حضور غير مسبوق عند المحن والكوارث

«الهلال» تتصدر الهيئات العالمية في العمل الإنساني

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حققت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي إنجازات غير مسبوقة في مجال عملها الإنساني على الصعيدين المحلي والخارجي، وذلك من خلال كثافة أنشطتها وحضورها غير المسبوق في الساحات الملتهبة ونجدتها للمتضررين من الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية، وحرصت الهيئة على تقديم العون والمساعدة للفئات المحتاجة في المجتمع المحلي وفي المجتمعات الأخرى بغض النظر عن اللون والدين والجنس مستندة إلى مبادئ وقيم وضعتها قيادة الدولة الرشيدة في تعاملها مع الدول والشعوب الأخرى.

وظهر هذا التقدم في كثافة العمل الإنساني لدى هيئة الهلال الأحمر سنة بعد أخرى حتى وصلت قيمة ما أنفقته منذ تأسيسها حتى العام 2013 إلى أكثر من ثمانية مليارات درهم كما أعلن ذلك سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر في تصريحه بمناسبة الذكرى الحادية والثلاثين لتأسيس الهلال.

وأكد سموه أن توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، كانت البوصلة التي رسمت الطريق أمام هيئة الهلال الأحمر لتواصل تصدرها في مجال العمل الإنساني على الصعيد الدولي وتتبوأ مركزاً متقدماً بين جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر على مستوى المنطقة والعالم.

وقال سموه إن هذا الزخم الكبير الذي ميز مسيرة عطاء الإمارات عبر بوابة الهلال الأحمر هو الثمرة التي جنيناها من غرس الوالد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، رائد العمل الإنساني لإعلاء قيمة الإنسان بحد ذاته وبغض النظر عن عرقه أو جنسه أو ثقافته وأن الواجب الإنساني يحتم على القادر أن يكون في عون أخيه الإنسان تطبيقاً لقواعد الرحمة والتكافل بين البشر.

مشروعات تنموية

ونوه سموه بأن الهلال الأحمر يعمل الآن في العديد من الساحات من خلال برامج ومشاريع تنموية تتجاوز مرحلة الإغاثة العاجلة إلى مرحلة التأهيل والتمكين والعودة بالمجتمعات المنكوبة إلى حياتها الطبيعية والاندماج الاجتماعي والإسهام في استقرار وأمن وتنمية مجتمعاتها وهو ما يؤكد النظرة الإنسانية طويلة الأمد للهلال الأحمر تجاه الفئات الضعيفة والمهمشة.

وتعددت الفعاليات والأنشطة التي نفذتها الهلال الأحمر خلال العام الجاري 2014 سواء داخل الدولة أو خارجها، كما زادت قيمة المشاريع الإنشائية والإغاثية التي أنفقتها الهلال على الفئات المحتاجة معتمدة في ذلك على قاعدتين اساسيتين هما طاقمها الاداري والفني وشركائها من المحسنين واهل الخير والمؤسسات المجتمعية الأخرى الذين يقفون بثبات إلى جانب الهيئة في تنفيذ مشروعاتها الإنسانية وكذلك المتطوعين الذين يعدون سنداً مهماً للهيئة في تنفيذ برامجها.

ويستفاد من آخر تقرير أصدرته هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أن جملة ما انفقته الهلال على البرامج الإنسانية والمشاريع التنموية والانشطة الاغاثية خلال الشهور العشرة الماضية من العام الجاري 2014 بلغت 396 مليوناً و588 ألفاً و104 دراهم من بينها 262 مليوناً و715 ألفاً و452 درهماً خارج الدولة و133 مليوناً و872 ألفاً و652 درهماً أنفقت داخل الدولة.

نقلة نوعية

وشهدت جهود الهيئة خلال الفترة الماضية نقلة نوعية تمثلت في التركيز على تنفيذ المشاريع التنموية التي تعمل على تعزيز قدرة السكان المحليين في الأقاليم الأكثر هشاشة والمناطق الملتهبة ومساعدتهم على التكيف مع الأخطار المحدقة بهم والنكبات المادية والاجتماعية والاقتصادية التي يواجهونها، حيث أدركت الهيئة أن العمل الإنساني الفاعل والمؤثر يقوم على هذه الأسس التي تعمل على إيجاد مشروعات تنموية تنهض بمستوى الأسر والفئات الضعيفة وتوفر لها حلاً ودخلاً ثابتاً يعينها في مستقبل أيامها على مواجهة ظروف الحياة الصعبة بدلاً عن المعونات الآنية والمساعدات المباشرة التي مهما زاد حجمها لا تفي بالهدف المنشود. وقطعت الهيئة شوطاً كبيراً في هذا الصدد ونفذت العديد من المشاريع التي كان لها أثرها في تحسين ظروف المستهدفين في عدد من الدول وساعدتهم على استرداد حيويتهم ونشاطهم على نحو أفضل.

وعلى الصعيد المحلي عملت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي على تنفيذ عدد من الفعاليات والانشطة داخل الدولة بإقامة عشرات الدورات التدريبية لموظفيها وللمتطوعين الذين يقفون إلى جانب الهيئة في تنفيذ انشطتها وكذلك في تقديم المساعدات الاغاثية والموسمية للفئات المحتاجة مثل الأسر الفقيرة والأيتام ومساعدة السجناء.

وشهدت فروع الهلال الاحمر في كل أنحاء الدولة نشاطاً متزايداً في تنفيذ مثل هذه الانشطة، حيث تم خلال النصف الأول من العام الجاري إقامة اكثر من 80 دورة إسعافات أولية وتدريبية لموظفيها وللمتطوعين وكذلك تنفيذ الفعاليات الإنسانية مثل تنظيم عملية تجهيز وتوزيع موائد الرحمن التي تقام سنوياً في شهر رمضان المبارك في عشرات المواقع داخل الدولة وكذلك توزيع المير الرمضاني ورعاية المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة وتقديم العون والمساعدة للأسر المحتاجة والأيتام وغيرهم.

الإسعافات الأولية

وقال الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر في تصريح له بمناسبة اليوم العالمي للإسعافات الأولية، إن الهيئة تولي الإسعافات الأولية ونشر التوعية الصحية والوقائية اهتماماً كبيراً باعتبارها جزءاً من مسؤوليات الهلال الأحمر على الصعيد المحلي.

وأكد أن إنقاذ حياة المصابين من خلال التدريب الجيد وسرعة التدخل والتوعية بأخطار الحرائق والإصابات المنزلية والكسور وحوادث الطرق يأتي على رأس اهتمامات الهيئة في مجال نشر الوعي الاسعافي لدى فئات المجتمع كافة.

وأشار الفلاحي إلى أن الهيئة أقامت منذ عام 2011 حتى الآن ألفاً و50 دورة إسعاف استفاد منها 18 ألفاً و640 شخصاً من مختلف المهن والأعمار مع التركيز على طلاب وطالبات المدارس والجامعات.

كما نفذت الهيئة برامج للتدريب الصيفي للطلبة في المدارس والكليات الجامعية من مختلف إمارات الدولة وذلك بهدف رفع كفاءة الطلبة المواطنين وتفعيل دورهم في سوق العمل واستغلال أوقات فراغ الشباب في برامج تدريبية مكتبية متعددة تزيد من مهاراتهم وخبراتهم العملية من خلال تدريبهم العملي في مختلف فروع وإدارات الهيئة.

ومن أبرز الأنشطة التي نفذتها الهيئة خلال العام اللقاءات التي عقدتها لمدارس أبوظبي للتعريف بجائزة عون للخدمة المجتمعية والمشاريع والمبادرات التطوعية المجتمعية المرتبطة بأنشطة الميدان التربوي على مستوى الدولة وتحفيز طلبة المدارس للعمل التطوعي بالهلال الأحمر، وقد شاركت في هذه الفعاليه نحو 200 مدرسة.

ونظراً للاهتمام الذي توليه هيئة الهلال الاحمر لفئة الايتام الذين تكفلهم الهيئة ويصل عددهم إلى نحو 85 ألف يتيم من داخل الدولة وخارجها فقد نظمت هيئة الهلال الاحمر افطارات مفتوحة للأيتام المكفولين لدى الهيئة داخل الدولة بمناسبة يوم اليتيم في العالم الإسلامي وذلك تكريساً لنهج التواصل الاجتماعي مع الايتام وتعبيراً عن الاهتمام المتزايد بدعم ورعاية الفئات الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم الإنسانية خصوصاً الأيتام.

رحلة بحرية

وفي لفتة إنسانية مهمة نظم فرع الهلال الأحمر بدبي رحلة بحرية لعدد من كبار السن على ظهر اليخت «زعبيل» الذي يحمل بين طياته تاريخاً واسعاً يعود إلى أكثر من خمسين عاماً وتعود ملكيته إلى المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم بعد خروجه من محطة السيف يمخر عباب البحر.

وضمت الرحلة أكثر من 70 شخصاً من كبار السن ومرافقيهم المسجلين لدى ملتقى الأسرة بدبي ورعاية المسنين بالشارقة ودار رعاية المسنين بعجمان وجمعية أصدقاء المسنين إضافة إلى وجود عدد من الشخصيات الإعلامية والفنية.

واستهدفت الرحلة إحياء أيام البحر والتراث والعادات البحرية القديمة وترديد العديد من أغاني البحر التي تفاعل معها المسنون الذين طالما ارتبطوا مع البحر خلال ممارستهم للغوص والصيد.

وخلال الرحلة قام متطوعو الهلال الأحمر بتوزيع الهدايا على المسنين والتقاط الصور التذكارية معهم وتبادلوا معهم الأحاديث التي لا تخلو من الشجن والحكمة.

ولأهمية نشاط المتطوعين في هيئة الهلال الأحمر فقد نظمت إدارة المتطوعين حزمة من الأنشطة والفعاليات المجتمعية التطوعية شارك فيها عدد من منتسبي الجهات الرسمية والخاصة شركاء الهلال الأحمر في العمل الإنساني وذلك في إطار الخطة التشغيلية لإدارة المتطوعين بعد إطلاق البرنامج التدريبي لعام 2014 الذي أعدته الإدارة ليستفيد منه متطوعو الهلال كافة في كل الفروع.

وهدف هذا البرنامج إلى إعداد كوادر تطوعية مؤهلة لخدمة الوطن والمجتمع المحلي ورفع مستوياتهم العملية وجهوزية خبرتهم في العمل التطوعي للاستعانة بهم في تنفيذ برامج الهيئة الإنسانية والإغاثية خارج الدولة.

انتشار

تكللت جهود هيئة الهلال الأحمر الميدانية على الساحة المحلية بتحقيق انتشار أوسع وزيادة عدد المستفيدين من خدماتها في جميع مناطق الدولة وهي أهداف عليا ظلت الهيئة تسعى لتحقيقها عبر وضع الخطط والاستراتيجيات وتفعيل الآليات للوصول إلى المستهدفين في مناطقهم وتلبية احتياجاتهم الأساسية، حيث تتضمن برامج الهيئة داخل الدولة عدداً من المجالات الحيوية منها المساعدات الإنسانية والطبية وبرامج الكفالات الاجتماعية مثل كفالة طلاب العلم ورعاية السجناء وتأهيل المعاقين إلى جانب برامج دعم المؤسسات والمشاريع المحلية والحملات الخيرية التي تستهدف مساندة الأسر الضعيفة والمتعففة التي تقطن الأحياء البعيدة عن مراكز المدن.

شراكة مجتمعية

في إطار الشراكة المجتمعية مع مشروعات الهلال الأحمر قدمت مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون جزءاً من عائدات مهرجان أبوظبي 2014 للهيئة كمساهمة منها لمشاريع وانشطة الهلال الاحمر داخل الدولة وخارجها.

وأكد الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام للهيئة، أن الهلال الاحمر تولي مبدأ الشراكة الإنسانية والخيرية مع المؤسسات العامة والهيئات الخاصة كافة في الدولة أولوية قصوى باعتبار أن شركاء الهلال الأحمر في العمل الخيري والإنساني الداعمين الأساسيين لمختلف الأنشطة والبرامج الإنسانية التي ينفذها الهلال داخل الدولة وفي الكثير من دول العالم.

كما قدم موظفو شركة جاسكو مبلغ نصف مليون درهم إسهاما منهم في مشروعات الهلال الأحمر الخيرية والإنسانية.

وقدم موظفو جاسكو للهلال الأحمر أيضاً تبرعات عينية تم جمعها من خلال حملة للتبرع أطلقتها الشركة لموظفيها في المقر الرئيسي ومواقع الشركة المتعددة وذلك إحياء للذكرى التاسعة لوفاة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في التاسع عشر من شهر رمضان المبارك. وفي إطار تعزيز الشراكة بين الهلال الأحمر والمؤسسات المجتمعية الأخرى وقعت الهلال عدة اتفاقيات شراكة مع عدد من هذه المؤسسات منها اتفاقية شراكة مع مؤسسة جاليري الاتحاد للوحات الفنية.

18 مليون درهم في رمضان مساعدات خارجية

اعتمدت هيئة الهلال الأحمر 18 مليون درهم لتعزيز جهودها الإنسانية خارج الدولة خلال شهر رمضان منها 11 مليون درهم لبرامج الشهر الموسمية مثل إفطار صائم وزكاة الفطر وكسوة العيد واستفادت من هذه البرامج 71 جهة في 57 دولة في آسيا وإفريقيا وأوروبا.

واعتبرت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مبادرة سقيا الإمارات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتوفير مياه الشرب النظيفة لخمسة ملايين شخص حول العالم مبادرة إنسانية أحيت للملايين في شتى أنحاء العالم الذين يواجهون شبح الموت نتيجة شح المياه واتساع رقعة القحط والجفاف في الكثير من الدول وتمثل انتصاراً لحقوق الإنسان الأساسية والتي من أهمها حقه في الحصول على المياه النظيفة.

وفور تكليف الهيئة بتنفيذ هذه المبادرة وضعت خطة وبرنامجاً مكثفاً للقيام بهذه المهمة الإنسانية.

وأكد الأمين العام للهلال الأحمر أن الهيئة أكملت استعداداتها لإنجاح فعاليات المبادرة ووضعت خطة وآليات فعالة للمساهمة في تعزيز برامج المبادرة والحملة المصاحبة لها بمشاركة جميع فروع الهيئة في الإمارات ومكاتبها خارج الدولة، وبدأ التنفيذ حيث تجري على قدم وساق عمليات حفر الآبار في عدد من الدول التي تستهدفها المبادرة.

وتعتبر أفغانستان من أوائل الدول التي بدأ فيها حفر الآبار، حيث يجري حالياً حفر 73 بئراً في أكثر المناطق التي يواجه سكانها معاناة كبيرة في الحصول على المياه وتتوزع الآبار في عدد من القرى البعيدة عن المدن الرئيسية.

كما بدأت الهيئة فعلياً في حفر أربع آبار ارتوازية في محافظة أربيل بكردستان العراق وتواصل اللجنة المختصة بمتابعة سرعة تنفيذ المبادرة، وقد حددت اللجنة 60 دولة حول العالم تستفيد من المبادرة في مرحلتها الأولى خصوصاً تلك التي تواجه صعوبات كبيرة في الحصول على مصادر مياه نظيفة وتم في هذا الصدد التواصل مع تسع دول عبر سفارات الدولة ومكاتب الهيئة الخارجية شملت الصومال وتنزانيا وغانا ومصر والسودان وماليزيا وباكستان إضافة إلى أفغانستان وكردستان العراق.

وقام وفد من هيئة الهلال الأحمر بزيارة عدد من الدول لمتابعة تنفيذ المبادرة فزار اربيل بكردستان العراق وتفقد المناطق التي تم اختيارها لحفر أربع آبار ارتوازية لتوفير المياه الصالحة للشرب.

وبدأت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي حفر 20 بئراً في تنزانيا ضمن مبادرة «سقيا الإمارات»، وتكفي هذه الآبار احتياجات 40 ألف تنزاني من المياه العذبة في نحو 27 قرية في أكثر المناطق تأثراً بشح المياه لا سيما أن مشكلة ندرة المياه أصبحت كابوساً يهدد الكثير من الدول.

وأنهت هيئة الهلال الأحمر عمليات حفر 177 بئراً في خمس دول آسيوية وأفريقية ضمن المبادرة، ويستفيد من مياه هذه الآبار - التي تراوحت المدة الزمنية لحفرها ما بين 10 و15 يوماً - 267 ألفاً و960 شخصاً في كل من أفغانستان وتنزانيا والهند وغانا والعراق.

إلى ذلك كللت جهود الهلال الأحمر الإماراتي بحفر 50 بئراً في ست ولايات في غانا يستفيد منها 50 ألف شخص في المناطق ذات القحط والجفاف الشديد، بينما تم في الهند حفر 30 بئراً في 4 ولايات يستفيد منها 12 ألف شخص.

Email