عقد في الهند وسط حضور عربي وإسلامي

«مؤتمر زايد للسلام»: تجربة مؤسس الإمارات رائدة

جانب من فعاليات مؤتمر الشيخ زايد العالمي للسلام وام

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعا المشاركون مؤتمر «الشيخ زايد العالمي الثاني للسلام» تحت شعار «نهضة العالم من خلال السلام» الذي انطلقت أعماله مساء أول من أمس، إلى ضرورة الاستفادة من تجربة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الحكيمة في بناء الدولة ودعم المسلمين في كل مكان، حيث أكدوا أن المغفور له يمثل للمسلمين القائد الحكيم الذي قدم للكثير من الدول الدعم والمساعدة بغض النظر عن الجنس أو العرق.

ويأتي انعقاد المؤتمر والذي يعقد ضمن فعاليات المؤتمر السنوي الـ37 لجامعة مركز الثقافة السنية الإسلامية في كاليكوت في ولاية كيرلا الهندية واستمر يوما واحدا - بحضور عربي وإسلامي كبير - في ظل الظروف الاستثنائية التي يشهدها العالم حيث تواجه الكثير من الدول اضطرابات واحتقانات وحروبا وتوترات طائفية وعرقية تتطلب مزيدا من التعاون لتحقيق الاستقرار والأمن لمجتمعاتها.

وشهد افتتاح المؤتمر، أومن شاندي رئيس وزراء ولاية كيرلا والشيخ أبوبكر أحمد رئيس جامعة مركز الثقافة السنية الإسلامية وساعد محمد المهيري القائم بأعمال سفارة الدولة في جمهورية الهند ومحمد حاجي الخوري مدير عام مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية والدكتورة موزة غباش رئيسة رواق عوشة بنت حسين الثقافي والخيري وجمعية الدراسات الإنسانية ورجل الأعمال يوسف علي رئيس مجموعة اللولو وعدد من السفراء المعتمدين في الهند وأعضاء البرلمان ورجال الأعمال من المملكة العربية السعودية ودولة الكويت.

كما حضر المؤتمر، نخبة تضم نحو ألف شخصية من العلماء والمفكرين والأكاديميين والمسؤولين في عدد من الدول العربية والإسلامية فضلا عن أكثر من 10 آلاف من طلبة الجامعة.

كلمة الافتتاح

وأعرب ساعد محمد المهيري في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية، عن سعادته بالمشاركة في أعمال مؤتمر الشيخ زايد للسلام الذي تنظمه جامعة مركز الثقافة السنية الإسلامية والتي وصفها بـ«الجامعة العريقة في هذه الولاية المتميزة».

وأضاف المهيري، أن الإسهامات الكبيرة التي قدمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مجال العلم والمعرفة والتنمية في دول العالم المختلفة وإيمانه بقضايا السلام والإنسانية، ستكون منهجا ودليلا لشعب دولة الإمارات العربية المتحدة.

وقدم في ختام كلمته الشكر والتقدير لحكومة وشعب الهند الصديق والقائمين على الجامعة وللشيخ أبوبكر أحمد والمشاركين والحضور، داعيا الله تعالى أن يكون العام الجديد عام خير وسلام على الجميع.

نهج

من جانبه قال الشيخ أبوبكر أحمد في كلمته، إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان يركز على التنمية وبناء الإنسان ويدعو إلى تعميق قيم التسامح والحوار في مواجهة دعاة الصدام والصراع باسم الدين.

وأضاف في هذا السياق أنه «لذلك سعينا من خلال عقد هذا المؤتمر إلى أن نعمل على ترسيخ فكر الشيخ زايد ودعواته الدائمة إلى السلام العالمي والتعايش بين شعوب العالم»، منوها بالتجربة الهندية في التعايش السلمي بين جميع الأديان والطوائف المختلفة.

وقال إن العالم الإسلامي يشهد حروبا طائفية وصراعات مسلحة وأعمال عنف مما يوجب علينا أن نعمل على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في نشر مبادئ السلام ونبذ العنف وإرساء السلام والعمل على تطوير الدول تنمويا.

وثمن رئيس جامعة مركز الثقافة السنية الإسلامية دعم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وقال «إنه خير خلف لخير سلف .. كل الحب والتقدير والاحترام لسموه الذي يعد من رواد العطاء والعمل الإنساني حيث تجد دولة الإمارات من أوائل الدول التي تقدم المساعدات الإغاثية لدعم الدول المنكوبة في شتى الدول وتقف وتتضامن بكل حب وإخاء مع الشعوب المتضررة».

وأشاد بجهود أصحاب السمو الشيوخ حكام الإمارات معربا عن تقديره للمواقف الإنسانية والخيرية المشرفة لهم.

أجواء التسامح

من جانبه أشاد رئيس وزراء ولاية كيرلا في كلمته بأجواء التسامح التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة والتي تعيش على أرضها مختلف الجنسيات والأديان والأعراق بفضل قيادتها الرشيدة والتي قدمت نموذجا تنمويا ليس فقط في المنطقة بل في العالم أجمع.

وقال إن المؤتمر يوجه رسالة هامة للعالم بأهمية رسالة السلام التي كان من بين أبرز دعاتها حكيم الأمة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي بنى دولة حديثة أصبحت من أكثر دول العالم تطورا وتميزا.

وقدم بعد ذلك الدكتور نواف الشهري من كلية الشريعة بجامعة تبوك في المملكة العربية السعودية ورقة عمل تحدث خلالها عن أهمية التسامح والرحمة بين المسلمين مستشهدا بعدد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تحث المسلم على الخلق القويم والابتعاد عن التعصب والكره.

قائد حكيم

بدوره تناول الدكتور أحمد ابراهيم من الجامعة العالمية الإسلامية في ماليزيا شخصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي يمثل لنا كمسلمين القائد الحكيم الذي قدم للكثير من الدول الدعم والمساعدة بغض النظر عن الجنس أو العرق، داعيا إلى ضرورة الاستفادة من تجربته الحكيمة في بناء الدولة ودعم المسلمين في كل مكان.

واستعرض الدكتور عبدالحكيم أزهري المدير التنفيذي لمركز جامعة الثقافة السنية الإسلامية أبرز محطات مسيرة التنمية التي أطلقها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مركزا على مساعداته الإنسانية والخيرية السخية والتي غطت شتى بقاع العالم وفي شتى المجالات التعليمية والتنموية وبناء المساجد وحفر الآبار وبناء المساكن وغيرها والتي لم تركز فقط على مجال واحد وذلك إيمانا منه «رحمه الله» بأن التعليم والتنمية هما اللبنة الأساسية في بناء المجتمعات والحفاظ عليها وخلق جيل معتدل يلتزم بمبادئ الدين الإسلامي المتسامح.

كما تحدث سماحة الشيخ محمد يوسف محمد صادق مفتي أوزبكستان خلال المؤتمر عن الأهمية البالغة لموضوع المؤتمر والمتمثل في التسامح والبعد عن العنف واستلهام رؤية ونهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وحكمته التي قادت الدولة إلى التطور التنموي بفضل سياسته المتوازنة.

وخلال الجلسة الختامية قدم الشيخ أبوبكر أحمد الدروع التذكارية لساعد محمد المهيري ومحمد حاجي خوري ولعدد من كبار المسؤولين والمفكرين والعلماء الذين شاركوا في المؤتمر.

إضاءة

أطلقت جامعة مركز الثقافة السنية الإسلامية في كاليكوت في ولاية كيرالا في الهند، قبل عامين، مؤتمر الشيخ زايد للسلام حرصا منها على نشر فكر ورؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي ارتكز على السلام وتحقيق الأمن والاستقرار للمجتمعات كافة إلى جانب تركيزه رحمه الله على التنمية والمحافظة على مكتسبات الدولة ومنجزاتها.

وتأسست الجامعة عام 1978 وتتوزع فروعها في مختلف ولايات الهند والبالغ عددها 27 ولاية إضافة إلى أكثر من 350 مدرسة تتضمن مائة ألف طالب وطالبة تبلغ نسبة الطالبات فيها 40 في المائة واستطاعت إنجاز العديد من المشاريع التعليمية، ويدير المركز ما يقرب من ألف معهد في جميع أنحاء الهند وخارجها.

رجال أعمال خليجيون: ينبغي الاستثمار في "مدينة المعرفة"

دعا عدد من رجال الأعمال الخليجيين على هامش المؤتمر إلى ضرورة الاستثمار في مدينة المعرفة التابعة لمركز جامعة الثقافة السنية الإسلامية في كيرلا والتي تضم كليات علمية وتربوية ومدارس خاصة ومستشفى وغيرها من المؤسسات والتي سيتم استكمال المشاريع كافة فيها عام 2020 فيما ستضم كلية الهندسة وإدارة الأعمال وكلية تقنية المعلومات ومركزا للتدريب المهني خاصا بالطالبات ومدرسة ذات معايير دولية ومدرسة أخرى لذوي الاحتياجات الخاصة ومستشفى يسع 500 سرير.

وأكدوا أهمية الدور الذي تقوم به الجامعة في تعليم عشرات الآلاف من الطلبة والطالبات منوهين بدور دولة الإمارات العربية المتحدة وحرصها الدائم على تقديم يد العون والمساعدة منذ سنوات طويلة بدعم قوي من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي دعم مركز الجامعة منذ تأسيسه عام 1978 حتى أصبح من أهم المراكز الثقافية والتعليمية في القارة الآسيوية.

وشددوا على ضرورة استثمار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في تطوير وتدريب العمالة الهندية بشكل مهني وتقني والاستفادة منهم بما يعود بالنفع على الجانبين وذلك من خلال عمل مؤسسي خليجي يشرف بشكل مباشر على إدارة مدينة المعرفة.

وقال محمود كريشان من دولة الكويت - مشارك في المؤتمر - إن الأعمال التي قام بها المغفور له الشيخ زايد لا تموت فهو الغائب بالجسم والحاضر بالعمل مضيفا أنه «كان رحمه الله يجسد كل معاني الإنسانية والدين الإسلامي وأياديه البيضاء امتدت لمختلف الدول» مشيرا إلى أن مبنى كلية الطب البديل الذي تم افتتاحه أمس كان بدعم من بيت الزكاة الكويتي ويعد أول مشروع تشارك به بلاده في مدينة المعرفة.

بدوره قال فهد العلي من المملكة العربية السعودية - مشارك في المؤتمر - إن زايد الخير قدم الكثير للإسلام والمسلمين ومختلف سائر دول العالم وارتبط اسمه رحمه الله بالمراكز الإسلامية الثقافية والتعليمية المختلفة والتي غدت منارات للعمل ينهل منها المسلمون في شتى أرجاء العالم.

Email