في الظل

بدر الأميري.. دم الإنقاذ

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدر عبد الكريم الأميري مواطن (44 سنة) وله سبعة أبناء 3 أولاد و4 بنات، هو أحد المتبرعين الدائمين بالدم في أبوظبي، ويقول إن ابنة أحد أصدقائه كانت مريضة بالثلاسيميا، وكانت تحتاج للدم بصورة دورية، وكان الصديق يتصل بي من أجل التبرع لابنته..

وفي كل مرة كنت ألبي الدعوة، وعندما انقطع عني اتصال الصديق قررت أن أمنح دمي لكل محتاج، ومنذ ذلك الوقت وأنا أداوم على هذا العمل، لأنني أشعر دوما بأن هناك من يحتاج لهذا الدم، فهو عمل إنساني نبيل يتم بفضله علاج الكثير من الناس أو إنقاذ حياة المصابين.

وبدر عبد الكريم هو واحد من آلاف المتبرعين الدائمين بالدم الذين يفضلون أن يكون عملهم دائماً في الظل، وهم مجموعة كبيرة من الأشخاص من جنسيات مختلفة وفئات متفاوتة قرروا أن يكونوا تحت الطلب في أي وقت من الأوقات ليتبرعوا بدمائهم، لأنهم يدركون أن تلك القطرات القليلة التي يمنحونها من دمائهم قد تنقذ إنساناً من الموت، طفلاً كان أو امرأة أو شيخاً كبيراً، وهذا الشعور يختلج في نفس المتبرع بالدم، ويملؤها رضاء وسعادة، ويزيده إصراراً واستمراراً في التبرع.

يؤكد مسؤول في بنك الدم أن عددا كبيرا من المتبرعين الدائمين لا ينتظرون بنك الدم ليتصل بهم، ولكنهم يأتون من تلقاء أنفسهم للتبرع، ويترددون بصورة منتظمة على بنك الدم منذ سنوات عدة، حتى وصل بعضهم إلى أرقام قياسية في التبرع بمعدل يزيد على 6 مرات في السنة..

والغريب أنه في الوقت الذي يقوم فيه بنك الدم في بعض الأحيان برفض طلب المتبرع الدائم لأنه لم يتجاوز الوقت المسموح للتبرع لمرة أخرى وهي تتراوح من 60 ـ 90 يوماً، فإن أناساً أصحاء لم يفكروا مجرد التفكير في الذهاب ولو مرة واحدة في العمر للتبرع بالدم.

يقول عبد الكريم الأميري إن بعض الناس يتخوفون من عملية سحب الدم، ولكن الواقع أن الأمر يتم بمنتهى السهولة والمأمونية، حيث تراعى في كل خطوة من خطوات التبرع سلامة المتبرعين من خلال إجراء عملية سحب الدم بمعدات جديدة معقمة ولا تستخدم إلا مرة واحدة، كما أنها تتم من خلال مجموعة من المختصين وبلا أخطاء.

وأشار إلى أنه في كل مرة يقوم بالتبرع فيها يترك اللاصقة التي يتم وضعها مكان الحقن ليخبر أصدقاءه وزملاءه ويحضهم ويقوم بتشجيعهم على التبرع وحصد المزايا العديدة وأولها نيل الثواب والجزاء الكبير من الله سبحانه وتعالى، وأنه يداوم على هذا العمل الإنساني النبيل.

Email