قمة أبوظبي للإعلام تختتم أعمالها

خبراء: الإمارات تمتلك بنية تحتية فريدة تحفز على الابتكار

جلسة مستقبل الاستثمار في التكنولوجيا: عقد الصفقات الرقمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

اختتمت أمس أعمال قمة أبوظبي للإعلام في دورتها الخامسة، بفندق روزوود في جزيرة الماريه أبوظبي، حيث استعرضت على مدى ثلاثة أيام موضوعات متنوعة حول مستقبل صناعة الإعلام وتطوير المحتوى والتمويل، بمشاركة كبار الرواد في قطاع الإعلام العالمي ونظرائهم في الأسواق الناشئة.

وقالت نورة الكعبي في الكلمة الختامية للقمة: «إن القمة التي افتتحتها جلالة الملكة رانيا العبدالله حققت أهم أهدافها المتمثلة في تعزيز مكانة أبوظبي، بوصفها مركزاً إعلامياً رائداً على مستوى المنطقة والعالم، والعمل على تنشيط المشهد الإعلامي في منطقة الشرق الأوسط، وربطه بالشبكة العالمية، وذلك من أجل مواكبة التغيرات الحاصلة في هذه الصناعة الحيوية».

وأشارت إلى أن جودة وشفافية المحتوى العربي ضرورة حتمية، مشيرة إلى أنه مع اتصال أكثر من 7 مليارات شخص بالإنترنت، فإن الإعلام الرقمي سيكتسب أهمية كبيرة في السنوات المقبلة.

الجلسات

وأكد المشاركون في جلسات عمل اليوم الختامي لقمة أبوظبي للإعلام أن دولة الإمارات تبوأت الريادة في تبني استراتيجية وطنية للابتكار، مشيرين إلى أن الدولة تمتلك البنية التحتية للأزمة، لإرساء جميع متطلبات هذه الاستراتيجية، بما يسهم في تعزيز موقعها الريادي على مستوى العالم.

قال محمد ناصر الغانم، مدير هيئة تنظيم اتصالات، إن العالم يشهد حالياً ثورة في المعلومات والاتصال، ولا بد من التركيز على إطلاق العنان للمبادرات المبتكرة التي تسعى إلى تلبية أرقى الخدمات للجماهير، فهم القطاع الرئيس للاستثمار، ويجب التركيز على تزويدهم بالمبادرات الخلاقة.

وأوضح أن شبكة الجيل الرابع أضحت تغطي الآن 90% من سكان الإمارات، كما تحتل الدولة المرتبة الأولى عالمياً في نسبة مستخدمي الهواتف المتحركة مقارنة بإجمالي عدد السكان.

وأشار إلى أن ثورة الاتصال والإعلام أصبحا مرتبطين بشكل وثيق، وأضحى التوجه الآن إلى الإعلام الرقمي، مؤكداً أن موسوعة الإمارات نموذج رائد للمحتوى العربي الرقمي الذي يقدم لنا ما مضى وحاضر أمتنا، وأشاد الغانم بجهود 2454، ونجاحها في في تعزيز المنظومة الإعلامية في الدولة، وتوفير نحو 3000 آلاف فرصة وظيفية في مجال الإعلام.

جاء ذلك خلال الكلمة الافتتاحية للجلسة الأولى لليوم الأخير من قمة أبوظبي للإعلام التي تناولت «مستقبل الاستثمار في التكنولوجيا»، إذ قال مشاركون في هذه الجلسة إنه اليوم في ظل فيض السيولة النقدية بالشركات، وتطلعها إلى استثمار أموالها في سوق الأعمال، وبعد انطلاق ثورة التكنولوجيا عام 2000، فإن اليوم هو الوقت الأمثل لأصحاب الأموال، لعقد الصفقات العالمية في التكنولوجيا وصناعة الإعلام والاتصالات.

وأدار الجلسة جون ديفتيريوس، محرر الأسواق الناشئة في شبكة سي إن إن، وشارك فيها أحمد الألفي، رئيس مجلس إدارة شركة «سواري فنشرز»، ووليد حنا، مدير شركة ميفب، وعمر المحمود المدير التنفيذي بالإنابة لصندوق الاتصالات وتقنية المعلومات (ICT).

وأكد المشاركون أهمية تعزيز فرص وجود الشركات الناشئة، ومساعدتها على الدخول في السوق، مستعرضين تجارب العديد من الشركات التي نجحت في تحقيق أرباح كبيرة، على الرغم من دخولها السوق من باب الشركات الناشئة وبرأس مال صغير.

كما أكدوا أهمية تأمين بيئة للابتكار في الأسواق، وهو ما نجحت دولة الإمارات في تحقيق الريادة به، مشيرين إلى أن مع ثورة المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات، أصبح لزاماً على الجميع مواكبة هذا الأمر بشتى الطرائق.

الإبداع

فيما قال المتحدثون في الجلسة الثالثة التي جاءت تحت شعار «تسريع عمل الشركات الناشئة» إن الإبداع يتطور ويتشكل ضمن مجموعات، وهذا ما يحصل في الكثير من التجمعات الإبداعية التي نشأت في المدن الكبرى، بمساعدة وتحفيز من السياسات الحكومية الرامية إلى تشجيع النمو، مؤكدين أهمية الاستفادة من الدروس والتجارب الأخرى في البلدان المتطورة التي يمكن عبرها تسريع جهود مماثلة على الابتكار في أسواق الشرق الأوسط.

وبدأ توم أوركهارت، مقدم تلفزيوني في قناة دبي ون، النقاش في الجلسة، متوجهاً بالسؤال إلى المشاركين عن كيفية الاستمرار في تمكين النظم الريادية، لتتشكل وتنمو بشكل أفضل مما هي عليه، مشيراً إلى أن منطقة الشرق الأوسط في تقدم ونمو مستمر، وخصوصاً منطقة الإمارات التي تسعى للاستثمار في الشركات الجديدة، وتطوير الاقتصاد الوطني الذي ينافس العالمية.

التكنولوجيا

وقال راميش جاغاناتن، أستاذ باحث ومعاون عميد كلية الهندسة في جامعة نيويورك أبوظبي: «إن التكنولوجيا وصلت إلى مراحل متطورة جداً خلال هذه الحقبة من الزمن التي أدت إلى تأسيس وانتشار شركات جديدة، بسبب التقدم التقني والتكنولوجي الذي ساعد على إعطاء فرصة أمام الشركات الناشئة، للوصول كغيرها من الشركات الكبيرة، وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط».

وأشار جاغاناتن إلى أن الأشخاص الذين يعملون في مجال التكنولوجيا لديهم الذكاء، لأنهم تمكنوا من ربط العالم من خلال سهولة تنقل المعلومات والبيانات الخاصة بأمور التجارة ومتابعتها عبر الإنترنت بشكل مستمر، موضحاً أن أغلب الشركات التجارية الآن تصنع منتجاتها، وتصدرها إلى معظم بلدان العالم، لأسباب تتعلق بمرونة الإجراءات التي صاحبت الطفرة في مجال الإنترنت والتكنولوجيا.

من جانبه، قال ماجد السويدي، المدير التنفيذي لمدينة دبي للإنترنت ومنطقة دبي للتعهيد: «إن علينا استعمال الآلة، لأنها موجوده بشكل كبير، إذ إن علينا تطويرها واستخدامها بطرائق جديدة، تعكس أفكارنا ورؤيتنا للمستقبل»، لافتاً إلى «أنه علينا استنساخ بعض التجارب من الدول المتقدمة، والاستفادة منها، ومن التجارب الأخرى السابقة».

وأدار بدر جعفر، المدير التنفيذي لمجموعة الهلال للمشاريع، جلسة عمل حول تمويل الموجة المقبلة من الابتكار، حيث قال فادي غندور، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أرامكس إنترناشونال: «إن حرص القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة على إطلاق استراتيجية للابتكار، من الأمور التي تستحق الثناء والتقدير»، مشيراً إلى أن الإمارات تمتلك بنية تحتية فريدة من نوعها تدعم الابتكار.

انتعاش

وأكد المتحدثون في الجلسة النقاشية الثانية التي تناولت قضايا تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة وطرحها للاكتتابات العامة، تحت عنوان «انتعاش الاكتتابات وعقد الصفقات»، والتي أدارتها ملاك فارس، مقدمة الأخبار الاقتصادية في فضائية سكاي نيوز عربية، أن القيادة الرشيدة للدولة تستثمر لتكون رائدة في دعم رواد الأعمال والمبتكرين، وتقدم الأفضل لشعبها من خلال رؤيتها الثاقبة، مشيرين إلى تعاظم مكانة دولة الإمارات مستقبلاً على الصعيد العالمي، لكونها تسير بخطى ثابتة نحو النمو والازدهار.

وركزت الجلسة على الأزمة الاقتصادية التي ضربت الشرق الأوسط في عام 2008، واستعداد المستثمرين والبنوك لاقتحام المخاطر، إذ ظهر الأمر واضحاً في الإمارات التي رفعت سوق الأسهم لديها من وضع السوق الناشئة، لتخصص أبوظبي 82 مليار دولار للاستثمار، ودعم الاقتصاد في جمهورية مصر العربية، كما أشعل سوق الأوراق المالية السعودي فجأة الاكتتابات الإقليمية، وقد ارتفعت قيمة 16 صندوقاً من صناديق الأسهم الخاصة إلى نحو 900 مليون دولار في العام الماضي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وتحدث عماد غندور، المدير التنفيذي لشركة «سيدار بردج كابيتال»، عن منطقة الشرق الأوسط، وقال: «على الرغم من الاضطرابات والتحديات التي شهدتها هذه المنطقة، ما زالت هي السوق الأكثر استقطاباً للاكتتاب العام الأولي في العالم»، لافتاً إلى أن صناديق الاكتتاب الخاصة تشهد تباطؤاً في استثماراتها، إذ إن هناك انخفاضاً بنسبة 40%، خاصة في أميركا».

وأضاف أن التحديات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط لوجود مخرج للأعمال وسوق الطرح الأولي في الإمارات، تصبح أكثر واقعية مع الوقت، خاصة أن عمليات البيع التجارية لم تعد صعبة كما كانت في الماضي، وأنه لبناء علامات تجارية لا بد أن تكون الاقتصادات العالمية منفتحة، لإيجاد السبل التي تواجه العوائق الخاصة بالملكية، إذ تفتتح المملكة العربية السعودية جزءاً من السوق بحلول عام 2015، وهذه الصفقات في المنطقة مهمة.

وقالت منى الدفراوي، مؤسس شركة «آي بي أو كويست»: «إن طرح الاكتتاب العام الأولي أسهم في نمو العمالة بنسبة 92%، وذلك من خلال الطرح المرتفع، والقدرة على النمو الوطني والعالمي لخلق شركات بحجم أكبر»، مشيرة إلى أن طرح رواد الأعمال ارتفع في غضون السنوات السبع الماضية، وأن شركة «علي بابا» امتلكت أكبر طرح أولي بقيمة 25 مليار دولار في السنة والنصف الماضية.

تكريم خلف المزروعي بجائزة الهيثم للإعلام العربي

سلّم الأمين العام لمجلس الوحدة العربية هيثم يوسف أمس جائزة الهيثم للإعلام العربي لنورة الكعبي، الرئيسة التنفيذية لـtwofour 54، وجاء هذا التكريم بعد نجاح قمة أبوظبي للإعلام 2014 التي أسسها الراحل محمد خلف المزروعي.

وقال يوسف: «إن مجلس الوحدة الإعلامية العربية يمنح في كل عام جائزته لكل مثقف، سواء كان إعلامياً أو سياسياً أو فناناً، أو حتى رياضياً ترك بصمة مشرفة في الوطن العربي، واليوم نتشرف خلال مشاركتنا في هذه القمة بتكريم محمد خلف المزروعي الذي عمل بجد، وترك بصمة مضيئة في سماء الإعلام العربي». يُذكر أن جائزة الهيثم للإعلام العربي أسِّست في عام 2008 في المملكة الأردنية الهاشمية، حيث تم تكريم العديد من القيادات الإعلامية العربية في الوطن العربي. أبوظبي ـ البيان

اشادة بـ « البيان»

أشادت نورة الكعبي بتغطية «البيان» لقمة أبوظبي للإعلام 2014، مشيرةً إلى أن تغطية «البيان» تميزت بالشمولية والموضوعية، ووضع القارئ على مجمل الفعاليات التي تمت خلال القمة، ومشيدةً بتجربة البيان «مباشر» التي تم من خلالها بث فعاليات وأحداث القمة بصورة مباشرة ومختصرة، ما دفع مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى الاعتماد عليها في متابعة أخبار القمة.

Email