خلال اللقاء مع ممثلي وسائل الإعلام العربية والأجنبية في أبوظبي:

أنور قرقاش: تجربتنا التنموية يشهد لها العالم

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون السياسية أن تجربة دولة الإمارات في مسيرة التنمية في كافة جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية وغيرها حققت نجاحات وإنجازات كبيرة شهد بها الجميع رغم بداياتها المتواضعة، التي كانت تنطوي على الفرقة والخروج من فترة استعمارية طويلة، وأشار إلى أن الثروة النفطية أسهمت كثيرا في الإنجازات التي حققتها الإمارات، لكن في نفس الوقت الثروة النفطية تحققت لعدة دول أخرى ولم تنجز ما حققته دولة الإمارات، وذلك لأن الدولة التزمت بالشفافية وحسن التدبير للأمور من قبل القيادة السياسية، فاستطاعت خلق نموذج تنموي مهم.

جاء ذلك خلال اللقاء الإعلامي مع ممثلي وسائل الإعلام العربية والأجنبية، والذي نظمه المجلس الوطني للإعلام بفندق سانت ريجيس في أبوظبي، في اطار احتفالات الدولة بالعيد الوطني الثالث والأربعين.

وأضاف معاليه أن دولة الإمارات أصبحت اليوم مستقرة ومطمئنة ومتحدة ومزهرة، ولكن لا يعني هذا أنها غير قلقة لما يدور حولها من صراعات في الدول المجاورة، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن نكون مستقرين ومطمئنين في منطقة تعاني من الاضطرابات، لافتا إلى أن انتشار «داعش» مؤخرا لا يجعل أي نظام سياسي آمنا من التحديات التي تشهدها المنطقة.

دور إماراتي

وتساءل معاليه: «ونحن نحتفل باليوم الوطني هناك أسئلة تطرح حول: هل هناك دور إماراتي متنام في السياسة الخارجية على صعيد النموذج، وأقول لمعرفة سياستنا الخارجية يجب أن نعرف القيم التي نسعى لتحقيقها، فالإمارات ليس لديها هدف للعب دور إقليمي، لكن هدفنا في منطقة تموج بالاضطرابات المدمرة هو تشجيع وتعزيز قيم معينة تتعلق بإرادتنا في حبك كيان الدولة الوطنية وأن نحقق الاستقرار والأمان للدول المجاورة، وأن نعزز الازدهار في المنطقة عموما، لأنه لا يمكن أن يكون هناك 3 أو 4 دول عربية مزدهرة من أصل 20 دولة تعاني من المشاكل الاقتصادية والاضطرابات، مشيرا إلى أنه لا بد من منظومة عربية تدعم وتعزز بعضها البعض، فهو توجه ضد التطرف مع الاعتدال والاستقرار والحفاظ على كيان الدولة الوطنية التي نراها مهددة في أكثر من مكان في المنطقة العربية، جراء التحديات التي تشهدها منذ أكثر من 3 سنوات.

دعم مصر

وتحدث الدكتور أنور قرقاش عن موقف الإمارات الداعم لمصر بقوله: «إن مصر بالنسبة للإمارات والدول العربية من الأهمية بمكان لدورها ومكانتها في العالم العربي، وبالتالي لا يمكن أن نتحدث عن عالم عربي معتدل ومستقر دون أن تكون هناك مصر المعتدلة المستقرة، لأن خصوصية مصر أنها منتجة للثقافة، وبالتالي إذا انتتجت مصر ثقافة معتدلة فإن ذلك يعني مساهمتها في ثقافة الاعتدال في الوطن العربي والعكس صحيح».

وأوضح معاليه بأن دولة الإمارات لا تعمل بمفردها في تكريس قيم الاستقرار والأمان، بل نعمل ضمن قناعات عديدة، فهناك دول عربية عديدة تعاني من الطائفية وتحديات الإرهاب وتحتاج للمساعدة.

ولفت إلى رفض أي تدخل تركي في مصر، وقال «إن التدخل التركي في الشؤون الداخلية لمصر مرفوض تماما لأنه ضد الاستقرار»، وأكد أن تدخل تركيا في الشأن المصري انعكس سلبا في علاقاتها مع الإمارات والعالم العربي وآن الأوان لأن يتوقف هذا التدخل السافر في شؤون مصر الشقيقة.

ولفت إلى أن العالم العربي يمر اليوم بفترة غاية في الصعوبة، وهي فترة ممتدة، ولعل المهم فيها أنها أصبحت واضحة وأصبحنا أكثر إدراكا لطبيعة التوجهات التي تمر بالمنطقة، وقال «نحن قلقون من تدخل العديد من الدول الإقليمية في الشأن العربي، ونرى أنه انعكاس ومرآة لحالة الضعف والتشتت في الوطن العربي، مما يؤكد ضرورة عودة اللحمة العربية والحوار العربي.

ولا شك أن بيان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بعد اجتماع الرياض كان واضحا في مسألة الدعم الجماعي لمصر، وهذا ما نأمله في ترجمة المصالحة الخليجية، وتسخيرها في تفعيل الدعم السياسي والاقتصادي لمصر».

وضوح وشفافية

وأشار إلى أن دولة الإمارات في العديد من قراراتها كانت واضحة وشفافة، مشيرا إلى أن صدور قائمة التنظيمات الإرهابية التي اعتمدها مجلس الوزراء مؤخرا كانت تطبيقا لأحكام القانون الاتحادي رقم 7 لعام 2014 بشأن مكافحة الجرائم الإرهابية الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.

وقال: «كما أن لدينا وضوح في مسألة التطرف فنحن نرى أن التطرف يفرز الأرضية الحاضنة للإرهاب، وبالتالي لابد من التصدي لثقافة التطرف، سواء كانت في المدارس أو الجامعات أو الإعلام أو غير ذلك».

وأضاف أن العديد من دول العالم تنظر إلى المنطقة العربية وتطلب منها الكثير والعرب ينظرون إلى عالمهم ويطلبون الشيء البسيط، يطلبون الاستقرار والأمن والأمان ونطلب عودة الملايين إلى ديارهم، ونرى ذلك أنه لابد أن يكون اللبنات الأولى للبناء والتطوير.

وردا على سؤال يتعلق بقائمة التنظيمات الإرهابية أشار معاليه إلى أن الدولة اعتمدت على منهجية واضحة فيما يخص المنظمات والحركات التي أدرجت في القائمة، حيث اعتمدت على مسألة التحريض والتمويل، إضافة إلى الفعل الإرهابي، وفي نفس الوقت لم يغفل القانون أن يقوم بتحديث هذه القائمة ما بين فترة وأخرى، حيث يمكن حذف أي منظمة مدرجة في القائمة من خلال حكم قضائي، إذا ما أثبتت تغيّر منهجها أو وضعها عن طريق الخطأ.

ولفت إلى حوار سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية لقناة فوكس الإخبارية، عندما سئل عن قائمة التنظيمات الإرهابية، بأن سقف الإمارات كان منخفضا جدا فيما يخص قبول مسألة التحريض، لافتا إلى أن الإمارات انتهجت قضية التصدي للإرهاب قبل 20 سنة تقريبا، حيث بدأت التحكم في الأموال والتحريض وأكدت الأحداث أن ما فعلته الدولة كان صحيحا.

الصراع العربي الإسرائيلي

وفيما يخص الصراع العربي الإسرائيلي، أشار الدكتور قرقاش إلى أن الرأي العربي والعالمي المعتدل يرى أهمية حل الدولتين ونحن نرى الإدارة الإسرائيلية تقوض هذا الحل يوميا، وكأنها تقول للعرب والعالم لا نريد أي نوع من الاعتدال، مشيرا إلى أن القيادة الإسرائيلية «تكتيكية» في قيادتها وليست استراتيجية، لأنها تتخذ هذه الإجراءات وعينها على الانتخابات واستقطاب الأحزاب الأخرى المتشددة.

وأكد الدكتور قرقاش أن خطر الإخوان المسلمين لايزال مستمرا في العديد من الدول العربية، داعيا إلى ضرورة مواجهة هذا الخطر، كما أوضح أنه لا يرى في الأفق أي حل للأزمة في سوريا إلا من خلال قمة روسية ـ أميركية.

وفيما يتعلق بسؤال حول إدراج الإخوان ضمن قائمة الإرهاب، أكد معاليه أن هذا القرار سيادي، ونحن في صراع ضد التطرف، ونحن بدولة الإمارات على قناعة بأن الإخوان خلف أي فكر متطرف أو منحرف، وبعد الاطلاع على تجاربهم ومناهضتهم للثورة في مصر، تأكد أن كل قيادي متطرف يعود في أصوله إلى جماعة الإخوان المسلمين، وهو دليل دامغ على توجهاتهم نحو العنف والتطرف.

وأوضح أن الإمارات دولة تتجنب اللون الرمادي، وضد أنصاف الحلول، ومواقفها واضحة، ومواقفها ضد الإرهاب والتطرف واضحة ولا غموض فيها، وأنها واجهت ذلك طوال عقدين.

وحول توجه الإمارات نحو غرب آسيا، أشار الوزير إلى أن الإمارات سعت دوماً إلى تحسين علاقاتها مع العالم أجمع، وخاصة آسيا لارتباطات الاقتصاد والعمالة، والجوار، منوهاً بأن الشرق الأوسط يعاني من أحداث مختلفة ستنعكس حتماً على هذه الدول في آسيا، وعلى هذه الدول استكشاف هذه الآثار، وإيجاد تفاعل سياسي لمواجهة التطرف والإرهاب، وهناك كثير من الدول تسعى لفهم ما يحدث في الشرق الأوسط، لأن التأثيرات واردة.

وقال ان قمة الرياض تمخضت عنها مكتسبات عربية مهمة لمستقبل الأمة، منها خلق توافق عربي لإنجاح ودعم الشقيقة مصر في جهودها، كما أنها أخرجتنا من فترة قاتمة، وكذلك الارتقاء بالخطاب الإعلامي، والبناء على مكتسبات تحققت طيلة 30 عاماً من العمل الخليجي المشترك.

وفيما يتعلق بالملف النووي، أوضح معاليه بأن الإمارات كانت داعمة للعملية، وما نود أن نراه هو التوصل إلى اتفاقية محكمة، تؤكد وتضمن عدم تعرض المنطقة لخطر الانتشار النووي، مستدلاً بما صرح به سمو الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية بأن الإمارات لديها برنامج نووي للاستخدام السلمي ومعروف عالمياً، وليس لدينا معامل تخصيب، ولا تريد الإمارات أن يكون لديها معامل تخصيب من الأساس.

وتابع نحن نعول على نجاح (5 1)، وإن نجحت في تحقيق المستهدف سيؤدي إلى استقرار أفضل للخليج عموماً وللأجيال القادمة، والمهم هو التوصل إلى اتفاقية لا تترك أي نقاط فارغة تسمح بانتشار هذه الأسلحة مستقبلاً.

وبخصوص الشأن الإفريقي أكد دعم ومساندة الإمارات للتنمية في افريقيا وتقديم الدعم اللوجستي، وأن هناك سفارات افتتحتها الدولة في كثير من دول القارة، كما ترتبط بعلاقات اقتصادية مع نيجيريا وجنوب افريقيا وكينيا وأوغندا وغينيا، وكثير من دول القارة الإفريقية، كما تدعم الإمارات جهود دعم الاستقرار في الصومال.

الجزر الإماراتية المحتلة

ردا على سؤال حول الجهود المبذولة لإنهاء الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث، أكد معاليه أن دولة الإمارات تؤكد دائما على الموقف القانوني والتاريخي لها في الجزر الثلاث المحتلة، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، والبيانات التي أصدرتها الإمارات، سواء في مجلس التعاون الخليجي أو في مجلس الأمن الدولي، ليس هدفها إثارة التوتر، بل التأكيد على الموقف القانوني والتاريخي للإمارات.

وأشار إلى أن هذه البيانات تهدف إلى تعزيز الموقف القانوني للدولة، وأن دولة الإمارات ملتزمة وحريصة منذ أربعة عقود على إيجاد حل سلمي لهذا الاحتلال، حتى في اطار القانون الدولي، ومن خلال آليات المفاوضات الثنائية أو محكمة العدل الدولية.

قرقاش يستقبل مدير عام اتحاد روهنجيا أراكان

استقبل معالي الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور وقار الدين مدير عام اتحاد روهنجيا أراكان «ARU»، الذي يزور الدولة حاليا. وأطلع الدكتور وقار الدين معالي الدكتور أنور قرقاش على آخر تطورات أوضاع الأقلية المسلمة الروهنجيا في بورما، في ظل استمرار المعاناة التي يعيشون فيها.

Email