أول مواطنة تقتحم غمار المهنة وتنافس بمجموعة شركات

حليمة النقبي.. سيدة العقار في الساحل الشرقي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حليمة محمد خميس مسمار النقبي سيدة أعمال من خورفكان بدرجة امتياز، هي أول مواطنة تحمل رخصة تجارية في المجال العقاري في مدن المنطقة الشرقية التابعة لإمارة الشارقة. تعرف عن نفسها بأنها عاشقة العمل التجاري أياً كان نوعه، وتسعى دائماً إلى خوض أعمال خارجة عن المألوف، من منطلق إيمانها أن المرأة مؤهلة للقيام بجميع الأعمال..

فهي رئيسة مركز شيص الصحي، ورئيسة وصاحبة مجموعة شركات المسمار، التي تعمل في «البيع والشراء والاستثمار، والتطوير والتسويق واستيراد وإعادة التصدير والوساطة»، في مجالات العقارات والمقاولات والأثاث والتدريب والتطوير باحترافية ورقي، وتطمح إلى العالمية.

بدأت النقبي عام 1988 في محل للخياطة، ثم أسست مصنعاً للقراقير، ثم افتتحت أول صالون نسائي في خورفكان عام 1990، ومن ثم مدرسة تعليم قيادة سيارات وتقديم الخدمات العامة، وحينها لم تجد التشجيع، بل الاستغراب ممن يعتقدون أن المرأة لا تصلح للعمل في قطاع يسيطر عليه الرجال، ومع إصرارها وفي ظل النجاحات التي تحققت بدأ الاستغراب يتلاشى رويداً رويداً، خصوصاً بعد استكمالها التعليم الجامعي في تخصص العلاقات العامة، ومتابعتها دراساتها العليا في القانون.

مقومات النجاح

في العمل؛ اختارت حليمة القطاع العقاري بثقة تحقيق النجاح كما في الأعمال التجارية الأخرى وأفضل، وقد اعتمدت في عملها في هذا المجال، على معرفة القوانين والشروط الأساسية وإجراءات البلدية والجهات المعنية، وما يطرأ عليها من تغيرات، وكذلك متابعة تطورات أسعار العقار والمزادات العقارية..

وعلى المستوى الشخصي فهي ملزمة بالصبر والقدرة على تحليل نفسية العميل، واحتياجاته الفعلية حتى تحقق له توقعاته، مع توفير مجموعة من الامتيازات للعميل، وهو ما كوّن لديها قاعدة عملاء عريضة من الجنسين.

وفي عملها أيضاً؛ أيقنت النقبي أن تتخطى المنافسين، فهي لا تشعر بالمنافسة مع أحد سوى نفسها بقصد النجاح والتميز، موضحة أنها حريصة على التعامل مع عملائها بمصداقية، واحترام لمصالحهم بالدرجة الأولى..

فالعمل الجاد يعتمد على المقومات الشخصية، وليس على الرجل أو المرأة، بل على الشخص وأسلوبه واحترامه لنفسه وعملائه، إذ اتجهت حالياً إلى العمل في تجارة واستيراد وتصدير الأثاث المصري، بأجود الأنواع، وفي أسعار تنافسية.

بصمة وتميز

وأضافت حليمة النقبي: الوصول إلى النجاح أمر شاق، ولكن مواصلة النجاح أمر أكثر صعوبة، وأنا أسعى دائماً لأن أكون متميزة، وأترك بصمة في كل عمل أمارسه. وهي تشرف على كل كبيرة وصغيرة تتعلق بأعمالها ولا تتسرع في قراراتها، بل تدرس الأمور بتأن وروية، وتستشير ذوي الاختصاص لديها، من مستشارين أكفاء ومحامين ومكاتب قانونية، ثم تقرر.

ورغم ذلك فهي سعيدة بعملها تماماً، وطموحها لا يقف عند حد، وهذا العام ستفتتح مكتبها الذي سيضم أعمالها التجارية مجتمعة في مقر واحد، إلى جانب افتتاحها معهداً متخصصاً في التدريب والتطوير.

النجاح مكفول

وأكدت حليمة أن المرأة الإماراتية أثبتت نجاحها، فهي قادرة على القيام بجميع الأعمال بكفاءة، وذلك واقع ملموس في الإمارات كافة، إذ تميزت المرأة عبر تقلدها وبجدارة، مناصب رفيعة في شتى المجالات، وبدعم كبير من القيادة الرشيدة، وهي ترى أن لكل امرأة فكرة أو مشروع نجاحه مكفول، عليها أن تبدأ وحسب، ففكرة تستمر ستة أشهر في أدراج التفكير، ستموت حتماً.

بعيداً عن المنصب والاهتمامات المهنية، تنظر حليمة النقبي إلى الحياة بإشراقة متجددة وتفاؤل لا يوصف بعبارات، فهي ربة بيت من الدرجة الأولى، وقد ساعدت أبناءها بعد وفاة زوجها على حب العمل والطموح العالي، إذ لديها 5 أبناء، 3 ذكور في مناصب أمنية وعسكرية وجميعهم متزوجون، وابنتان إحداهما متخصصة في الطب البشري، والأخرى هندسة معمارية.

لا عقبات

وعن العقبات التي واجهتها كسيدة أعمال، على المستوى الاجتماعي أو الشخصي أو القانوني، قالت: لم تواجهني عقبات، بل تعرقلت ببعض الصعوبات ثم تخطيتها بالإرادة والعزيمة والتفكير المنظم والتخطيط السليم، فالعمل التجاري والتفكير الإبداعي، أسلوب حياة بالنسبة لي، فلا أنفك عن التفكير في أي عمل أستطيع المغامرة فيه لتحقيق نجاح جديد..

ودائماً ما أبحث عن الأفكار المستحيلة التي تحقق لي حلماً يؤكد أن ليس هناك ما لا نستطيع خوضه. وأضافت: أسّست شركتي بجهودي الشخصية، ووجدت تعاوناً من الجهات الرسمية، وكنت حريصة جداً على أن يكون عملي منذ التأسيس مبنياً على أساس سليم وقوي، خاصة في الجانب القانوني.

تجارب ومحطات

واختتمت حليمة النقبي حديثها: طوال حياتي عايشت العديد من التجارب والمحطات، تعرضت في بعضها للخسارة والخداع والنصب والاحتيال، وكل ذلك كان دروساً لي ساعدتني على الوصول إلى ما أنا عليه الآن، من ثقة ودقة في اختيار الأشخاص الذين أتعامل معهم، فالنجاح والخسارة نسبتهما واحدة، ففي السوق لا توجد مثل ثابتة..

ولكن هناك مبادئ أساسية يجب الالتزام بها مع المنافسين والعملاء وزملاء المهنة، وعلى العموم أنا أعمل «على نيتي»، ورغم مرور السنوات ما زلت أعتبر نفسي في بداية الطريق، ولم أجنِ إلى الآن ما أطمح إلى تحقيقه.

سيرة ذاتية

تمتلك سيدة الأعمال حليمة النقبي، خبرات متنوعة أهلتها لتحقيق إنجازات متوالية في أعمالها التجارية الممتدة طوال 26 عاماً، كما تحتفظ بعضويات عدة لدى جهات كثيرة، منها: عضو مجلس إدارة غرفة وتجارة الشارقة، وعضو في مجلس سيدات أعمال الإمارات، وسيدات أعمال الشارقة، وسيدات أعمال أبوظبي، وكانت أمين عام سيدات أعمال الشارقة في دورته الثالثة في الفترة من 2007 إلى 2009م.

كما أنها تبادر بأعمال تطوعية في مختلفة البرامج والأنشطة في منطقة الساحل الشرقي وخارجها، وهي حاصلة على شهادات تقديرية من جهات حكومية واقتصادية كثيرة، فضلاً عن حصولها على عدد من الجوائز المحلية.

Email