وجبة تقليدية مغلّفة بالعصرية وترضي جميع الأذواق

«بثيث أول».. حلوى الشتاء والمناسبات

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 إماراتية بسيطة، مثل كثيرات نراهن يومياً، دون أن نتوقع أن فيهن من تُبدع تجربة ناجحة. أم سالم إحداهن، لم تركن أسيرة نظام حياتي جامد، لا إبداع فيه، أو محاولة لفعل شيء مختلف، وهي تملك مهارة إعداد بعض أصناف الحلويات الإماراتية التقليدية. بلمساتها وتميزها، ودقة تحضيرها، أضافت لها جديداً، فنالت شهرة توجتها بمشروعها «بثيث أول»، الذي تألقت به في مهرجان دبي للضيافة الذي دعمها بقوة.

مطبخها كان البداية، وفيه تفاصيل كثيرة، أسماها الروائح الزكية التي تتصاعد منه، وهي تعد حلوى «البثيث»، تلك الوجبة الإماراتية الخالصة التي أبدعت فيها الجدات قديماً. وببعض التطور، ظهرت إلى الواجهة مرة أخرى، مع لمسة عصرية تناسب كل الأذواق والمناسبات.

طحين وتمر وسمن

أم سالم شرحت مكونات حلوى «البثيث» الأساسية التي لا تتغير، وهي الطحين والتمر وبعض من التوابل العربية، وزيت الزيتون، والسمن.

والجديد إضافة بعض اللمسات الجمالية إليها، مثل «كورن فليكس» والمكسرات التي تعطي شكلاً ونكهة مختلفين، ويفضلها كثير من الزبائن، وذلك حتى يخرج «البثيث» بشكل مميز ومرغوب فيه، مؤكدة أن جودة التمور المستخدمة في تحضيره أمر مهم جداً، لذلك فهي تستخدم التمر السعودي «خلاص القصيم».

فصل الشتاء

وعن كيفية تحضير «البثيث»، ذكرت أم سالم خطوات بسيطة، لكنها تحتاج إلى مهارة وخبرة وإتقان، وذلك ما يميز منتجها، ويمنحه إقبالاً جيداً، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن هناك أوقاتاً يكثر فيها الطلب على «البثيث»، مثل فصل الشتاء..

حيث تكون درجات الحرارة منخفضة، ما يمثل فرصة جيدة لإعطاء الجسم بعضاً من الدفء بتناول هذه الحلوى المميزة، كما يحظى هذا الصنف من الحلويات بإقبال دائم طوال العام، خاصة في المناسبات العائلية وحفلات الزواج، والمناسبات الوطنية وغيرها.

تغليف عصري

وقالت إن طريقة العرض للمنتج، أضحت من أهم الأمور الواجب الاهتمام بها، من حيث التغليف المميز، واختيار عبوات جاذبة، بالإضافة إلى بعض الديكورات واللمسات الفنية التي تجعل منتج «البثيث» من السلع التي يمكن إهداؤها بطريقة لائقة، وتترك أثراً طيباً عند المتلقي، خاصة الإماراتيين، الذين يفضلون الأكلات القديمة بنسبة كبيرة، مضافةً إليها لمسات عصرية، تحبب الجمهور منها.

انتشار مميز

وعن مدى انتشار الأكلات الشعبية القديمة، وهل تراجعت مقابل أكلات عصرية ظهرت على المائدة، أضافت أم سالم ان هناك إقبالاً كبيراً على كافة الأكلات الشعبية الإماراتية، وخاصة ما يحضّر منها داخل البيوت، إذ ان الارتباط بالماضي بكل مظاهره، شيء يميز مجتمع الإمارات وبقوة، فغالبية أبناء الإمارات لم يبتعدوا عن أكلات الآباء والأجداد التراثية، وما زالوا يستمتعون بمذاقها الأصيل.

نقطة انطلاق

وأكدت أن مطبخ منزلها يجسد محطة الانطلاق إلى الزبائن في جميع أنحاء الدولة، ولديها موظفان يتناوبان على توصيل الطلبات في كل الإمارات، مبينة أنها تتواصل مع زبائنها من خلال الموبايل أو عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي مثل «انستغرام» الذي يعتبر بالنسبة لها عاملاً مهماً ودافعاً للشهرة والانتشار بين الكثيرين، خاصة وهي تعرض خلاله صوراً جاذبة لمنتجاتها، ما يجعل الإقبال عليها كبيراً..

موضحة أنه إذا وردت إليها طلبات كبيرة خاصة بمناسبات كالأعراس مثلاً، فتضطر لتحضيرها قبل الميعاد المتفق عليه، حتى تتمكن من إنجاز الكمية المطلوبة بلا تأخير، خاصة إذا علمنا أن أقل كمية تأخذ على الأقل ساعة في التحضير، ويزيد الوقت مع زيادة الكميات المطلوبة.

«البثيث» فقط

وعن سر تميزها، أوضحت أم سالم أن كثيرات مثلها ينتجن حلوى «البثيث»، وتبقى لكل شخص لمسته وإضافته التي تميزه عن غيره، وهي تعتقد أن الزبائن هم الوحيدون الذين لهم الحق في إعطاء شخص ميزة عن غيره..

مشيرة إلى أن هناك دعماً متواصلاً من أسرتها على مواصلة هوايتها هذه التي تستمتع فيها بشكل استثنائي، وانطلاقاً من ذلك فقد آثرت أن يكون «البثيث» سلعتها الوحيدة، فهي لا تصنع أي أكلات أخرى تقليدية، حفاظاً منها على تميزها في هذا الصنف الجميل. واختتمت أن أسعار منتجها مقبولة لدى مختلف شرائح المجتمع، وتتفاوت قليلاً حسب الإضافات، منها «البثيث» السادة بالسمسم ومع المكسرات و«كورن فليكس».

المهرجانات والمعارض

تطرقت أم سالم إلى المهرجانات التي تنظمها الدولة وتهتم بإبراز الجانب التراثي، وعلى رأسها مهرجان دبي العالمي للضيافة، الذي شاركت فيه بشكل متميز، وكان داعماً لها، وخطوة واسعة في الاتجاه الذي يؤطر بقوة، للاهتمام بالأكلات الشعبية الإماراتية، خاصة أنه ذو طابع عالمي.

ناهيك عن حضورها اللافت في المعارض التي تحرص على إقامتها مؤسسات الدولة المختلفة، في الأندية والمراكز التجارية، وتأتي على هامش المناسبات الكثيرة التي تمر بها دولتنا، والتي تجعل من التمسك بتراثنا أمراً لا مفر منه، فمن لا ماضي له لا حاضر عنده.

Email