بمشاركة 150 جهة وبزيادة ثلاثة أضعاف عن 2014

بلدية دبي تطلق «دوام بلا مركبات» الأربعاء المقبل

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تنظم بلدية دبي يوم الأربعاء المقبل،مبادرة «دوام بلا مركبات» وذلك للعام السادس على التوالي، بالتزامن مع اليوم الوطني للبيئة، وبمشاركة 150 جهة، تشمل كل المؤسسات والهيئات الحكومية، وقطاعات المصارف، والمطورين، والتجزئة.

وقال المهندس حسين ناصر لوتاه، مدير عام البلدية خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته البلدية، أمس، للإعلان عن المبادرة: أن الهدف الأساسي منها هو خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ونشر الوعي حول ظاهرة الاحتباس الحراري وكيفية الحد منها، وتعزيز الشراكة مع الدوائر الحكومية والقطاع الخاص في مجال الحفاظ على البيئة، ونشر ثقافة النقل الجماعي، ما يسهم في خفض معدلات الازدحام المروري في الإمارة، وتحقيق إنجاز جديد لدبي كمدينة صديقة للبيئة.

وأشار إلى أن دول العالم المتقدمة تحرص على أن تكون صديقة للبيئة عبر تبنيها لمختلف الحلول الإبداعية والمستدامة ضد التحديات البيئية التي تواجهها، خاصةً تلك المتعلقة بتلوث الهواء، وزيادة البصمة الكربونية الناجمة عن انبعاثات المركبات، وما يرتبط بذلك من تفاقم لظاهرة الاحتباس الحراري، مشيداً بالجهات المشاركة وجهود القائمين عليها لمساهمتهم في زيادة عدد المشاركات هذا العام ثلاثة أضعاف العام الماضي، ما يؤكد الوعي والدعم من كل المشاركين لأهمية غرس هذا السلوك البيئي الحضاري لدى أفراد المجتمع بما يعود بالنفع على بيئتهم المحيطة.

ووجهت البلدية الدعوة إلى كل المؤسسات والدوائر الحكومية، والمؤسسات التعليمية، والقطاع الخاص، للمساهمة في تحقيق الأهداف المذكورة، عبر المشاركة في المبادرة وتحفيز موظفيهم لاستخدام وسائل النقل الجماعي للوصول إلى مواقع العمل في يوم الأربعاء، والذي سيكون عوضاً عن استخدام المركبات الشخصية.

وذكر أنه في يوم الأربعاء ستكون الانطلاقة من محطة الاتصالات بالاتجاه إلى محطة الاتحاد الأقرب لمبنى البلدية، في حين سيتوزع باقي الموظفين كل حسب المحطة الأقرب إليه.

أعوام من النجاح

وقال لوتاه: «بدأت مبادرة «دوام بلا مركبات» قبل ستة أعوام، وحدها دون أية مشاركات من جهات أخرى، ومع ذلك تمكنت خلال ذلك اليوم من تقليل 1000 مركبة على الطرقات، حيث استخدم أصحابها وسائل النقل الجماعي للوصول إلى الدائرة، وفي العام الماضي شارك ما يزيد على 66 جهة حكومية، وخاصة، وتعليمية، ووصل وقتها عدد المركبات التي لم يتم استخدامها ما يقارب 7000 مركبة، ما أدى إلى خفض في انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون إلى 7 أضعاف خلال 5 سنوات، بمجمل يصل إلى 20 طناً من الغازات، علماً أن كل طن منها يفوق بكثير حجم حافلة ذات طابقين».

خفض الكربون

كما أكد أن المبادرة أصحبت عاماً بعد آخر واحدة من أهم المنصات على مستوى الدولة التي يمكن من خلالها عرض المنتجات، والمشاريع، والأبحاث، والممارسات الصديقة للبيئة التي تسهم في خفض البصمة الكربونية وتحقيق أهداف الاستدامة البيئية، من خلال المعرض البيئي الذي تنظمه البلدية في يوم المبادرة في ساحة مواقف المركبات التابع للمبنى الرئيسي لها في ديرة، والذي يتم من خلاله توفير مساحات كافية ومجانية للعارضين، خاصةً وأن هذا المعرض يحضره عدد من قادة ومديري مختلف الدوائر الحكومية في الإمارة، إضافة إلى كبار الشخصيات من القطاعات الأخرى وخاصةً القطاع الخاص، مبيناً أن المبادرة باتت محركاً فعالاً نحو تعزيز حجم الأعمال الخضراء في الإمارة، وبالتالي تعزيز توجهات وأهداف الدولة في مجال الاقتصاد الأخضر.

مبادرات بيئية

ودعا كل شرائح المجتمع لتبني روح وفكرة وأهداف المبادرة، وتفعيل مستوى الاستجابة للمسؤولية المجتمعية تجاه قضايا البيئة، من خلال الحد من استخدام المركبات الشخصية للوصول لمواقع العمل، واستخدام وسائل النقل الجماعي للمساهمة في تحقيق كل أهداف المبادرة بما يضمن تعزيز المكتسبات البيئية المتحققة في الإمارة لأجيال الحاضر والمستقبل، مشيراً إلى أن تبني أي مبادرات بإمكانه الإسهام في تحسين نوعية البيئة، والحد من مصادر الضجيج، والارتقاء بجودة الحياة لمجتمعاتها، والحفاظ على الموارد الطبيعية بما يلبي احتياجات أجيال الحاضر والمستقبل، والتي يرتكز تنفيذها ونجاحها على مشاركة مجتمعية حقيقية وفاعلة من مختلف القطاعات.

وأضاف: «إمارة دبي كعادتها تسعى دائماً لتحقيق الريادة في مختلف المجالات ومنها العمل البيئي، حيث استلهمت البلدية هذه الروح الوثابة في تطلعها نحو ريادة الإمارة كمدينة عالمية مستدامة، فأطلقت مبادرتها البيئية «دوام بلا مركبات» للمرة الأولى عام 2010، والتي تعد الأولى من نوعها في المنطقة، خاصةً مع طبيعة وحجم المشاركات فيها من مختلف القطاعات الحكومية وغير الحكومية، وطبيعة الإنجازات المتحققة من خلال تنفيذ المبادرة، والتي تتمثل في خفض البصمة الكربونية الناجمة عن انبعاثات المركبات، وتحديداً غاز ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي المساهمة بشكل مباشر في وضع حلول مستدامة لظاهرة الاحتباس الحراري التي تتسبب في العديد من الانعكاسات السلبية على بيئة ومجتمع واقتصاد الإمارة، ومنها تغير الأنماط المناخية وسخونة الطقس، وما يصحب ذلك من زيادة الرقعة الصحراوية وتقلص المساحات الخضراء».

ملوثات

وقال إن المركبات تعتبر المصدر الرئيس لملوثات الهواء، وتسهم بنسبة تتراوح بين 15 إلى 20 % من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون على المستوى العالمي، فالمركبة المصنعة في أميركا تطلق ما مقداره 300 باوند من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون إلى الهواء باستخدام خزان وقود ممتلئ بحجم 15 جالوناً، أما المركبة المصنعة في أوروبا فتطلق ما مقداره 4 إطنان من نفس الغاز سنوياً، وبشكل عام فإن قطاع النقل يسهم بنسبة 20 إلى 25 % من انبعاثات غازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري عالمياً، والحد من انبعاثات ملوثات الهواء مثل أكاسيد النتروجين، وغاز ثاني أكسيد الكبريت، وغاز أول أكسيد الكربون، والجسيمات العالقة في الهواء، والتي تهدد صحة وسلامة البيئة والمجتمع، إذ تؤثر هذه الملوثات بشكل كبير في سلامة الجهاز التنفسي للإنسان، كونها غازات سامة وقد يصل هذا التأثير إلى تهديد جهاز المناعة وكذلك التسبب في حالات الوفاة.

انبعاثات مميتة

وأشار إلى أنه تبعاً لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية، تبين أن عدد حالات الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والجهاز التنفسي التي تسببت بها ملوثات الهواء في كل من النمسا وسويسرا وفرنسا، تفوق 21 ألف حالة وفاة سنوياً، علماً أن هذا الرقم يفوق عدد الوفيات الناجمة عن الازدحام المروري في هذه الدول الثلاث، في حين تسهم الجزيئات العالقة الناجمة عن حركة إطارات المركبات على الطرق بالتسبب في وقوع 10 آلاف حالة وفاة سنوياً نتيجة الإصابة بأمراض القلب والرئة الناجمة عن استنشاق هذا النوع من ملوثات الهواء، فيما تمكنت مدينة مونتريال الكندية من خفض الكثير من انبعاثات الهواء بنسبة 90 % من غاز أكسيد النتروجين، و100% من غاز أول أكسيد الكربون في يوم تنفيذ هذه المبادرة، ما يوضح حجم تأثير تطبيقها في بيئة الهواء في المدينة، وخفض معدلات الضجيج المروري نتيجة خفض عدد المركبات التي تستخدم طرق الإمارة في ذلك اليوم، ومن النتائج المتحققة عالمياً في هذا المجال ما حققته مدينة مونتريال الكندية من خفض بلغ نسبته 38% من مستوى الضجيج المحيط في منطقة تنفيذ المبادرة، والمساهمة في خفض معدلات الازدحام المروري نتيجة لعدم استخدام المركبات الشخصية في الوصول لمواقع العمل والاستعاضة عنها بوسائل النقل الجماعي، خاصةً مع تزايد أعداد المركبات في شوارع الإمارة الذي يفوق مليوني مركبة يومياً، والطاقة الاستيعابية المحددة لشبكة الطرق في الإمارة، والتي تشكل تحدياً أساسياً لضمان انسيابية الحركة المرورية في الإمارة.

إحصاءات عالمية

وتشير الإحصائيات المتاحة عالمياً في هذا المجال إلى وجود عدد من حالات الوفاة يتراوح بين 10 آلاف إلى 24 ألفاً سنوياً، ناجمة عن الازدحام المروري، والذي يسهم في مضاعفة تأثير ملوثات الهواء على الصحة العامة، وفي الدول الأوروبية فإن ما نسبته 7% من الناتج الإجمالي لهذه الدول يتم إنفاقه نتيجة للتأثيرات البيئية والصحية الناجمة عن قطاع النقل، ومنها ما نسبته 83% ناجمة بشكل مباشر عن الازدحام المروري، والحفاظ على الموارد الطبيعية من خلال خفض معدلات استهلاك وقود المركبات، وبالتالي خفض معدلات استخدام الوقود الأحفوري المستخدم لتصنيع وقود المركبات .

شعار

من جهته، قال المهندس عبدالله الشيباني، الأمين العام لشؤون المجلس التنفيذي والأمانة العامة: «دوام بلا مركبات، شعار أطلقته بلدية دبي على مبادرتها الهادفة إلى المساهمة في زيادة الوعي لدى الجمهور بمدى أهمية دور كل فرد من المجتمع في المحافظة على البيئة، بلا شك أن اتباع سلوكيات المحافظة على البيئة سيسهم في استدامة مواردها والتقليل من الانبعاثات الضارة، تمهيداً لخطوات أخرى نحو تعزيز فرص تحقيق النقل الحضري المستدام، وتحسين نوعية الهواء في المنطقة الحضرية، ولا يخفى على كل متتبعي المبادرات التي تطلقها حكومة دبي الأولوية التي توليها، والدعم الذي تقدمه لكافة المبادرات والأفكار المتضمنة لحلول إبداعية مبتكرة يمكن من خلالها أو لربما من خلال أفكار أكثر إبداعاً يتم طرحها مستقبلاً تمكنها من وضع حلول مستدامة للتحديات البيئية التي تواجه الإمارة، وقد قمنا وفور طرح البلدية لفكرة المبادرة، بالمساهمة في تحفيز ورفع مستوى مشاركة مختلف الجهات الحكومية في الإمارة للمشاركة من خلال استخدام وسائل النقل العام يوم المبادرة، تمهيداً لجعلها سلوكاً روتينياً سيسهم بلا شك في تعزيز مكانة دبي محلياً وعالمياً».

إشادة

 

 

 

 

أشاد أحمد المطروشي العضو المنتدب لشركة إعمار، بالمبادرة، مثمناً الجهود التي تبذلها في سبيل الحفاظ على البيئة، وتشجيع أفراد المجتمع بمختلف شرائحهم على استخدام وسائل النقل المستدامة، مؤكداً أن شركة إعمار تدعم هذه الجهود التي تقوم بها البلدية، وتحرص دائماً على دعم هذه المبادرات المجتمعية الهادفة.

 

مسمار: المبادرة رمز نذكر فيه بضرورة حماية البيئة

 

أشار المهندس سالم مسمار، المدير العام لقطاع رقابة البيئة والصحة والسلامة في بلدية دبي، رداً على سؤال لـ«البيان»، حول أسباب عدم تكرار هذه المبادرة ثلاث مرات أو أكثر خلال العام، كونها تتسبب في خفض كل تلك الكميات من الانبعاثات الضارة، وسبب انتظار يوم البيئة لتنظيم مثل تلك المبادرات بشكل مستمر من قبل الدائرة، لا في المناسبات فقط، أن هذا اليوم وهذه المبادرة هي عبارة عن رمز نذكر فيه أنفسنا والآخرين من كل أفراد المجتمع بضرورة التعاون لحماية البيئة وصحة الإنسان من خلال التقليل من الانبعاثات واستخدام النقل العام، مؤكداً في الوقت ذاته أن البلدية تنفذ العديد من المبادرات البيئية التي لا تقتصر على يوم البيئة الوطني فقط، بل تبذل جهوداً مختلفة ومتنوعة في هذا المجال، إضافة إلى يوم المواصلات العالمي الذي تنظمه هيئة الطرق والمواصلات في دبي، والذي من شأنه أن يدعم أيضاً مثل هذه المبادرات.

كما أشار الشيباني في رد على سؤال حول السبب في عدم اعتماد سياسات خاصة بالحد من امتلاك المركبات الخاصة، ما يؤدي بالتأكيد إلى خفض كمية الانبعاثات: «السياسات المتعلقة بتخفيف الازدحامات المرورية وتقليل عدد السيارات الخاصة تحتاج إلى تضافر جهود عدة، ولا يمكن فرض سياسات مثل هذه إلا بعد اكتمال منظومة النقل الجماعي في الإمارة بشكل يغطي كل المناطق والشرائح، ولا بد من الإشارة هنا إلى أن جعل مدينة دبي «ذكية ومستدامة»، هو محور رئيسي في خطة دبي 2020 -2021، وهذا يدفعنا نحو التفكير في العديد من الخيارات الإبداعية والبدائل التي من شأنها تحقيق هذا الهدف».

Email