيك فيليب» السويسرية الثمينة، التي أهداها أب لابنته في حفل زواجها، وكُتب عليها اسم الأب والبنت، وتاريخ زواجها الذي مضى عليه أكثر من 130 سنة.

وتحدث عن الصخرة الزمردية «داغا» التي عرضت لفترة محدودة في المتحف، وهي من أندر الأحجار الكريمة في العالم، قائلاً: تزن الصخرة الزمردية 12360 قيراطاً نقياً...

واستخرجت منذ أكثر من 70 عاماً من المناجم الروسية، وسافرت إلى بلدان عدة واستقرت في الهند، لدى عائلة «داغا» الشهيرة، قبل أن أحصل عليها ومن ثم عرضها كواحدة من أندر قطع الزمرد الخام في العالم، والتي انهالت عليها محطات التلفزة العالمية. وعبّر السامان عن استعداده لعرض الصخرة الزمردية في متاحف داخل الدولة أو في الخارج، في حال طلب منه ذلك.

مليون دولار

وتابع السامان: لديّ عملة نادرة وهي العملة الأميركية خلال فترة الاستعمار البريطاني لأميركا، التي تعود إلى ما قبل 270 سنة، منها فضي وآخر ذهبي، وهي مسكوكة نادرة جداً، وقد بيع دولار أميركي واحد، شبيه بما لدي، بمليون دولار في إحدى المزادات العالمية في سويسرا.

كما استحضر السامان قصة المسكوكة كبيرة الحجم والتي وجدت خلال فترة حكم شاه إيران، الذي قرر وزوجته فرح ديبة، طرح مسكوكة نادرة، كبيرة الحجم. وأضاف: ربما تكون المسكوكة التي اقتنيتها واحدة من ألف مسكوكة طرحت في إصدار خاص.

محتويات المتحف

ويتميز المتحف بتنوعه وندرة قطعه، التي تعكس فنون حقب مختلفة من التاريخ، ومن أبرز ما ضمّه المتحف كما قال السامان، من السيوف والرماح، منها سيف صلاح الدين الأيوبي، إضافة إلى النقود والعملات التاريخية القديمة، بما فيها العملات التي استخدمت في دولة الإمارات.

واختتم: ضم المتحف ركناً للساعات الثمينة النادرة من ماركة «باتيك فيليب» السويسرية الشهيرة، ويعود بعضها إلى عقود طويلة، إلى جانب الأسلحة والخناجر وغير ذلك من المقتنيات.

Email